هبة يوم الأرض


 هبّة يوم الأرض لم تكن وليدة صدفة بل لما يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة من الغزاة الصهاينة،  والذي تعود أحداثه لأذار 1976 بعد أن قامت السلطات الصهيونية  بمصادرة ألاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة للفلسطينيين في الجليل وسخنين وعرب السواعد وغيرها، على اثر هذا المخطط قررت الجماهير العربية بالداخل الفلسطيني بإعلان الإضراب الشامل، متحدية  الكيان الصهيوني ولأول مرة بعد احتلال فلسطين عام 1948، كان  الرد  العسكري الصهيوني  شديد إذ دخلت قوات معززة من الجيش مدعومة بالدبابات والآليات العسكرية المدججة بالسلاح، إلى القرى الفلسطينية موقعة عدد من الشهداء  والجرحى بين صفوف المدنيين العزل.
 
يشكل  يوم الأرض  معلماً بارزاً في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني باعتباره اليوم الذي أعلن فيه الفلسطينيون تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم رغم عمليات القتل والإرهاب والتنكيل التي كانت  وما زالت،  تمارسها السلطات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه.
 
لذلك يعتبر يوم الأرض نقطة تحول للعلاقة بين الكيان الصهيوني والجماهير العربية الفلسطينية بالداخل إذ ان السلطات الصهيونية أرادت بردها أن تثبت للجماهير الغاضبة من يسيطر على الأرض,  وان القوة العسكرية هي التي ستتكلم عند أي غضب جماهيري، وبالفعل قبل الشعب الفلسطيني هذا التحدي وكان التحدي الأول في حينه ولكن مهد لهبات لاحقة كالانتفاضة الشعبية في ال 87 ومن ثم انتفاضة الأقصى في عام 2000. ونحن على أبواب انتفاضة ثالثة بإذن الله.  
يوم الأرض والانتفاضات اللاحقة ساهم بشكل مباشر وغير مباشر بتوحيد وتكاثف وحدة الصف الفلسطيني بداخل 48، و 67 بعد أن كان نضالا فرديا،  أو مجموعات محدودة.
 
يأتي  يوم الأرض في هذا العام والعدو الصهيوني يواصل عملياته الإرهابية ضد  بيت المقدس والمقدسيين من تهجير وتهويد وتغير الملامح الجغرافية للقدس وقبل ايام شاهد العالم الصامت إلا من الشجب والتنديد بناء ما يسمى يهيكل الخراب والذي سيكون مقدمة إلى هدم الأقصى المبارك. والفلسطينيين في غزة ليس أحسن حالا، حيث تتعرض غزة للقصف والتدمير والاعتقال ولحصار ممنهج يهدف إلى إبادة حقيقية للشعب الفلسطيني. من اجل تحقيق إنجاح المشروع الصهيوني كما أشارت الوثائق الصادرة عن مؤتمر "بال" الصهيوني،  بسويسرا عام 1897م،  ومنذ تلك الفترة والكيان الصهيوني العنصري يعمل على  تهويد الأرض العربية واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم التي انغرسوا  فيها منذ أن وجدت الأرض العربية،  ولم تكتف سلطات الاحتلال الصهيوني بمصادرة أراضي الفلسطينيين الذين شردوا عنها،  بل عملت على مصادرة ما تبقى من الأرض التي بقيت بحوزة من ظلوا في أراضهم .
 
 
 
تفاصيل ما حدث في  يوم الأرض
في صباح السبت الثلاثين من شهر آذار من العام 1976، وبعد ثمانية وعشرين عاماً في ظل الاستعمار والاحتلال وأحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري والإفقار ومصادرة الأراضي وهدم القرى والحرمان من أي فرصة للتعبير،  هبّ الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني، واتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة، ردت قوات الغزو الصهيوني بإطلاق النار على المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد  ستة فلسطينيين هم: الشهيدة خديجة شواهنه والشهيد رجا أبو ريا  والشهيد خضر خلايله من أهالي سخنين، والشهيد خير أحمد ياسين من قرية عرابة والشهيد محسن طه من قرية كفركنا والشهيد رأفت علي زهدي من قرية نور شمس واستُشهد في قرية الطيبة، هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 300 فلسطينيي.
 كان السبب المباشر لهبّة يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطّط تهويد الجليل، ويشار هنا إلى أن السلطات الصهيونية قد صادرت ما بين عام 1948 ـ 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها السلطات الصهيونية بعد سلسلة المجازر المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال ضد جزء من الفلسطيينين  وتهجير قسري للنسبة عالية من الشعب العربي الفلسطيني عام 1948.
 وقد شارك الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967م ، وأصبح يوم الأرض مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني التي لم تنل منها كل عوامل القهر والتمزق ، وذكرى للتلاحم البطولي للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.
لذلك يحيي الفلسطينيون في الثلاثين من أذار من كل سنة ذكرى يوم الأرض. 
 



تعليقات القراء

الشطناوي
وسيبقى يوم الارض هبة فلسطينية لا تموت
28-03-2010 10:34 AM
سامر
شعبنا الفلسطيني اصمد الشعوب صانع المجد
28-03-2010 10:35 AM
كنانة اربد
نعم يوم الارض يوم مهم في تاريخ فلسطين والله يكون مه شعبنا لانه لوحده في مواجهة الصهاينة
28-03-2010 10:36 AM
بقعاوي
الله الله الله
زمان عن الهبات
الله يرحم
28-03-2010 10:36 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات