موقع بريطاني: السعودية تسعى للتهدئة مع إيران بوساطة زعيم عربي


جراسا -

كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أنّ السعودية أعطت الضوء الأخضر لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لترتيب لقاء مع إيران، في خطوة أولى باتجاه خفض التوترات في المنطقة.

ونقل الموقع عن عباس الحسناوي، المسؤول في مكتب عبد المهدي، قوله إنّ رئيس الوزراء العراقي يتوسط بين قيادتي الرياض وطهران ونقل شروط كلا الطرفين لإجراء محادثات مع الطرف الآخر. وأكّد حسناوي أن عبد المهدي يلعب دور الوسيط في سبيل خفض التوترات منذ هجوم “أرامكو” الذي حمّلت الرياض مسؤوليته لإيران.

ولفت إلى أنّ المسؤولين السعوديين، بمن فيهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هذا هو خطابهم في الأيام الأخيرة. وكان عبد المهدي أجرى الأسبوع الماضي محادثات في جدة مع بن سلمان.

ويأتي تأكيد المسؤول العراقي بعد إعلان متحدث الحكومة الإيرانية علي ربيعي، أول أمس، أن الرئيس حسن روحاني، تلقى رسالة من الرياض، سلّمها له رئيس إحدى الدول (لم يسمه)، لكنه لم يقدم أي معلومات عن محتوى الرسالة.

وقال الحسناوي إن السعوديين والإيرانيين وضعا شروطاً مسبقة لانطلاق المفاوضات، وأوضح: “ليس من السهل جمع طرفين متنازعيْن على مستوى الإيديولوجية والطائفة والتحالفات في المنطقة”.

وشدد على أن عبد المهدي دعا إلى لقاء سعودي-إيراني بإشراف ووساطة الحكومة العراقية، على أن تكون بغداد المكان المفضل لعقده وتحدث الحسناوي أن الخطة المطروحة هي لقاءات مع مسؤولي البلدين ستُجرى في البداية، ومن ثم سيتم إبرام اتفاق، مضيفاً: “سيلتقي قادة السعودية وإيران للتوقيع عليه”.

وأكّد الحسناوي على أنّ الإدارة الأميركية وافقت على المحادثات بين الطرفيْن، وقال “إذا حصل اتفاق محتمل في المنطقة يشمل اليمن وسوريا والعراق، ليس لدى الأمريكيين مشكلة في ذلك”. وفي هذا السياق يتواجد مستشار الأمن القومي العراقي، فالح الفياض في واشنطن لمناقشة جدول زمني للاجتماعات.

في ما يتعلق بالشروط المسبقة، أوضح الحسناوي أنّ السعودية اشترطت تقليص إيران دورها في اليمن وسوريا ووقف دعمها المجموعات مثل الحوثيين، كما أنها طلبت أن يعمل النظام السوري على حل مشاكله مع مجموعات المعارضة وصياغة دستور لسوريا توافق عليه جميع الأطراف.

من جهة أخرى تحدث موقع “ميدل إيست آي” عن الجهود التي يبذلها رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لتلافي تحويل بلده ساحة معركة لحرب الوكالة المندلعة بين الولايات المتحدة وإيران،, و كشف الوقع نقلاً عن مصادر أمنية عراقية قولها إنّ واشنطن أبلغت مطلع العام الحالي عبد المهدي، نيتها ضرب مهبط طائرات تسطير عليه “كتائب حزب الله – العراق” بعد استهداف طائرات من دون طيار منشآت نفطية في الخليج. وأضاف الموقع بأنّ عبد المهدي أبلغ الأميركيين بأنّه عاجز عن منعهم (الأميركيون) عن ضرب الأهداف التي يريدون من جهة، وعن منع الردود التي يمكن للمجموعات المسلحة المدعومة إيرانياً ضد القوات والقواعد الأمريكية في العراق من جهة ثانية.

وأشار الموقع إلى الضغوط الشعبية الشديدة التي تعرّض لها عبد المهدي لتحميل إسرائيل مسؤولية الهجمات التي طالت “الحشد الشعبي” مؤخراً، ونقل عن مصدر استخباراتي قوله: “رئيس حكومتنا كالمستجير من الرمضاء بالنار”. في السياق نفسه، قال الحسناوي: “المنطقة عاجزة عن تحمل نزاع جديد بين السعودية وإيران، هذه منطقة خطيرة وغنية بالنفط الخام الأساسي للعالم برمته”.

وكان محرر موقع “ميدل إيست آي” ديفيد هيرست كتب مقالا أمس بمناسبة مرور عام على مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، أكد فيه أن جريمة قتل خاشقجي غيرت مسار حاكم السعودية الفعلي محمد بن سلمان، وبعد عام منها يواجه الأخير وضعا مختلفا، وتراجعا على كل الجبهات، فالتحالف مع الولايات المتحدة القائم على الأمن مقابل النفط قد انتهى. وتم الإضرار بمنشأتين للنفط في السعودية فيما وصفها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالعمل الحربي. أما حملة بن سلمان في اليمن فهي مهلهلة حيث تخلت عنه حليفته الرئيسية الإمارات التي اكتفت بتقسيم اليمن إلى يمنين يظل فيه الحوثيون في مكانهم بالشمال. وقبل أسبوعين شن هؤلاء هجوما كاسحا زعموا أنهم أسروا ألفين من جنود التحالف بمن فيهم جنود سعوديون.

واضاف هيرست أنه بدلا من نقل المعركة كما وعد إلى داخل إيران جلب ولي العهد الفوضى إلى قلب المملكة. وكشف الرئيس الإيراني حسن روحاني عن تلقيه رسالة من السعودية عبر وسيط عراقي وهو رئيس الوزراء عادل عبد المهدي. ولا نعرف ماذا ورد في الرسالة ولكن لا أحد سيدهش لو لم يكن فيها إعلان حرب!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات