حبيب الجيش لبسني شعار الجيش ولو مرة ... وخذ عمري .. هكذا قالها الشاعر سليمان عويس.

فكيف بمن ارتداه على مدار ثلاثون عاماً متسلحاً بالحكمة والاتزان متدرجاً بالقيادة من ضابط الى فريق ركن قائداً لهيئة الأركان المشتركة لـ جيشنا العربي المصطفوي.

فلم تكن تلك محض صدفة ولم تكن وليدة لحظتها، فقد كانت رؤى جلالة القائد الأعلى ودرايته في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ليكون أهلاً لها.

ولأن لكل بداية نهاية فقد كان من الطبيعي أن يترك هرم قواتنا المسلحة ويترجل عن صهوة جواده بعد أن أكمل مشواره في تأدية الأمانة وخدمة الوطن والملك في أحلك الظروف وفي أصعب امتحان، حين كان الأردن يتعرض لمؤامرة الدخول في حرب سوريا الشقيقة ومحاربة الظلام الأسّود من مغول العصر والجماعات التكفيرية في الداخل والخارج ،وحين كان الأردن يتعرض لضغوطات تريد النيل من كرامة الوطن والمواطن وهيبة الدولة .

لينبري لسان الحاقدين والمتشدقين على الأردن ،أتباع المصالح الذاتية، الذين لم يكونوا يوماً مع الوطن وأبنائه المخلصين، والذين أرادوا أن ينتقدوا الذهب فقالوا عن لمعانه يعمي العيون، مستخدمين المواقع السوداء والصفحات الصفراء لبث سمومهم بين أبناء الوطن مشككين بالرجال الشرفاء، فظنوا أنهم قد نجحوا، فـ صدقوا كذبتهم وما صدقهم الشرفاء الاحرار من ابناء الوطن.

فتحية شرف وكبرياء نقولها بشموخ تلك الهامات التي زينها التاج وتحية عز جبلت بحبات العرق التي نزفت عن جبين كل ضابط وضابط صف وفرد خدموا هذا الجيش ،في كل خندق وعلى كل سياج من حمى هذا الوطن.

تحية المرابطين على ثغور الأردن جند حرس الحدود حيث الليل الدامس والبرد القارص وأشعة الشمس الحارقة.

تحية مجد وكرامة نكتبها مطرزة بورق الغار لقائد مسيرتنا وضباط جيشنا العاملين والمتقاعدين من أبناء الأردن الذين أدوا دورهم وسلموا الراية من خير سلف لخير خلف.

تحية شكر وتقدير للباشا محمود فريحات الذي سيبقى في قلوب الأردنيين الشرفاء كما عهدوه نظيف اليد ونظيف السيرة ،والأيام دول وهي كفيلة بكل القلوب الحاقدة والمريضة بأن تنال من الله ما تستحق.