ثمة جملة لا تنسى للأستاذ عريب الرنتاوي وهو كاتب معروف وصاحب مركز القدس للدراسات بأن نتائج استطلاعات مراكز الدراسات عبارة عن لعبة يسهل التحكم بها. هذه الجملة التي قالها على قناة الجزيرة تعاد إلى ذهني في كل استطلاع حول أداء الحكومة، وكما قلت سابقا أن أي قراءة لواقع الحكومة يتحدد حول استقراء جغرافيا العينة المستفتية .

حكومة الرفاعي دخلت 200يوم ، وظهر استطلاع مركز الدراسات التابع للجامعة الاردنية لتقيم لأدائها مستهدفا 2000 شخص، ولن أعلق على أي نسبة طرحت، والتي وصلت ل 64% راضين عن أداء الحكومة ،وإن لم تكن العينة من دابوق ودير غبار فلا يمكن لألفي مواطن أن يؤيدوا حكومة لا تتقن سوى الضرائب والسكوت عن طرد الموظفين، فهذه نسبة غير معقولة وحسب ظني لا تصل إلى 20% بأقصى حالاتها، فالمقيم لدي هو الناس الذين أجالسهم ، واستمع لرؤيتهم ، ومعظمهم لا يدخل في تقييم تحليلي لسياسة ولا يدرك أكثرهم ما يرتكبه دولة الرئيس من سياسية استفرادية واستعلائية .

ومن جديد نصح خبراء "الشعبية" الرئيس بأن يقوم بجولات استعراضية إلى المحافظات ، تقوم صحيفة الرأي بالتغني بها، والتلفزيون الأردني وعلى عادته بترويج تلك الزيارات، وكلها لم يقطف ثمارها ، والشيء الآخر أن الرئيس يريد تحقيق بطولة اقتصادية على حساب المواطن فتسارعه في فرض الضرائب، وعدم التدخل لخفض الأسعار لا يحتاج إلى تحليل وعمق سياسي.فهو يريد حل ميزانية حكومته على ما تبقى في جيب المواطن، مستغلا غياب مجلس نواب ومعارضة توقف سياسته الاقتصادية عند حده.وتمكن ببراعة من إسكات الصحف اليومية المؤثرة .

مع كتابتي لهذه السطور وبعد أسبوع من الاستطلاع، كان عشرات من الموظفين من شركة توليد الكهرباء التابعة لدبي كبيتال يستعدون لتقبل قرار طردهم، وما يتحدثونه أن كل فرص مقاومتهم سوف تفشل أمام شركة تتبع لرئيس الوزراء حتى لو استقال منها مؤقتا، وفي جميع الجلسات يشن الناس غضبهم على الحكومة ، التي فرضت ضريبة غير مبررة على المسافرين، بعد أن كذبت الحكومة وزير ماليتها الذي تعهد بعدم فرض الضرائب حتى نهاية العام، وطبعا هذا لم ينسي غضب الناس من ضريبة القهوة والخلوي.

بصراحة من أين تأتي شعبية الرئيس من أفعال وزير زراعته في العمال، وفضح قضية الاختلاس، أم من وزير الضرائب أقصد وزير المالية، أمن وزير العدل وما قيل عنه، ووزير التربية الذي لم يرفع الناس رأسهم من مصيبة التوجيهي حتى دخلوا لاعتصامات المعلمين، أما باقي الوزراء فلا سمع لهم ولا خبر فمن منا نهل من ثقافة وزير الثقافة، أم وجد حلا لوزير العمل لكوارث التسريح ، سوى اتفاقيات كانت الطرف الأضعف وزارة العمل ، وهنا ستبحث قارئة الفنجان عن أي شعبية في حكومة الرئيس وطاقمه وستدور غرفا وشوارعا يا ولدي ولن تجد للرئيس شعبية .

وعلى سيرة الشعبية فقد شهدنا لآي حكومة مناصرين إعلاميين وكارهين ومحبين ومجاملين وباحثين عن الرضا وأصحاب نقد نابع من مصالح شخصيات وقوى شد عكسي ، إلا حكومة الرفاعي فقد غابت الأعمدة التي تجمل أنوار لحكومة الرفاعي تضيء شوارع الشعب الأردني الذي يتمنى أي كاتب أن يجد مادة يصنع منها مقالة لمدح الحكومة، فحتى كتاب الرضا الحكومي، غابوا عن حكومة الرفاعي، وكيف تقف الصحافة مع حكومة لا تتقن سوى فرض الضرائب وابتعدت عن أي مصالحة أو حوار مع الأحزاب والقوى السياسية، فدولة الرئيس ركز كل جهوده على الشباب ومحاورتهم وتشجيعهم، وقد يكون احد العباقرة اقنع الرئيس أن نسبة الشباب في المجتمع 99% .

أنا شخصيا كتبت عدة مقالات متفائلة مع بداية هذه الحكومة ولكني صدمت فيما بعد من أداء الحكومة التي سميت بحكومة العام ولكنها ستترك أثار سلبية على المواطن لمئة عام ، ومنذ الاستطلاع ابحث عن تلك النسبة التي أعطت ثقتها بالحكومة ولم أجدها لا بشوارع الزرقاء أو عمان الشرقية فأين توجد تلك النسبة وأين وصل لها المستطلعون العباقرة. وأنا اقر أن معاناة الاردنيين خارج جغرافية دوار عبدون وفلل دابوق ويبدوا ان موظفي مركز الدراسات وجدوا تلك الأماكن اقرب لإجراء استفتائهم.

omar_shaheen78@yahoo.com