جراسا -

تحت العنوان أعلاه، كتب نيكولاي ماكييف، في "موسكوفسكي كومسوموليتس"، عن محاولات واشنطن قطع طريق الغاز الروسي إلى أوروبا، وسؤال الجدوى المستجد.

وجاء في المقال: قال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، إن بناء خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي-2"، على وشك الانتهاء، من وجهة نظر اقتصادية واستثمارية، والعمل جار الآن "لإكمال أعمال البناء".

لم تلزم واشنطن الصمت حيال هذا البيان. فقد سارع ترامب إلى إعلان اعتراضه على إكمال بناء خط أنابيب الغاز، على الرغم من أنه لم يوجه خطابه إلى روسيا، إنما إلى ألمانيا، التي تريد شركاتها ليس فقط شراء الوقود الأزرق من بلدنا، إنما والاستثمار في المشروع. عيّر الرئيس الأمريكي برلين بالديون المترتبة عليها للناتو، والتي يقدر مجموعها بما لا يقل عن تريليون دولار. ووفقا له، بدلا من تسديد المستحقات للحلف، يستثمر الألمان في خط أنابيب الغاز الروسي.

وفقا للخبراء، بدأ استخدام خط أنابيب الغاز الروسي منذ فترة طويلة من قبل الإدارة الأوروبية والأمريكية ليس فقط كهدف اقتصادي، إنما وكرافعة سياسية لإدارة العمليات الانتخابية الداخلية، هنا وهناك. في الواقع، تم الانتهاء عمليا من بناء الخط: فلإكمال الجزء البحري والوصول إلى البر الألماني، بقي 160 كم فقط. إلى ذلك، فقد تمكنت شركة غازبروم من تأمين نفسها ضد العقوبات الأمريكية المحتملة التي يمكن للسلطات القانونية الدولية رفعها إلى المحاكم: أعادت الشركة تسجيل الحق في ممتلكاتها لمصلحة شركات مستقلة.

وفي الوقت نفسه، فإن السؤال الذي لا يقل أهمية، بالنسبة لروسيا، هو مدى فعالية استخدام السيل الشمالي-2، بعد إنجازه.

قدرت التكلفة الأولية لبناء المشروع بنحو 9.5 مليار يورو، وقد تحمل الجانب الروسي نصفها، بينما قدم المستثمرون الأوروبيون الباقي. ولكن الاقتصاد العالمي يشهد حاليا إنتاجا مفرطا لموارد الطاقة، ولا تدفع توقعات الانتعاش في الطلب على النفط والغاز إلى الطمأنينة.