في ذكرى رحيله: اللوزي .. رجل بحجم وطن


جراسا -

محرر الشؤون المحلية - لا يغيب عن بال اﻻردنيين يوما رجال عظام سطروا اسماءهم في سجلات التاريخ مكللين بغار المجد والفخار، وان غادرتنا اجسادهم ليحتضنهم ثرى بﻻدهم الطهور، اﻻ ان مآثرهم وتضحياتهم لرفعة اﻻردن تبقيهم مخلدين في ذاكرة الوطن وضمائر ابنائه ما ظلت اﻻرض وما عليها ..

ولعل من ابرز الشخصيات اﻻردنية التي شكلت مدرسة وطنية بحد ذاتها تقتدى وتحتذى.. راحل عظيم صادف الامس ذكرى وفاته الثانية، عميد الساسة اﻻردنيين وشيخهم، الذي يصعب على القلم ان يكنيه بمنصبه قبل اسمه كرئيس وزراء اسبق، او رئيس مجلس اعيان اسبق او رئيس الديوان الملكي العامر، وغيرها من اﻻلقاب التي اوكلت اليه، ويكفيه انه الوطني الحي في قلوب اﻻردنيين (ابا ناصر)، وﻻ ابلغ مكانة للرجل من اسمه المجرد بكل فخر المغفور له باذن الله تعالى.. احمد اللوزي .

هو قامة وطنية باسقة .. ورجل دولة من الطراز الرفيع صعب على دورة الزمان ان يتكرر فيها مثل شخصه، بقدره وعلمه وتفانيه وعطائه ووﻻئه للوطن والشعب والقيادة الهاشمية ..

ولد الفقيد الكبير في العام 1925 بمنطقة الجبيهة في العاصمة عمان، وانتقل الى جوار ربه في العام 2014 ودفن في المدينة التي ولد وتعلق فيها قلبه ،كما تعلقت فيه وبقلبه ..

وبين اليوم الذي ولد فيه، لليوم الذي انتقل فيه الى رحمة ربه، 89 عاما عاشها فقيد اﻻردن الكبير، وسخرها كلها للاردن، 65 عاما منها افناها في العمل العام خدمة للدولة اﻻردنية، وطنا، وقيادة،وشعبا.. بكل ما في اﻻمانة واﻻنتماء والاخلاص والوفاء من معاني الكلمات وأزيد ..

وخلال هذه الفترة الزمنية الطويلة في العمل العام .. شكل المرحوم ابا ناصر، حالة وطنية نموذجية في العطاء والوﻻء واﻻنتماء، وفي نظافة اليد والسمعة المعطرة بطيب الرجال الذين يؤثرون اوطانهم على انفسهم وارواحهم، وزين شخصيته بالاخلاق الحميدة الطيبة، فغادر اخر منصب له، بل الحياة الى بارئه، ولم يسجل في تاريخه عليه اﻻ كل ذكر أطيب من طيب، فظل بحياته ومماته الشخصية الوطنية اﻻردنية القدوة ، التي لم ولن تغيب يوما من ذاكرة اﻻردن واﻻردنيين.

الراحل احمد اللوزي، الذي بدأ حياته معلماً في مدرسة السلط الثانوية، وكلية الحسين الثانوية في عمان خلال الفترة من 1950 - 1953،ثم عين مساعداً لرئيس التشريفات الملكية عام 1953، ورئيسا للتشريفات الملكية عام 1956، ثم مديرا للمراسم في وزارة الخارجية عام 1957 ثم عين رئيسًا للتشريفات الملكية، ثم في العام 1961 اصبج نائبًا في مجلس النواب عن محافظة العاصمة عمان، ثم انتخب للمرة الثانية في مجلس النواب عن محافظة العاصمة 1962.

في العام 1963 عين مساعداً لرئيس الديوان الملكي الهاشمي، ثم وزيرًا للدولة لشؤون رئاسة الوزراء عام 1964، وعضوا في مجلس الأعيان عام 1965 تواصلت عضويته فيه حتى عام1967، وكان عضوا في اللجان القانونية والإدارية والمالية والشؤون الخارجية التابعة لمجلس الأعيان، ثم عين وزيرا للداخلية للشؤون البلدية والقروية عام 1967، ووزيرا للمالية عام 1970 ، ورئيس المجلس الوطني الاستشاري الذي يعتبر مجلس النواب 1979-1982 .

شكل المغفور له باذن الله، الوزارة الأردنية للمرة الأولى عام 1971 واستمرت حتى منتصف عام 1972، فرئيسا للمرة الثانية منتصف عام 1972 إلى 1973 وعضو مجلس أمناء الجامعة الأردنية من عام 1971-1976، ثم عين رئيسا للجنة الملكية الخاصة لجامعة مؤتة عام 1975-1985، وبعدها عضوا ثم رئيسا لمجلس أمناء الجامعة الأردنية عام 1980-1985، وكذلك عضوا ثم رئيسا للمجلس الوطني الاستشاري عام 1978، ثم رئيسا للديوان الملكي الهاشمي عام 1979-1984، ورئيسا لمجلس الأعيان عام 1984-1997، وصدرت اﻻرادة الملكية السامية بتاريخ 1997/6/7بقبول استقالته من رئاسة وعضوية مجلس الأعيان، وفي العام 2000 عيم رئيسا لمجلس امناء الجامعة الأردنية، كما كلفه جلالة الملك عبدالله الثاني في العام 2014 لرئاسة اللجنة الملكية لتعديل الدستور.

ما سبق ذكره عن سيرة الرجل العطرة، تحتم عليك الوقوف باجلال، والتمعن في كم الخبرات التي امتلكها .. ومقدار العطاء الذي قدمه بكل تفان لبلده واهله وقيادته.. مواقع تقلدها بكل نزاهة وبراعة، تؤشر الى قيمة الراحل ومكانته الكبيرة وطنيا وسياسيا واجتماعيا ووجيها من كبار رجاﻻت الدولة اﻻردنية الذين وضعوا المداميك اﻻولى لبناء الدولة اﻻردنية الحديثة، وخضبوا مع كل حجر من قلعتها الراسخة جهدهم وعطاءهم وعرق جبينهم ودمهم، في سبيل رفعة اﻻردن الذي اصبح اليوم ما نباهي به بين الدنيا وما فيها ..

الراحل الكبير احمد اللوزي، اسم سيظل منقوشا على جبين الوطن .. وقامة وطنية ما ذكرت بمجلس اﻻ فاح عطرها الطيب المعجون بعبق ثرى اﻻردن الطهور اﻻغلى ..

ومهما حاول القلم مجتهدا وجاهدا الكتابة عنه.. عله يفيه قدره، سيظل عاجزا يحاول ان يرتقي لمقام ابي الناصر رحمة الله عليه، وهيهات هيهات يطاله !



تعليقات القراء

شحاده أبو بقر
رحمة الله عليك ابا ناصر , عشت حكيما ورحلت حكيما عز أمثاله في هذا الزمان لم يغضب احد منك يوما وهذا حسبك عند الحكم العدل سبحانه
12-12-2016 09:28 PM
رائد أبو اربيحة
رحمة الله عليك
21-12-2016 10:35 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات