تامر حسني !


ظاهرة الاندفاع الهائل نحو نجوم الغناء والرقص والأفلام لا تقتصر على بلادنا ، بل هي ظاهرة عامه تعيشها شعوب العالم ، ونحن لسنا بمنأى عن تلك الظاهرة ، بل نتعداها في مظاهر " الهيجان " وفقدان الوعي حين يرى البعض من الشباب اليوم واحدا من اولئك الفنانين ، ولنقف قليلا عند هذه الظاهرة التي تسيطر على المشهد الفني والاجتماعي سواء في المجتمعات المنفتحة في غالبية بلدان العرب او تلك الأنظمة والمجتمعات المحافظة التي اتاحت بعد 100 عام للنساء بقيادة السيارات وحضور المسرح والسينما بعد ان كانت محرمة كما كانوا يفتون وفق اهواء السلطان .

لم تكن هذه الظاهرة لتتعاظم وتتسع لو نجحت انظمتنا السياسية في ملىء فراغ الشباب ، وما كانت لتتسع لو وجد الشباب بديلا عقلانيا او حتى عاطفيا او علميا او وطنيا يلتفتون اليه ونزيل عنهم هيجان اللقاء بالفنان وملاحقته من المطار حتى الفندق حيث يقيم .

انظمة ساهمت بتردي الحالة العقلية والمعرفية وحتى النفسية والروحية لشبابنا وعطلت كل ابداعاته ووجهتها بالاتجاه الذي يفقده الإهتمام بقضايا امته ودينه ووفرت له كل السبل الممكنة من تكنولوجيا متقدمة واتصالات ووسائل تواصل وغيرها ووفرت ما يلهو به عقله وروحه ، فباتت ظاهرة التجارة بالمخدرات والسموم الأخرى وتعاطيها ثقافة الشباب رغم ما يشاع عن محاربتها ، ناهيك عن غياب الإعلام الملتزم والمحافظ والذي رفعت الحكومات يدها عنه لصالح المحطالت الفضائية التي تتكسب من تلك البرامح والافلام ومسلسلات تفوق في عدد متابعيها عدد الذين يحضرون صلاة الجمعة في مساجد الوطن العربي ، اضف اليها مناهج التربية والتعليم التي تخجل احيانا من ذكر شخصياتها الوطنية الملهمة وتاريخها المشرف وقضاياها الوطنية والقومية .

لم تنجح احزابنا ايضا وقوانا قومية كانت او إسلامية سياسية او غير سياسية منها في استقطاب الشباب وتوجيههم الاتجاه الصحيح ، بعد ان غرقت تلك الأحزاب في العمليات السياسية في البلدان العربية ،ولم تأبه او تلتفت الى ما يصيب الشباب من تحديات وإملاءات "شيطانية " وخلافه ، ولم تحل محل الأنظمة في إلام بديل محافظ ومسئول ، ففي مصر مثلا وانا اجزم ان عدد العاملين في مجال الفن والرقص وخلافه يساوي عدد المنتمين لجماعة الأخوان وحزب النور مجتمعين ! وهذا بحد ذاته لعنة ستلاحق احزابنا وقوانا وانظمتنا السياسية .

لا تتعجبوا من ظاهرة " هيجان الشباب " في مطار عمان والاستقبال الحاشد العظيم للقائد الملهم " الفاتح من رأس السنه " تامر حسني ، فهم في النهاية ضحية انظمة وقوانين وتعليم واعلام وفضائيات مخالفة لديننا وثقافتنا العربية الإسلامية ، جاهدت مؤسسات ودول عظمى في تمريره الى شبابنا امام عجز وفشل الأنظمة والأحزاب في التصد له او إيجاد البديل عنه ، فكانت النتيجة ما رأيناه في مطار عمان وما سيراه الناس خلال تلك الاحتفالات .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات