نداء من حزب الجبهة الأردنية إلى الأهل في الكرك


جراسا -

إن الأحداث التي حصلت في الأيام الماضية في مدينة الكرك العزيزة والتي اعتصرت قلوبنا من الألم وملأت نفوسنا بالحزن لم تكن أول ما أوجع قلوبنا وأرق نومنا وأقلق راحتنا بل إنها تأتي بالتتابع بعد مثيلات لها في أرجاء متفرقة من الوطن ، أحداث جسام هزت الضمير الوطني وكادت أن تودي بالنسيج المجتمعي الذي كنا نظن أنه من القوة والمتانة بحيث لا يمكن أن تؤثر فيه خصومة بين متخاصمين ولا خلاف بين مختلفين .

إننا في حزب الجبهة الأردنية الموحدة نناشد العشيرتين الأردنيتين الذنيبات والكفاوين أن يتقوا الله في أنفسهم وأولادهم ووطنهم ودمائهم ، وأن يكون لرجالات العشيرتين مواقف تثلج صدر الوطن فيهم وترضي الله في عليائه عنهم ، وإننا إذ نواسيهم في مصابهم ونقف معهم في محنتهم لنسأل الله العلي العظيم أن تهدأ النفوس وتستقر القلوب على الإيمان وأن تعالج الأسباب والنتائج بحكمة الرجال العظماء و تسامح الأهل ، وهم أهل وبينهم نسب وتربطهم يبعضهم البعض وشائج وعرى لا تنفصم .

إننا نعلم أن ماحصل لم يكن إلا نتيجة لاحتقانات متراكمة بين كثير من الناس ونتيجة لسياسات تراكمت على مدى طويل ضاقت بسببها سبل العيش كما ضاقت أخلاق الرجال وكما قال الشاعر " لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق " ، وهذه السياسات غيرت الكثير من القيم والمفاهيم التي كانت سائدة بين الأردنيين وحشرت الكثيرين منهم في زوايا الخوف على الماضي والخوف من المستقبل فصارت كل شرارة تحدث حريقا بعد أن كان الأردنيون يطفئون حرائق جيرانهم وإخوانهم صاروا بحاجة إلى من يطفئ حرائقهم .

إن العصبية الفظة البعيدة عن معاني الوطنية الواسعة والتسامح الذي أمرنا به الله سبحانه وتعالى ما دخلت في مجتمعٍ إلا فرَّقته، ولا في صالحٍ إلا أفسدته، ولا في كثيرٍ إلا قللَّته، ولا في قويٍّ إلا أضعفتْه وقد تتجسدُ نتائجها دمارا على البلاد والعباد من خلال فلتات اللسان وصفحات الوجوه ، وخلافات على أراض أو مراعي أو مصالح يزين الشيطان لأصحابها فيقع الكل ضحية لخطأ شخص أو شخصين ، ولا نحسب أهلنا وإخواننا في الكفاوين والذنيبات إلا عقلاء عارفين مدركين لا يتركون الغضب يقودهم ولا دعاوى جاهلية تسيطر عليهم .

الوطن بحاجة لكم والأوضاع لا تحتمل أن نتفرق ونتصارع ، ونختلف على صغائر الأمور التي تقودنا إلى عظيم لا نقدر عليه ، وهل هناك أعظم من أن يقتتل الإخوة ويتناحر الأنسباء وتزهق الأرواح ، فالصلح الصلح ، وليقف الجميع مع الإخوة في العشيرتين المختلفتين لإصلاحهما وليتمثل الجميع قول الله سبحانه وتعالى " إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " .

لقد حان الوقت لننبذ كل عناصر الفرقة والضعف ونقف مع بعضنا البعض ومع وطننا من أجل مستقبل أبنائنا ورفعة شأننا وحتى لا نكون سيرة على كل لسان ، يشمت بنا الشامتون ويهزأ بنا الضعفاء ، ونحن من نحن بين الناس وبين الشعوب ، ليتقدم أولوا العزم وأصحاب المكارم وأهل المشورة لمساعدة الحكماء من العشيرتين لوقف النزيف ووقف الذين يدفعون باتجاه إشعال الحرائق و إفشاء الكراهية بين الناس ، ليسود منطق التراحم ، منطق الوطن ، منطق المحبة منطق الأخوة الذي عرف عن الأردنيين في كل أزمانهم وأحوالهم .

يا أهل الكرك اليوم يومكم ، يوم الصلح يوم التلاقي يوم تقديم صفحة مضيئة من صفحات الكرك التي عرفها كل الأهل عنكم وكونوا القدوة كما كنتم دائما .



تعليقات القراء

زكي احمد ابو ضلع / حزب الجبهة الأردنية الموحدة

الى العقلاء والرجال الرجال في العشيرتين العزيزتين على قلوبنا جميعا نناشدكم بالله الذي لا إلة إلا هو ان تضعوا خلافاتكم جانباوان تبدلوا الكرة والحقد الى اخوة ومحبه . بالله عليكم ايها الأفاضل ان توقفوا من يشعل ويغذي الفتنة بينكم . وما نداء حزب الجبهة الأردنية الموحدة إليكم إلا لمحبة القائمين على الحزب لكم وتقديرة لرجالكم الرجال الذين يحكمون عقولهم ولا يلتفتون الى قلوبهم . رحم الله موتاكم والهمكم جميعا الصبر والسلوان . ونقدم الشكر الجزيل الى امين عام الحزب على غيرته ومحبته على أبناء هذا الوطن العزيز .
24-04-2010 08:03 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات