قمة عنوانها فلسطين


قمة تونس جددت مركزية القضية الفلسطينية للدول العربية، وبنت على الخطاب القممي العربي الذي أعطاه الأردن زخما كبيرا في قمة البحر الميت التي أعادت التموضع لمركزية القضية في خضم حربنا الضروس ضد الإرهاب والتطرف. النهج الأردني أكد أن الحرب على الإرهاب حرب حتمية ومصيرية بين الخير والشر، وهي حربنا بلا هوادة، ولكن خوض تلك المعركة ضد تلك الشرور لا يعني أن تنحرف بوصلتنا عن سبب وجوهر الصراع والأزمات في المنطقة وهي القضية الفلسطينية وغياب العدالة عن آخر شعب تحت الاحتلال على وجه الأرض. الأردن أكد حينها، ويؤكد دوما، أن العرب والفلسطينيين دعاة سلام وينشدون الحل العادل ومستعدون له على عكس ما تروج إسرائيل أنها لا تجد شريكا للسلام وتعتاش دوليا على هذا الخطاب.

الزعماء العرب أشاروا إلى التحديات الأخرى التي تواجه الأمن والاستقرار الإقليمي والعربي ومنها الحرب على الإرهاب، والتدخلات الإيرانية بشؤونهم، وتراجع فرص التنمية وتحقيق الازدهار، وأزمات اليمن وليبيا وسورية، لكن كل هذه الأولويات لم تخطف الأضواء عن مركزية القضية والعلاقة المباشرة وغير المباشرة لاستمرار عدم حلها بكثير من شرور ومآسي المنطقة.

أن يجتمع القادة العرب ويؤكدوا مواقف بلادهم السيادية ورؤاهم السياسية أمر له قيمة سياسية ودبلوماسية واضحة لن تذهب بلا طائل أو فائدة كما الانطباع عن القمم العربية التي فقدت الشعوب العربية حتى الرغبة بمتابعتها. صحيح أن القرارات التي تم اتخاذها ستترك للدول حرية تطبيقها بما يتناسب وأوضاعها، وصحيح أن سيادة أعضاء الجامعة العربية أقوى من منظومة العمل العربي المشترك غير الملزمة، وصحيح أن الجيوش لن تسير لتحرير فلسطين بعد أي قمة، لكن يبقى الإعلان عن مواقف الدول على لسان زعمائها مهما على مستوى العالم والإقليم ولمؤسسات دولهم وأجهزتها وللرأي العام العربي. أجهزة هذه الدول الدبلوماسية والسياسية وغيرها تطبق في أعمالها اليومية ما جاء من مواقف على لسان رؤسائها وفي ذلك أهمية ظاهرة إذا ما تم بزخم سياسي ودبلوماسي.

سورية وجولانها حضرت في القمة وإن شغر مقعدها، بإجماع على الرفض القاطع للدول العربية ورئيس قمتهم السابق والحالي لقرار الإدارة الأميركية الاعتراف بسيادة إسرائيل عليها. الموقف السياسي المعلن من القادة العرب رسالة ليست بلا وزن للولايات المتحدة ولإسرائيل في أنهم سيوظفون أدواتهم المتاحة حتى وإن كانت أضعف من تلك الأميركية أو الإسرائيلية للوقوف في وجه هذا القرار الذي لا يخدم أحدا إلا نتنياهو وانتخاباته.

العرب بمواقفهم من القضية الفلسطينية يعلمون أنهم يمتلكون أعظم قوة لمواجهة إسرائيل والاستهتار الأحادي الأميركي؛ إنهم يمتلكون قوة الحق وعلى الجانب الصحيح من التاريخ الذي لن تستطيع قرارات رئيس أميركي أو رئيس وزراء إسرائيلي تغييرها. ما من دولة عربية عبرت عن هذا الحق أكثر من الأردن وعلى لسان ملكه الذي تحدث لأشقائه عن البوصلة، والمصير المشترك، والعمق العربي، وعن القدس وشرف حمل لواء الدفاع عنها وخوض معركتها حتى لو خاضها الأردن وحيدا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات