جريدة الغد


أذكر جيداً كيف تم الترويج لجريدة العرب اليوم في منتصف تسعينيات القرن الماضي.. الله كم مضى من العمر-.. وكانت الرؤية بأن تصبح جريدة العالم العربي في الأردن وجريدة الأردن في العالم العربي.. وهي كانت حلم لمشروع جريدة مستقلة ومهنية من الطراز الرفيع.. لكن تم وأد هذا الحلم رسمياً وإدارياً ومالياً بسبب تضارب الرؤى والمصالح.. ثم جاءت الحرفية الإعلانية والترويجية لجريدة الغد التي واصلت وضع إعلانات جذابة وغامضة ومثيرة بشكلٍ جعل الواحد منا ينتظر مولوداً إعلامياً غاية في الاستقلالية والحرفية عالية الجودة.. وللحقيقة فقد كانت البدايات واعدة بمشروع صحفي ريادي يوائم بين الخبر والبزنس واحترام عقول الناس ويقدم الصورة الواقعية للمشهد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الأردني دون مبالغة وتهويل أو إنقاص وتهوين.. فكانت المسيرة والخطوات الأولى للجريدة تبشّر بنهضة صحفية ذات مهنية متقدمة، مع إظهار درجة من التنافسية المطلوبة بين الصحف اليومية من أجل الارتقاء والفلترة والتحسين المستمر.

 ومع مقدرة الغد على استقطاب عدد من الكتّاب الصحفيين الذين توزعوا بين الحداثي والليبرالي والمحافظ، بما يؤشر لموضوعية الطرح وشموليته في الجريدة.. وكان من ضمن ذلك مقالاً لرئيس التحرير يأخذ نوعاً ما صفة الحيادية الصحفية باعتباره يمثّل الجريدة بتنوعاتها وأطيافها، ولا يعبّر عن رأي شخصي باسمه الشخصي.

 لكن ومع مجيء الزميل موسى برهومة الذي أكد أنه سيدفع باتجاه زيادة المهنية والحرفية ومستوى الخطاب والحوار في الجريدة، فقد بدأت مقالاته المتناقضة تظهر في الصفحة الأخيرة والتي لا أريد الخوض في مستوى ما تتناوله أو مستوى الطرح أو اللغة أو الفكرة.. نعم أنا مع أي كاتب وأي تناول وأية فكرة أو طرح.

 لكن عندما يكون الحديث عن رئيس تحرير، هنا ينبغي التوقف برهةً لأنه لا يجوز الخلط بين الشخصي والرسمي.. لا يجوز استغلال السلطة والمساحة المتاحة لي كرئيس تحرير في الكتابة بآراء تبدو ذاتية جداً.. كما أنه لا يليق برئيس تحرير لجريدة موقرة استخدام تعابير هشّة قد نقبلها من الكاتب الساخر، لكنها غير مفهومة لكاتب يتبوأ رئاسة التحرير.. وهذه بعض العناوين والمحتوى لمقالات كتبها موسى برهومة:
 
عدد السنوات السعيدة في حياة "جبر.. "  ..

(( وكيلا يجرجرني "جبر" وحكايته إلى شجب سياسات حكوماتنا الرشيدة التي أفقرت البلاد والعباد، فإنني أعود إلى كوستاريكا.. إذن لا تلوموا "جبر" حين يختصر حياته بأربع كلمات واحدة منها يعفّ القلم عن ذكرها، مع أنها تصلح على نحو "يفش الغل" لشتم حالتنا، والبكاء على سنوات عمرنا الضائعة وغير السعيدة أبدا!))
"وين راحت المصاري"؟!

(( أنا شخصيا لا أدري على وجه اليقين "وين راحت المصاري"، ولربما أيضا رئيس الوزراء سمير الرفاعي لا يدري ذلك على نحو مؤكد وموثق. الرجل، أعني رئيس الحكومة، اعترف بأن الأوضاع صعبة،))

حرية قص الألسن

لا يليق ببلدنا أن يَسجن ناشطا لأنه قدم رؤيته الصادمة والمعاكسة لأشواق المجتمع، أو لأنه شكك في قدرات الأجهزة الأمنية، أو خدش كرامة الجيش أو أساء إلى تاريخه، على الرغم من أن من يرتكب هذه الأفعال يضع نفسه على الطرف النقيض من آمال شعبه ووجدان مواطني بلده. ورغم ذلك لا يتعين أن نهدد، بعد أن زججنا بالتل ومحادين في السجن، بقطع لسانيهما، لأننا، إذ نفكر في فعل ذلك، ننحدر إلى مزالق تهدد منجزنا الإنساني، ومسيرتنا المتسامحة التي قاد ركبَها الهاشميون في الأردن والذين لم يعرف عنهم أنهم أعدموا سياسيا، حتى لو كان انقلابيا، بل إن بعض هؤلاء الانقلابيين أضحوا وزراء ومسؤولين يقطر الوعيد والتهديد من أفواههم الملأى بالرغاء.

وبي حاجة ماسة للتذكير بعبارة فولتير، أحد أبرز مفكري عصر التنوير الأوروبي: "قد أختلف معـك بالرأي، ولكنني أدفع حياتي ثمناً لحقك في التعـبير عـن رأيك"، فهذه العبارة كثفت رؤى الإصلاح التي نقلت أوروبا من كهوف الظلام إلى عصور الأنوار والمدنية.

"لا ، تسك، ما بيزبط"!

جبر وحياته.. ووين راحت المصاري.. ولا تسك ما بيزبط.. عناوين لا تتناسب مع رئيس تحرير جريدة الغد..

لن أكرر ما قيل عن صدور عدد يحمل على الصفحة الأولى إعلاناً فيما ورد خبر رئيسي للملك في النصف الثاني من الصفحة.. لكن الحديث عن ذلك الكاريكاتير في ذات العدد وعلى الصفحة الأخيرة والذي يسخر بل يستهزئ فيه الرسّام من أحد الزعماء العرب بصورةٍ كان على رئيس التحرير برهومة أن يدرك عدم جدوى الحروب الدونكشوتية التي قد لا تسيء له شخصياً، إلا أنها تسيء لنا جميعاً..

مقالات ذات صلة
رئيس التحرير عندما يستعبده التحرير
ذعر
إيران بين السياسة والدين
مية من مية !!
لماذا بدأت الحكومة الأردنية عهدها بالحرب على الإعلام ؟!!
صحوة في محلها للتلفزيون الأردني
الحكومة عندما تتخلى عن أبنائها.. الإعلام أنموذجا
متى تتوب الحكومات
تحت المراقبة
ماذا يعني تجاوز الخطوط الحمراء
زعماء آخر زمن
نقابة الصحفيين ونادي الكتّاب.. عود على بدء
أنفلونزا قرارات وزارة الصحة الأردنية
لماذا لا تعلن وزارة الأوقاف الأردنية عن أسماء الحجاج
الحل الجزئي
 (آخر خبر)



تعليقات القراء

موزع وإبن ناس
جراسا نيوز: تعليقك سيتم نشره صباح يوم غد في تقرير خاص ومنفصل واهلا بك وباي ملاحظات او شكاوى اخرى ... ودمت
07-03-2010 03:52 PM
موزع وإبن ناس
طبعاً الجريده المقصوده في الردين السابقين هي جريدة الغد
واللي بدر بدري واللي ما بدري بقول كف عدس>-(>-(>-(>-(>-(:oops::-[]
07-03-2010 03:57 PM
معلق غير ربحي
حضرة السيد كاتب المقال المحترم

أود أن أبدي الرأي فيما تطرقت إليه في موضوع مقالتك مجردا دون مواربة أو تحيز ..
وهنا أنوه بأن السيد برهومة يوظف في مقالاته مفردات غاية في الإحتراف إفتقرت إليها في مقالتك موضوع تعليقي . كما وأن مواضيعه مختارة وهادفة . أما عن ذوقه في إختياره لعناوين مقالاته فربما أوافقك الرأي في بعض منها ولكن ليس لتلك الدرجة التي تجعلك حادا فتوظف مقالة لتلك الغاية لدرجة أنني إعتقدت ومن خلال إنتقاءك للعنوان بأن فضيحة كبرى عمت جريدة الغد ؛ فاندفعت مسرعا لقراءة المقالة ؛ فأكتشف بعدها بأنه ليس لديك موضوعا لتكتب عنه ...

أرجو أن تعذرني لصراحتى وأشير عليك لاحقا بأن توظف قلمك إذا كان حرا للكتابة في قضية تخدم قارئيك...

لست من الوسط الصحفي " أقسم " لكنها كلمة حق فطمت عليها .....
08-03-2010 04:00 AM
موزع وإبن ناس
وعدتموني ان نشروا المضوع بتقرير خاص ومفصل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!:-[]:-[]:-[]:-[]:-[]:-[]:-[]:-[]:-[]:-[]:-(:-(:-(
08-03-2010 08:21 AM
صحفي قديم
جريدة الغد مموليها كويتيون ولذك الصحيفة ضد صدام حسين والباقي عندكم
09-03-2010 12:38 PM
مرح
لقد استطاعت الجريدة وبكل جدارة ان تثبت مكانتها بين الصحف الاردنية واتمنى المزيد من التقدم والنجاح وان تقدروا على مواجهة كل من يحاول ان يزج بكم في عنق الزجاجة;-);-)
15-04-2011 01:45 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات