خواطر حول الإحتفال الإسلامي المسيحي بعيد البشارة ..


خطوة مباركة من خطوات الإخاء الديني في اردن آلهاشم الذي اشتهر أكثر من اي بلد في العالم بأنه بلد السلام و الآمان و التعايش الإسلامي المسيحي الحقيقي...أتمنى من صميم قلبي أن تستمر هذه النشاطات الطيبة...لكي تكون منارة حقيقية لترسيخ معاني الإنسانية في مجتمعنا و احترام عقيدة الآخر و الحوار البناء المثقف الذي يهدف الى زيادة اللحمة الإجتماعية و معاني التسامح في عالمنا العربي...نحن بأَمَسْ الحاجة لكي تُشْحَنْ هذه المنارة الوضاءة في الأردن بوقود الوعي و الديمومة و التربية التي تعكس هذه القيم في انفسنا و معاملتنا اليومية في المجتمع و في تربيتنا لآولادنا...

الإنفتاح على عقيدة الآخر لا يعني أن أنبذ قِيَمْ ديني و لا يعني أن أتنازل عن عقيدة ديني...بل هي أن أصغي الى ما يُعَلِمْ دين الآخر كي اثقف نفسي حول دينه و معتقادته و لكي ارى كيف يمكن ان ارسخ التفاهم الذي يهدف الى الإستقرار و تقبل الآخر و كيف يمكن ان ابني مجتمع يعي أهمية جوهر احترام الإنسانية بالدرجة الأولى ثم أن انطلق بعد ذلك الى ترسيخ لحمة مبنية على تفهم و تقبل الآخر و اراءه و معتقداته بالمجتمع...الإنسانية هي الجامع الأكبر بين كل حضارات العالم و هي منطلق كل الديانات ... فخلقنا الله جميعا متساوين في الهبات الإنسانية و الخصائص الإنسانية...فخاطب الله بني آدم و كرم إنسانيته في كل الكتب السماوية...الإنسانية هي نقطة صلبة جمعت دول العالم تحت راية الأمم المتحيدة و هي محور الإعلان الدولي (الكوني) لحقوق الإنسان...هي اساس بنت عليه الأمم المتحدة نظامها كي تجتمع دول العالم بحوار في الجميعة العامة للنقاش حول قضايا العالم المصرية و لكي تقترب الدول من بعضها البعض بالحوار و تقريب وجهات النظر و نبذ العنف و لتوفير العيش الكريم لمواطنيها...و لتبذ العنصرية و ترسيخ قواعد الديمقراطية...لكي لا يعود شبح الحروب العالمية الى عالمنا الإنسانية خصوصا بعد أن ثبت بأن سبب اشتعال الحرب العالمية الثانية هو عدم وجود مَنْ ينظم الحوار بين دول العالم و مبادئ ترسخ الحوار البناء بين دول العالم و عدم وجود مظلة تجتمع تحهتا دول العالم للتقارب و التعايش السلمي و للتبادل الثقافي بين شعوب الأرض...ليرتفع صوت الإنسانية أكثر بعهد الأمم المتحدة و منظمات الأمم المتحدة بشتى كياناتها و التي تسعى لتلبية احتياجاتها من ناحية الدفاع عن الحقوق و تلبية النداءات الطبية و التعليمية و التوعوية و توفير الإمدادات اللازمة للمنكوبين وقت الكوارث و في الحروب و مراقبة اداء الدول في سعيها لترسيخ العيش الكريم لجنس البشر حول العالم...و إلتفاف العالم أجمع حول هذه القيم هو مجهود كبير نجحت به اللأمم المتحدة بفضل وحدة الصف و الإتفاق حول الكثير من القضايا و التحديات المعاصرة، و حوار الأديان لعله تحدي انبثق من الحاجة لإيمان راسخ بضرورة إحترام و تقدير ثقافة الآخر و فكره و اراءه و حرية اعتناقه للمذهب الذي يريد و ضرورة صيانة الإحترام لشعور الآخر بالمجتمعات الإنسانية...فهو ينبع من جهود الأمم المتحدة بضرورة سيادة الحوار على العنصرية و التعصب و ديمومة السلام بين شعوب الأرض عوض عن لغة التهديدات و الحروب المدمرة...التي لا تفلح سوى بإستنزاف طاقات البشر بصورة عبيثة و من دون فائدة تذكر،

فإذا لم تكن هذه القيم التي نسعى لترسيخها بمجتمعاتنا الإنسانية إذا بما نغالي؟؟؟؟؟ يجب أن تتأسس أوطاننا على ثوابت تُرَسَخْ بالتربية في المدارس و في ثقافة عائلاتنا...و صدقا سررت للإعلان هذا الذي يبشر بحفل يحتفل فيه المجتمع الإردني بعيد البشارة...بورِكَتْ الأنفس التي تسعى لبناء السلام...بوركت الإنفس التي تسعى للم شمل ابناء الوطن تحت راية التفاهم و التآخي...فهذه مناسبة ستتكرر بإذن الله...و ستتكلل بالنجاح بإذن الله...و ليست سابقة غريبة عن الاردن الذي توحدت به أصوات أجراس الكنائس مع الآذان المبارك منذ ايام تاسيسه في عتقية التاريخ...سَلِمْتَ يا اردن السلام من كل شر فستبقى موطن السلام و التسامح دائما و في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم و جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات