تهندم ابو محمود في بدلة المناسبات التي يدخرها من ايام عرسه، وعَنقر عقاله، وامتشق «موبايلاً» كان قد اشتراه من سوق الحرامية يستقبل ولا يرسل، وبدا في كامل اناقته، وطلب من ام محمود «شوية ريحة».

فردت عليه ما في غير «كالونيا حلاقة» وعلى وين العزم ان شاء الله جحرها ابو محمود «وانت شو دخلك» ردت ببرود «شايفك لابس كأنك عريس».
ابو محمود : «شو خايفة علي»

ام محمود «خايفة عليك من النسوان الحلوات والا حدا يصيبك بالعين».

ابو محمود : «لا تخافي واطمئني».

ام محمود : «يا ماخذ الهم من رقبة  صاحبه».

تمتم ابو محمود بكلمات.... وخرج مسرعاً واوقف سيارة تكسي صفراء على غير عادته فهو من زبائن السرفيس والحافلات «وجعص» بجوار السائق.

اشار اليه «عالدوار الرابع لو سمحت»، وادار السائق عداد النقود بسرعة كسرعة ارتفاع اسعار البنزين لم يلتفت ابو محمود اليها حيث كان مشغولاً بتأوهات هيفا وهبي التي تصدح من المذياع وهي تغني «بوس الواوا» فسرح ابو محمود بواوا هيفا وتمنى ان يخفف من آلام واواها ببوسة ونسي الواوات التي تهندم من اجلها، وعزم على مقابلة الرئيس من اجل ان يطلعه عليها ويشكو آلامها له وافاق من شروده على صوت السائق «على وين بالدوار الرابع» فاستعاد وعيه الذي غَيّبته هيفا وبدأ يفكر عن اي واوا سيحكي للرئيس فجسد المواطن الاردني مثخن بواوات الضرائب وارتفاع الاسعار الذي لا يعالج بالبوس على طريقة هيفا التي يبدو ان الحكومة اخذتها شعاراً لتسكين آلام الناس.

ابو محمود بعد ان دارت في رأسه واوا هيفا وطريقة علاجها للالم تخيل الموقف مع الرئيس، وكيف سيقابله بالاحضان والتبويس والثناء على جرأته النادرة؟! وعندما يصر على رأيه بضرورة التراجع عن اجراءات الحكومة وكيف سينقلب عليه الرئيس ويحذره من عواقب مواقفه.

ابو محمود عَدل عن مقابلة الرئيس، وطلب من السائق العودة به الى حيث التقطه وقبل ان يسأله السائق عن سبب تراجعه وعما يدور في ذهنه كانت نانسي عجرم تقرع اذن ابو محمود باغنية «اللي بيسمع كلمة امه بنقوله شاطر.. شاطر» فخرجت على لسان ابو محمود الى السائق «اللي بيسمع كلمة حكومته شاطر شاطر».
esmel68@yahoo.com