إعــلاميات .. وشجـــون


يبقى الإنسان الجوهرة الفريدة التي تحتضنها الطبيعة، وتفجرها إبداعاً وسمواً نحو الأعلى... الإنسان الذي صنع وأبدع، وعمـّر الكون بالمنجزات الحضارية الهائلة، فدفع بالطبيعة لتكبر وتتسع، فملأ الأرض بالغابات، وملأ الغابـات بالمنازل، والمصانع والمبتكرات والأجهزة، والعقول الالكترونية بالمعلومات...

ثلاثة أيام من كل عام، وعلى مدار ثماني اعوام، والاعلاميات العربيات والأردنيات على موعد، والمكان عمان العزة والكرامة والكبرياء ... ودومـاً برعايـة الأميـرة الهاشميـة ..

تأتي الإعلاميات وكل واحدة بجعبتها قصة جديدة، لتقدمها اثناء الجلسات وفي الردهات، كان هذا العام مميزاً واستثنائياً لسخونة العنوان ... فالجميع متـنبه لهذا الخطر ، بل الآفـة التي إقتحمت مجتمعا تنا الآمنة الوديعة، فحولتها الى مجتمعات غاضبة، عنيفة ، وأصبحنا نتهم بما ليس فينا... من شدة قسوتنا على بعضنا، تجمدت مشاعرنا وتلبدت... وبعدنا عن كل شيء جميل، واصبحنا لا نرى من الكأس الا الجزء الفارغ... كما إن ألوان الطيف الجميلة غابت عن أعيننا ... وأُستبدلت بالسواد الذي أصبح شعارنا الأوحد... أصبحنا وكأننا دمى نصنعها لنحطمها، غير آبهين ولا مبالين، بنور الشمس نهاراً ... ولا بضوء القمر ليلاً ...

أين ذاك الإنسان القديم الجديد ؟؟ أعرف أن الإنسان هو، هو الإ نسان ... الصغير الحجم قياساً إلى ناطحات السحاب التي رفعها بعقله، والسيارة التي أقامها بابداعه، والطبـيعة التي رسمها بشعره وخياله...

عندما تحدثت ليلى الشيخلي، نيابة عن الإعلاميات العربيات في جلسة الإفتتاح، قالت .. أتيت قبل عشرين عاماً الى مهنة المخاطر بإرادتي، حيث كانت دموع والدي تراقبني... وأنهت ليلى قائلة.. إن عيون أبنائي الأن تلاحقني..

إننا الإعلاميات العربيات، ما يميزنا اننا نبحث عن المعرفة، ونظل نحدق بإعجاب واندهاش لما يجري حولنا، وكأننا نرى الحياة لأول مرة....

وفي اليوم الثاني.. وفي خِضـّم جلسات العمل، تقدمت الإعلامية الإماراتية منى ابو سمرة، وزميلتها حليمة الشامسي، وكلتاهما تعملان في المهنة بجد واجتهاد ومثابرة، واثبتن حضورهن في الإعلام الخليجي بجدارة وإقتدار، حيث حيـيت الحضور، وقدمت درعاً بإسم جمعية الصحفيين الإماراتيين تكريما لكاتبة هذه السطور.. التي تجمع الإعلاميات العربيات سنوياً... لفتة كريمة، من عربية أصيلة...

ومسك الختام... جاء من باريس، من تلك الإنسانة المتواضعة... لتضيء لنا مصباحاً وهـاجـاً عبر صوتها الدافئ الحنون... هي .. تابعت الجلسات وكأنها بيننا عبر جهازها المحمول... وأهدتـنا فل بيروت، وأجمل الفيروزيات عبر أثير تابعناه لسنوات وسنوات... ليـتـكِ هنا في عمان يا جابي لطيف... أيتها الغالية...

لنعد معاً إلى إنسانيـتـنا، نتـفيـأ بظلالها، ونرتقي بها إلى العـُلا، بالمحبة، والإلتـصاق بالأرض، ونتألم معاً، ونفرح معاً، وننجح ونـُبدع معاً... كـفـانـا بُـعداً وفراقاً...


محاسن الإمام
Mahasen1@ayamm.org


 
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات