سنة حلوة يا جميل .. سنة حلوة يا رئيس


له وجه يحمل كل براءة الأطفال، ووجه يحمل كل عنفوان الشباب ووجه يحمل كل وقار الشيوخ ،إنه دولة الاستاذ سمير الرفاعي رئيس وزرائنا ووزير دفاعنا والمسؤول التنفيذي الأول عنا نحن الأردنيين الذين لم نقصر مع رئيس وزراء حالي ولن نقصر مع رئيس وزراء قادم وسنظل نتوجه بالآلاف إلى مقره بعد يوم واحد من توليه منصبه العالي، مهنئين ومباركين وعاقدين الآمال الكبار على سنته الواحدة في الحكم أو سنته والشهور الستة التي تليها في إدارة شؤون البلاد وإدارة شؤون العباد.

قرأت على المواقع الإلكترونية – التي أثق في معظم ما تنشره من أخبار – أن رئيسنا الطفل والشاب والشيخ استقبل عامه الأربعة والأربعين، وهذه مناسبة تغري بالوقوف معها سواء عرفت الرئيس عن قرب أو سمعت به عن بعد على القاعدة الشرعية (أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم) ولأنني أعرف الواجب نحو الرئيس وأعرف حقه علي شخصيا، رأيت أن أكتب بمناسبة عيد ميلاده، وفاءا له ومشاركة في فرحه، حتى وإن كان من طبقة تعلو فوق طبقتي، وله ملامح تختلف عن ملامحي وفي عروقه يجري دم ليس بينه وبين دمي علاقة لون أو رائحة أو طعم أو سخونة أو ما شابه هذا أو غير هذا.

لا أكتفي هنا بالقول (كل عام وأنت بخير أو بألف خير يا دولة الرئيس الأفخم) ولن أرسل له رسالة عبر هاتفي إلى هاتفه أقول فيها (سنة حلوة يا جميل سنة حلوة يا سمير) ولن أطير برقية أو أبعث رسالة عبر الفاكس إلى مكتبه أو بيته أو حتى سيارته أو من خلال أحد وزرائه أو مستشاريه أو محبيه، قلت سأجلس وأكتب هذه المقالة بهذه المناسبة، وهي المرة الأولى التي اكتب فيها لرئيس وزراء أردني بمناسبة عيد ميلاده، فهو مختلف جدا عنهم، وكان ومازال أقربهم إلى قلوبنا وعقولنا وضرائبنا وبرك سباحتنا ولفافات تبغنا وأسعار محروقاتنا وأمراضنا غير الرسمية كالسكري والضغط والجلطات القلبية والدماغية، ولو كنت أعرف أنه مستعد لاستقبالي بلحمي وعظمي لتوجهت إلى رئاسته أو بيته أو كراج سياراته و أنتظرت أن يخرج من باب لا ندفع إليهه حاملا أربعا وأربعين شمعة طول كل شمعة في طول نهاراتنا الصعبة وليالينيا الأكثر صعوبة، وقلت له (كل عام وانت بخير يا سيدي، كل عام وأنت معنا وعلينا وضدنا وفي صفنا ومواجهتنا وصناديقنا الانتخابية) وقبل أيام عندما زار صحيفة (الرأي) والتقى عددا من الزملاء لم أكن بينهم اكتفيت بانتظاره من نافذة تطل على شارع موكبه حتى وصل بسيارات امريكية ضخمة تشبه سيارات البيت الأبيض وأمامها وخلفها سيارات مرسيدس من النوع المميز يدلف من كل واحده موظف أوموظفان يركضون بحذر حتى لا يسقط الفكر والمعرفة من ملفاتهم التي كانوايحملونها خلف دولة الرئيس.

في الحرب الثلاثينية العنصرية التي شنت على العراق العظيم مطلع التسعينات، وشاركت فيها اقطارعربية وطنية وقومية و اسلامية، وكان لبلدنا شرف الوقوف مع انتمائه الوطني والقومي والإنساني، صنف الأشقاء الكويتيون اشقاءهم العرب في قائمتين: قائمة الذين وقفوا ضد العدوان واطلق عليهم اسم دولة العدو وقائمة الذين وقفوا في الخندق الأمريكي – الأوروبي – الصهيوني واطلق عليهم اسم دول ال مع !!

وضع الأردن في قائمة دول الضد، وقد خطرت ببالي هذه الفكرة كلما كان هناك لقاء لرئيس وزراء أو وزراء حيث تتم دعوة زملاء واستثناء زملاء آخرين من الدعوة وكنت من هؤلاء الذين يتم استثناؤهم، وهناك مسألة طريفة أنني في المرات القليلة جدا التي دعيت فيها إلى لقاء لا أذهب، وعندما لا تتم دعوتي أواصل احتجاجي على عدم توجيهها لي، وليس هناك من سبب لعدم ذهابي إلى لقاء رئيس للوزراء أو وزير سوى أنني عدو لحصولي على المزيد من المعرفة والوعي والفكر والأسرار والمخططات و ما إلى ذلك مما يتدفق على الزملاء في هذه اللقاءات، وقد سألت مرة احدهم : لماذا يتم استثنائي من الدعوات الرسمية ليس على الطعام وإنما على الكلام والأفكار فقال لي (يا خوي أنت دائم كلامك واقف) ومن يومها بدأت البحث عن كرسي أو كنبايه لأجلس كلامي عليها ارضاء للمسؤولين ولكنني لم أجد واحدا ولم أجد من يفصّل لي هذا الكرسي العجيب. ولهذا حرمت من لقاء دولة الرئيس رغم محبتي له من طرف واحد، وأكثر ثروة يمكن أن ينالها الكاتب الملتزم هي قائمة طويلة من اعدائه الرسميين وليس من اصدقائه الرسميين.

دولة الرئيس يستحق مني التهنئة والتبريك وكل الدعوات الصالحات بمناسبة عيد ميلاده السعيد والمجيد، فهو في شبابه وقمة عطائه، وهو – دون مبالغة – واحد من أحلى رؤساء الوزراء في عالمنا المعاصر، اعرف أنه لا يحمل ملامحنا و لاهمومنا و لا اهتماماتنا و لا قلقنا على فقدان الخبز والدواء والحليب وفاتورة بركة السباحة – حسب تصريحات وزير المالية يبلغ عددها 17 ألف بركة صورتها طائرات تم استئجارها لتصوير الأردن من الشمال إلى الجنوب. لا بحثا عن جيوب الفقر ولا بحثا عن المدارس الآيلة للسقوط و لابحثا عن عمالة الأطفال ولا بحثا عن اشارات المرور التي يتناوب الأردنييون الوقوف عليها للتسول ولم ترسل هذه الطائرات لتصوير آلاف الرجال والنساء والأطفال الأردنيين الباحثين في الحاويات عما يمكن أن يأكلوه أو يبيعوه و لابحثا عن حجم المحبة أو الكراهية التي تحملها قلوب الأردنيين لحكوماتهم ولكن بحثا عن برك السباحة. فأي بلد في هذا العالم تنصرف حكومته إلى مثل هذا البحث بدل تأمين 90% من الأردنيين بالماء النظيف الذي يزيل عطشهم وجفاف أفواههم.

ومع معرفتي الأكيده أن دولة الرئيس وغالبية وزرائه لا يحملون ملامح أردني من اربد أو اردني من الطفيلة، اردني من الكرك أو اردني من الأغوار الشمالية والجنوبية، إلا أنني سأؤكد – وليشتمني القراء – أنهم يحملون ملامح اردنية، وهذه تكفي لتجاوز كل اخطائهم وخطاياهم وجرائمهم ومحاولات ابادتهم بالفقروالمرض والجهل والبطالة والضرائب ومؤخرا بالنزاهة واالشفافية الحكوميتين.

سيدي دولة الرئيس
كل عام وأنتم بخير وطمأنينة، كل عام وأنتم بعافية وشباب وقوة ومنعة، ولو كنت مكانك – انظر هنا حجم سذاجتي – لفرضت على موظفي الرئاسة وموظفي مقارالوزارت أن يعلقوا على المكاتب والأبواب الخارجية والداخلية وعلى السيارات وعلى بيوت علية القوم هذه العبارة التي أطلقها القائد الفرنسي نابليون بونابرت
(طالما أن السيف بجانبي، سيكون ضمن سلطتي قطع لسان كل من يتجرأ على استخدامه ضد الحكومة)




موقع الخندق الالكتروني



تعليقات القراء

ابو صقر
لله درك يا استاذ خالد شو كلامك واقف......
صدق ان عند داماس ما بتلاقيله كرسي تقعده عليه
03-07-2010 03:50 PM
عاكف منجم العتوم
ليرحم الله شيخ الاردنين الاحرار مصطفى وهبي التل عندما قال:
لا بارك الله بقوم منذ ...........عرفتهم اعداء لاوطاني
وانهم خسئة اعداء مكرمة...........ما اكرم الموت ابقاهم وادناني
يعني يا استاذ خالد مش معقول كل شي مستورد بهذي البلد الاكل والشرب والشعب والكلاب والحكومه
والاسوأ انه ما فيه حد بملك ذرة ولاء او انتماء .
وليرحمني الله ان كنت استحق الرحمه عندما اقول لهؤلاء الاوغاد اقزام الرجوله والسياسه:
الا لعنة الله عليكم ...........قوم بلا شرف ولا انتماء
تف على اميركم وحقيركم ...........فكلكم في عرف الدناءة سواء
تف على شريفكم ووضيعكم .........فلستم والله اهل لعلياء
وان كان الموت مخلصي من........فرض مرآكم فقد اصبح لي دعاء
وان كانت الجنه تجمعني بكم .......فتلك جهنم مطلبي وفيا رجاء
فواحسرتي من يحمل نعشي ........يبكيني ولم يبق سواكم البلهاء
ولا مزيد وكل الاحترام والتقدير للمنبر الجرئ جراسا وطاقمها وللاستاذ خالد محادين.
وكلي اسف وارجوا قبول اعتذاري على الخطا بارسال الاسم الخطأ.
03-07-2010 07:21 PM
عساف
كل يوم وانت بالف خير حقك علينا
لم نعرف بيوم مولدك ال ام او اب 44
اكذب لو قلت
ان بسمتك ونقاء صورتك
لا تدهشني!!!!!!!!!!!!!!
كما هي وجوهنا
بكل فصول التعب اليومي
وقلق الليل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الذي اصبحنا نتامل
الا يتبعه نهار
فحكومتكم علينا نار
تاكل ما تبقى لنا من تذكار

(اقتراح بارسال كيكه نضع بها 6 شعمات
بعددنا فنحن لديكم كعدد سته اذ لم يكن اقل)
دمت بود اخي خالد وشكرا للتذكير

الله يعين الناس
03-07-2010 08:22 PM
م. ا. م
السيد الكاتب والمعلقين الثاني والثالث ما اقوله ليس دفاعا عن احد فانا كنت من الطبقه الوسطى وبفضل الحكومات المتعاقبه على التغول في دمائنا وارزاقنا اصبحت من الطبقه التي بالكاد وشق الانفس تستطيع تامين متطلبات الحياة الضروريه فقط
ما اريد قوله بان المقال والتعليقات المذكورة ليست موضوعيه ولا تختلف عن لغة الشتائم التي نسمعها بالشارع واسلوب التهكم الذي كتبت به ليس باسلوب من يريد المنفعه العامه او التوعيه لاحطاء معينه بل هو اقرب ما يكون كتب لاسباب شخصيه للتعبير عن سخط شديد لوضع معين ليس لاداء الحكومه دخل فيه اي الاعتراض ليس على الاداء بل على شخصيات الحكومه
وهذا مايعرفه الكاتب جيدا كمعرفته بان الوضع المزري الذي نعيشه ليس من نتاج الحكومه الحاليه بل هو نتاج فساد وسياسات خاطئه لحكومات تعاقبت طحن موطنيها والتغول في دمائهم وارزاقهم بمباركة من النواب والمفكرين والاعلاميين والكتاب الذي من ضمنهم انت ايها الكاتب حيث اقتصر دور الجميع على التصفيق والتهليل واغلاق جميع الحواس عما يجري من مص دماء المواطن الشريف والتسابق من اجل اخذ النصيب الاكبر من الكعكه التي صنعت من سرقة قوت المواطنين الغلابه فاين كنتم واين كانت منابركم واين كانت جراسيا في الوقت الذي كان اللحم ينتزع شيئا فشيئا عن جسد المواطن حتى لم يبقى سوى العظم فهل تحمون العظم الان وهل يعقل ان يفكر احد بسرقة العظم هل تتحول الحيتان الى كلاب .
04-07-2010 03:58 PM
عساف
عزيزي
م.ا.م صدقت جيد تحليلك
وهل نقدنا بظنك على الحكومة الحالية فقط
لا بل على الحكومات المتوارثة منذ اجيال
وستورث للجيل القادم ليباع العظم
لماذا لا نختار كشعب وزرائنا عندها لن يكون لنا ان( نتهكم برايك )
صديقي هي تنفيس عما في داخلنا لعلنا ننام
دمت بود

الله يعينك ويعين الناس
04-07-2010 06:50 PM
بمناسبة يوم الميلاد
صدور كتاب احالة اثنان واربعون مستخدم ومستخدمة من المؤسسة الاستهلاكية العسكرية / محافظة الكرك... على الضمان المبكر واعتباراً من 1-7-2010 .. دون ان يتقدم احدهم بطلب ذلك.
من المسؤول عن تلك الممارسات وفقدانهم وظائفهم مصدر رزق عيشهم!!!!الآ يكفي الفقر والحرمان؟؟؟؟ وللعلم خدمة اكثر من 18 سنة واحسنهم يتقاضى راتب 220 دينار؟؟؟؟؟؟؟؟ شهري...

04-07-2010 09:21 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات