انجازات البرلمانات المتعاقبة تدفع المواطنين دفعا للتسجيل للعرس الديمقراطي دون اعلانات كثيرة ودون ابتكار وسائل تحفيزية للتسجيل للانتخابات... فالانجازات الكبيرة والكثيرة تدفع المواطن ليصحو باكرا ليكون اول المقترعين... "قبل الازمة".

انجازات ترفع الرأس فمن منا لا زال يعاني فقرا ومن منا لم يشمله التأمين الصحي بعد؟ ومن منا لازال يدفع الضرائب؟!؟! هل بقي من هو تحت خط الفقر في بلدنا؟ وبالمناسبة خط الفقر يعني دخلا سنويا اقل من 586 دينارا للفرد حسب اخر الدراسات في هذا المجال.

كيف سيترك المواطن واجبه في الاقتراع وهو ملزم به، وطوق الرفاهية حول عنقه ؟! فكل الرفاهية التي ينعم بها المواطن اليوم كان سببا فيها البرلمان- وخاصة البرلمان الاخير "المقال" - والبرلمانيون الذين يحملون صوته وهمومه الى المسؤول ويتابعونها بكل همة الى ان يحققوا المعجزات.. فهم من ألغي الضرائب الكثيرة وهم من رفع مستوى الدخل الفردي ورواتب الموظفين على وجه الخصوص وهم من سعى جاهدا لرفع مستوى حرية الرأي والتعبير وهم من حارب الفساد والمحسوبية....

بالله عليكم من منا زار نائبا في بيته او مكتبه وعاد خائبا ؟! ومن منا دق باب نائب وخيب امله؟! ومن منا هاتف نائبا وكان هاتفه مقفلا او لا يجيب؟!

كثير منا لا يعرف الفرق بين الايثار والأثرة والفرق بينهما شاسع فالمعنى بينهما يقفز من اقصى اليمين الى اقصى اليسار فالايثار هو تفضيل الاخرين على النفس بينما الاثرة عكسها تماما تفضيل النفس على الاخرين، فهل من برلمانيينا من فضل نفسه علينا هل منهم من طالب بامتيازات لنفسه دون غيره؟! هل منهم من سعى لراتب اكثر هل منهم من سعى لسيارة دون جمرك؟!و..... اعلم ان جواب الجميع بصوت واحد سييكون حاشى وكلا.

لا عجب اذا صحونا في يوم عرسنا الديمقراطي ولم نجد مواطنا على ابواب صناديق الاقتراع او قبل ذلك لم نجد اهتماما بالعملية من اساسها لا التسجيل للعملية الانتخابية ولا تحديد الدوائر الانتخابية، ولا فرق من سيكون تحت قبة البرلمان وما هو اتجاهه وتوجهه وبرنامجه الانتخابي ما دام ان كل البرلمانات انتخبت وحلت ولا زال 10% من اهلنا عام 2010 يعيش بأقل من 96 يورو شهريا ولا زال 700.000 مواطن يعيشون تحت خط الفقر.