حديث على هامش الانتخابات النيابية القادمة
يرن الهاتف فتنظر إلى شاشته لتلاحظ أنك لا تعرف الرقم فهو ليس محفوظاً في فريزر جهاز الهاتف ذو الموديل الذي عفا عليه الزمن وانقرض أو كاد ، تهمل الاتصال لانشغالك بالأعمال , ولكنه مصر أن يتحدث معك فيرن بشكل مستفز مرات ومرات ، وحتى تريح أعصابك تنظر لرقم المتصل فتلاحظ بأنه رقم متناسق جميل تم اختياره بعناية ليسهل حفظه ، ترد لتنهي الإزعاج فتسمع صوتاً واثقا من نفسه لدرجة جنون العظمة لا يعطيك فرصة أن تستفسر عن شخصيته ، يتحدث ويتحدث ويتحدث…، لتكتشف أن حديثه منقسم لثلاثة أقسام فيبدأ بالسؤال عن صحتك وأخبارك أنت وكل فرد من عائلتك – طبعاً لايذكر أسماء فهو لا يعرفها - ويسأل عن صحة أقربائك من مشاريع المواليد الذين لا زالوا مستقرين بالأرحام ..يسأل باهتمام وخوف عن كل خلية في كل جسد يخصك ! ثم ينتقل للحديث عن نفسه وعن أفكاره وعن إنجازاته ويكاد يعتذر منك أنه رغم خدماته الجليلة للحي وللقرية وللدائرة وللوطن وللأمة لم يستطع أن يحرر فلسطين من البحر للنهر ولكنه يستدرك أنه سيفعل ذلك قريباً ! وبعد أن يمجد نفسه ينتقل لتمجيدك ومدح صفاتك وأهمية رأيك ووقوفك بجانبه وأنه خصك بهذا الاتصال - أي بهذا التكريم - دوناً عن خلق الله لتكون على رأس مؤيديه والمطبلين له وللحظة تشعر بأنه المعتصم جهز جيشاً لنصرة المرأة الحرة واختارك على رأس هذا الجيش لتثأر لكرامة أمة الإسلام ! ويتحدث ويتحدث وأنت غارق بتخيلاتك الجميلة ، فتصحو فجأة بعد أن تدركك شباكه العنكبوتية لتعلم أن هذا المتصل الهمام يريدك على رأس جوقته الدعائية ليحجز مقعداً في المجلس العتيد ، فتسأله – بصدق - من أنت ؟ فيصدم ويتفاجأ ويخبرك بأنه أشهر من نار على علم وبأن جميع من هم (فوق) أصدقاءه ، وبأنه مدعوم وفوزه مؤكد وتحصيل حاصل ! وتعيد سؤالك – ببراءة – من أنت ؟ فيجيب – مستغرباً من جهلك – أنا ابن القرية البار أنا فلان الفلاني ! فتقول له لم أعرفك ولكن حدثني والدي نقلاً عن والده أنك غادرت قريتنا قبل زواج جدي من جدتي بخمس سنوات والبعض يقول قبل ذلك بتسع سنوات ! فيقول – بصفاقة – وعدت الآن لجذوري حتى أمثلكم أنتم عزوتي وعشيرتي ، فأنا بعد تقاعدي سأضحي براحتي لأجلكم ، وأنقل معاناتكم للحكومة ، فتسأله – مندهشاً – لماذا بعد التقاعد وأين كنت قبل التقاعد ؟! فيتغاضى عن سؤالك ويخبرك بأنه سيزور القرية الأسبوع القادم , فتخبره - بتهكم – لا تأتي من الطريق القديم الذي كان يصل بين القرية والمدينة فقبل خمسة عشرة عاماً مات الختيار جويعد واكتشف عياله بأن أرض الطريق ملكهم فأعادوها لحظيرتهم بقرار من المحكمة وجرفوها وقاموا بتشييكها ! فقال مشروع المرشح : وأين أصبحت الطريق الجديدة ؟! فيتفاجأ عندما تقول له : لا طريق للقرية لأن كل ميزانية المجلس المحلي رواتب وتسديد ديون ، عندما تأتي قم بصف سيارتك عند المدخل القديم للقرية وبعدها تسير ثلاثة كيلو متر بأرض وعرة بعض الشيء حتى تصل أول القرية عند ( حواجب السعدان ) تحكي معي تلفون وأمر حتى أعرفك بقريتنا قصدي قريتك إلي بدك تمثلها بالمجلس ! فيقول لك – مستنكراً – أنا أمشي على تراب القرية برجلي ؟! لا لا .. أسمع أجمع شباب القرية وشيوخها عندك ونجتمع مع بعض بغرفة دردشة بواسطة الإنترنت ولا تنسى العنصر النسائي مهم بالانتخابات ، فتقول له – بعد أن بلغ السيل الزبى – بالإنترنت ؟! إسمع عمي نعرف بأنك معك الجنسية من أميركا فروح ترشح عن لاس فيغاس واتركنا بهمنا وبغبرتنا فطريقنا غير سالكة لك ، ويعود بعدها تلفونك لهدوئه المعهود .
sameeh_nws@yahoo.com
يرن الهاتف فتنظر إلى شاشته لتلاحظ أنك لا تعرف الرقم فهو ليس محفوظاً في فريزر جهاز الهاتف ذو الموديل الذي عفا عليه الزمن وانقرض أو كاد ، تهمل الاتصال لانشغالك بالأعمال , ولكنه مصر أن يتحدث معك فيرن بشكل مستفز مرات ومرات ، وحتى تريح أعصابك تنظر لرقم المتصل فتلاحظ بأنه رقم متناسق جميل تم اختياره بعناية ليسهل حفظه ، ترد لتنهي الإزعاج فتسمع صوتاً واثقا من نفسه لدرجة جنون العظمة لا يعطيك فرصة أن تستفسر عن شخصيته ، يتحدث ويتحدث ويتحدث…، لتكتشف أن حديثه منقسم لثلاثة أقسام فيبدأ بالسؤال عن صحتك وأخبارك أنت وكل فرد من عائلتك – طبعاً لايذكر أسماء فهو لا يعرفها - ويسأل عن صحة أقربائك من مشاريع المواليد الذين لا زالوا مستقرين بالأرحام ..يسأل باهتمام وخوف عن كل خلية في كل جسد يخصك ! ثم ينتقل للحديث عن نفسه وعن أفكاره وعن إنجازاته ويكاد يعتذر منك أنه رغم خدماته الجليلة للحي وللقرية وللدائرة وللوطن وللأمة لم يستطع أن يحرر فلسطين من البحر للنهر ولكنه يستدرك أنه سيفعل ذلك قريباً ! وبعد أن يمجد نفسه ينتقل لتمجيدك ومدح صفاتك وأهمية رأيك ووقوفك بجانبه وأنه خصك بهذا الاتصال - أي بهذا التكريم - دوناً عن خلق الله لتكون على رأس مؤيديه والمطبلين له وللحظة تشعر بأنه المعتصم جهز جيشاً لنصرة المرأة الحرة واختارك على رأس هذا الجيش لتثأر لكرامة أمة الإسلام ! ويتحدث ويتحدث وأنت غارق بتخيلاتك الجميلة ، فتصحو فجأة بعد أن تدركك شباكه العنكبوتية لتعلم أن هذا المتصل الهمام يريدك على رأس جوقته الدعائية ليحجز مقعداً في المجلس العتيد ، فتسأله – بصدق - من أنت ؟ فيصدم ويتفاجأ ويخبرك بأنه أشهر من نار على علم وبأن جميع من هم (فوق) أصدقاءه ، وبأنه مدعوم وفوزه مؤكد وتحصيل حاصل ! وتعيد سؤالك – ببراءة – من أنت ؟ فيجيب – مستغرباً من جهلك – أنا ابن القرية البار أنا فلان الفلاني ! فتقول له لم أعرفك ولكن حدثني والدي نقلاً عن والده أنك غادرت قريتنا قبل زواج جدي من جدتي بخمس سنوات والبعض يقول قبل ذلك بتسع سنوات ! فيقول – بصفاقة – وعدت الآن لجذوري حتى أمثلكم أنتم عزوتي وعشيرتي ، فأنا بعد تقاعدي سأضحي براحتي لأجلكم ، وأنقل معاناتكم للحكومة ، فتسأله – مندهشاً – لماذا بعد التقاعد وأين كنت قبل التقاعد ؟! فيتغاضى عن سؤالك ويخبرك بأنه سيزور القرية الأسبوع القادم , فتخبره - بتهكم – لا تأتي من الطريق القديم الذي كان يصل بين القرية والمدينة فقبل خمسة عشرة عاماً مات الختيار جويعد واكتشف عياله بأن أرض الطريق ملكهم فأعادوها لحظيرتهم بقرار من المحكمة وجرفوها وقاموا بتشييكها ! فقال مشروع المرشح : وأين أصبحت الطريق الجديدة ؟! فيتفاجأ عندما تقول له : لا طريق للقرية لأن كل ميزانية المجلس المحلي رواتب وتسديد ديون ، عندما تأتي قم بصف سيارتك عند المدخل القديم للقرية وبعدها تسير ثلاثة كيلو متر بأرض وعرة بعض الشيء حتى تصل أول القرية عند ( حواجب السعدان ) تحكي معي تلفون وأمر حتى أعرفك بقريتنا قصدي قريتك إلي بدك تمثلها بالمجلس ! فيقول لك – مستنكراً – أنا أمشي على تراب القرية برجلي ؟! لا لا .. أسمع أجمع شباب القرية وشيوخها عندك ونجتمع مع بعض بغرفة دردشة بواسطة الإنترنت ولا تنسى العنصر النسائي مهم بالانتخابات ، فتقول له – بعد أن بلغ السيل الزبى – بالإنترنت ؟! إسمع عمي نعرف بأنك معك الجنسية من أميركا فروح ترشح عن لاس فيغاس واتركنا بهمنا وبغبرتنا فطريقنا غير سالكة لك ، ويعود بعدها تلفونك لهدوئه المعهود .
sameeh_nws@yahoo.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |