دولة الرئيس اعط بعض وزرائك بعض خلقك
قبل ايام تلقيت من دولتك اتصالاً هاتفياً كريماً، تحدثنا خلاله في موضوعات عامة ، وخاصة مقالتي الأخيرة ( دولة الرئيس ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل) والذي نشره موقعي ( الخندق) ومواقع زميلة أخرى ، كنت كما عرفتك دائما رقيقاً ورفيقاً ومحاوراً بكل تهذيبك المعهود، لم تهددني بتكسير راسي كما فعل احد وزرائك في جلسة صفاء مع اخوانه و منادميه ولم تهددني بقطع لساني كما فعل وزير آخر يتوهم ان الموقع يمكن ان يجعل منه شجاعاُ، ولم تسع دولة الرئيس الى استفزازي كما هو طبع الفاشلين والجبناء، ولم تقل لي وانا ابدي بعض الملاحظات انك حر وانك لست مستعداً ان يحاسبك احد او تستشير احداً فيما تقول وفيما تفعل وفيما تعين وفيما تطرد، ولأن هذا هو الخلق الرفيع الذي يجب ان يحرص عليه كل مسؤول، ويجعله وسيلة للحوار والمجادلة الحسنة، ولأن المسؤول الذي يفتقد هاتين الصفتين يمارس احتقاراً لشعبه ويمارس صلفا لا يغطي رعبه، رأيت ان اكتب اليك مرة رابعة، فالمسؤول الذي يفتقد أدب الحديث وادب الحوار وادب التصريح هو مسؤول فاشل، ليس لديه من الإنجاز ما يقدم نفسه به، فيتوهم ان اللسان الطويل يغطي كل فشله وكل سوءاته.
ما يزال الأردنيون يا دولة الرئيس يقيمون مسؤوليهم حسب حجم حيائهم ، فالشهادات لا تقدم للناس الا موظفين لا قيمة لهم اذا لم يحملوا درجة الدكتوراه في مخافة الله واحترام الناس وأداء الواجب بأمانة وإخلاص ، اذ ان من لا يحترم شعبه لا يحترم نفسه، واعتار عن وصف هذه الصورة برجل يبصق في مرآته فترتد بصفته الى وجهه ولا تصل الى وجه مواطن واحد.
قبل ايام قليلة عقد عماد الفاخوري الذي يشغل اعلى من منصب في وزارة القطاع العام والمشروعات الكبرى مؤتمراً صحافياً، قال فيه من الكلام ما اكد لي حاجته لمتابعة ما تقول يا دولة الرئيس، كيف تتكلم و كيف تتصرف وكيف تحاور وكيف تتلقى النقد وحتى الهجوم بالصدر العريض الذي يجب ان يكون في عرض الوطن عندما تتولى مسؤولية عليا فيه، واشعر الآن كما شعرت مرات كثيرة كيف يمكن ان يكون لدنيا مسؤولون حملتهم الصدفة او الظروف الخاصة او الأسباب المجهولة، الى مواقعهم وانهم يفتقدون الحكمة في الحديث والحكمة في التصريح والحكمة في عقد اللقاءات الصحافية، ولا ادري ما اذا العماد الفاخوري يجيد اللغة العربية ، ولو كان يجيدها لما وقع في الخطأ وارتكب خطيئة احتقارنا، ولو انه تحدث بأسمه وباسم موقعه الرسمي الذي يشغله الآن بعد ان جاء دولتكم به إليه، لما وجدت نفسي مضطراً الى كتابة هذه المقالة ، اما وقد تحدث بأسم الحكومة ، فإن اقل ما اطالب به دولتك هو اجباره على الاعتذار للأردنيين جميعا على التحدي والصلف اللذين حكما كلماته المستفزة، ولو كنا في بلد ديمقراطي حقاً لأرسل الرأي العام أمثاله الى بيوتهم كأقل عقوبة يستحقها على إهانة شعبه، كما إنني لا أستطيع ان أتصور كيف يمكن ان يتحدث الينا اذا كان قسمه على الكتاب المقدس وقسمه على الألتزام بميثاق شرف الوزراء جاء على هذه الدرجة من الإزدراء وادارة الظهر ولو عدت الى تصريحاته في مؤتمره الصحافي لوجدت انه كان متواضعاً امام العبارة المشهورة ( انا فرنسا وفرنسا انا) فما قاله لا يختلف عن هذا ( انا والرئيس وثمانية و عشرون وزيراً الأردن والأردن انا والرئيس والثمانية و العشرون وزيراً) فلماذا كل هذا التواضع ؟ ولماذا كل هذا الخلق الرفيع؟ وربما لا يعرف صاحب المعالي هذا ان نصف رواد المقاهي هم وزراء سابقون، يذهبون ويبقى الأردن ويذهبون ويبقى الأردنيون.
لم يسيء السيد الفاخوري الينا كمواطنين فحسب، بل وقع في أخطاء كثيرة ليس اقلها إشارته الى تعيين صالح القلاب رئيسا لمجلس ‘ إدارة الإذاعة والتلفزيون، مبرراً هذا التعيين بما دعاه ( الظرف الخاص) وهو ما يعني باللغة العربية ( الظرف الأضطراري) وهذا يعني موافقته على ما سبق وكتبته عن هذا التعيين وعن شخص المعين، وحجم التعليقات الهائل الذي ظهر على المواقع الكترونية التي نشرت مقالتي، فهل يوافق دولة الرئيس وزيره على هذا التبرير للتعيين، وهل ثمة ظرف خاص وظرف اضطراري يجيران الحكومة - اية حكومة – على تعيين فلان او عدم تعيين فلان في هذا الموقع او ذاك.
لقد تحدي الوزير الفاخوري مواطنيه بما اعلنه في مؤتمره عندما قال ان الحكومة تعين من تشاء وليس من حق احد ان يسأله عن هذا التعيين او يطالبها بتريره، وما لدي من معلومات ان تعيين صالح القلاب جاء على صورة زواج البدل( انا اعين فلاناً وانت تعين لي فلاناً) ولا اريد ان افصل حتى لا يعرف كل الوزراء ما وراء هذا التعيين من تبادل مصالح لا علاقة لها ( بالظرف الخاص) او ( بالظرف الأضطراري) .
هذه الحكومة لم تأت إلينا بأنقلاب عسكري – لاقدر الله – وانما جاءت بإرادة ملكية سامية حددت لها المنطلقات والأهداف وركزت على العمل الجاد والشفافية التامة، وفي غياب مجلس النواب تتولى الصحافة الحرة مسؤولية مراقبة الحكومة فأين هي الشفافية في تعيين موظف حكومي واضفاء الضباب والسرية على أسباب تعيينه ؟ ولماذا يكتفي بعض وزراء الحكومة بعبارة ( انا حرة) في تبرير أقواله وأفعاله؟
تعرف – دولة الرئيس – ان الأردنيين متعبون بالجوع والمرض والبطالة وتكميم الأفواه والقوانين المؤقته غير الدستورية ومصائب وأوجاع كثيرة ، وان الأردنيين يقولون ( لاقيني ولا تعشيني) أي ابتسم في وجهي واصدق القول معي وليكن المسؤول قدوة للناس في الخلق والاستقامة والتصدي للواجب والوفاء للقسم الغليظ على الكتب المقدسة و بين يدي جلالة الملك، وتعرف أيضا حكم الإسلام في ان ابتسامتك في وجه اخيك صدقة اما ان يخرج علينا احد وزرائك المكلفين بمواجهة البيروقراطية وتطوير القطاع العام بلغة الباشا يخاطب بها ابناء أقنان مزرعته و عبيده ، فهذا ما لا يجوز وما لا نقبله وسنظل نواصل الحديث فيه وعنه حتى تكمل الحكومة عامها الأول وتغادر، او نصف عامها الثاني وتغادر ويظل لنا هذا الوطن الفقير الطيب الجميل.
ويا معالي الوزيرالذي سيطورنا ويطور قطاعنا العام ويدير شركاتنا الكبرى، أراهنك على قطع يدي اليسرى بأصابعها الخمسة – لأنني اكتب بيدي اليمنى – اذا كنت تعرف القليل او الكثير عن اسباب كل التعيينات التي تمت اوالتي على الطريق، وهذا الموقع يرحب بأي توضيح من معاليك على ما قلت انت وما كتبت انا ، يجيء منك او يكلف الناطق الرسمي بالتوضيح والرد دون ان ينفى ان صالح القلاب لم يعين وان بقية الوظائف العليا ما تزال شاغرة وان اللجنة الوزارية التي يتحدث عنها الناس بعد ان تحدثت عنها الحكومة لن تسمح بأي تجاوز على صلاحياتها في عدم التعيين!!
قبل ايام تلقيت من دولتك اتصالاً هاتفياً كريماً، تحدثنا خلاله في موضوعات عامة ، وخاصة مقالتي الأخيرة ( دولة الرئيس ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل) والذي نشره موقعي ( الخندق) ومواقع زميلة أخرى ، كنت كما عرفتك دائما رقيقاً ورفيقاً ومحاوراً بكل تهذيبك المعهود، لم تهددني بتكسير راسي كما فعل احد وزرائك في جلسة صفاء مع اخوانه و منادميه ولم تهددني بقطع لساني كما فعل وزير آخر يتوهم ان الموقع يمكن ان يجعل منه شجاعاُ، ولم تسع دولة الرئيس الى استفزازي كما هو طبع الفاشلين والجبناء، ولم تقل لي وانا ابدي بعض الملاحظات انك حر وانك لست مستعداً ان يحاسبك احد او تستشير احداً فيما تقول وفيما تفعل وفيما تعين وفيما تطرد، ولأن هذا هو الخلق الرفيع الذي يجب ان يحرص عليه كل مسؤول، ويجعله وسيلة للحوار والمجادلة الحسنة، ولأن المسؤول الذي يفتقد هاتين الصفتين يمارس احتقاراً لشعبه ويمارس صلفا لا يغطي رعبه، رأيت ان اكتب اليك مرة رابعة، فالمسؤول الذي يفتقد أدب الحديث وادب الحوار وادب التصريح هو مسؤول فاشل، ليس لديه من الإنجاز ما يقدم نفسه به، فيتوهم ان اللسان الطويل يغطي كل فشله وكل سوءاته.
ما يزال الأردنيون يا دولة الرئيس يقيمون مسؤوليهم حسب حجم حيائهم ، فالشهادات لا تقدم للناس الا موظفين لا قيمة لهم اذا لم يحملوا درجة الدكتوراه في مخافة الله واحترام الناس وأداء الواجب بأمانة وإخلاص ، اذ ان من لا يحترم شعبه لا يحترم نفسه، واعتار عن وصف هذه الصورة برجل يبصق في مرآته فترتد بصفته الى وجهه ولا تصل الى وجه مواطن واحد.
قبل ايام قليلة عقد عماد الفاخوري الذي يشغل اعلى من منصب في وزارة القطاع العام والمشروعات الكبرى مؤتمراً صحافياً، قال فيه من الكلام ما اكد لي حاجته لمتابعة ما تقول يا دولة الرئيس، كيف تتكلم و كيف تتصرف وكيف تحاور وكيف تتلقى النقد وحتى الهجوم بالصدر العريض الذي يجب ان يكون في عرض الوطن عندما تتولى مسؤولية عليا فيه، واشعر الآن كما شعرت مرات كثيرة كيف يمكن ان يكون لدنيا مسؤولون حملتهم الصدفة او الظروف الخاصة او الأسباب المجهولة، الى مواقعهم وانهم يفتقدون الحكمة في الحديث والحكمة في التصريح والحكمة في عقد اللقاءات الصحافية، ولا ادري ما اذا العماد الفاخوري يجيد اللغة العربية ، ولو كان يجيدها لما وقع في الخطأ وارتكب خطيئة احتقارنا، ولو انه تحدث بأسمه وباسم موقعه الرسمي الذي يشغله الآن بعد ان جاء دولتكم به إليه، لما وجدت نفسي مضطراً الى كتابة هذه المقالة ، اما وقد تحدث بأسم الحكومة ، فإن اقل ما اطالب به دولتك هو اجباره على الاعتذار للأردنيين جميعا على التحدي والصلف اللذين حكما كلماته المستفزة، ولو كنا في بلد ديمقراطي حقاً لأرسل الرأي العام أمثاله الى بيوتهم كأقل عقوبة يستحقها على إهانة شعبه، كما إنني لا أستطيع ان أتصور كيف يمكن ان يتحدث الينا اذا كان قسمه على الكتاب المقدس وقسمه على الألتزام بميثاق شرف الوزراء جاء على هذه الدرجة من الإزدراء وادارة الظهر ولو عدت الى تصريحاته في مؤتمره الصحافي لوجدت انه كان متواضعاً امام العبارة المشهورة ( انا فرنسا وفرنسا انا) فما قاله لا يختلف عن هذا ( انا والرئيس وثمانية و عشرون وزيراً الأردن والأردن انا والرئيس والثمانية و العشرون وزيراً) فلماذا كل هذا التواضع ؟ ولماذا كل هذا الخلق الرفيع؟ وربما لا يعرف صاحب المعالي هذا ان نصف رواد المقاهي هم وزراء سابقون، يذهبون ويبقى الأردن ويذهبون ويبقى الأردنيون.
لم يسيء السيد الفاخوري الينا كمواطنين فحسب، بل وقع في أخطاء كثيرة ليس اقلها إشارته الى تعيين صالح القلاب رئيسا لمجلس ‘ إدارة الإذاعة والتلفزيون، مبرراً هذا التعيين بما دعاه ( الظرف الخاص) وهو ما يعني باللغة العربية ( الظرف الأضطراري) وهذا يعني موافقته على ما سبق وكتبته عن هذا التعيين وعن شخص المعين، وحجم التعليقات الهائل الذي ظهر على المواقع الكترونية التي نشرت مقالتي، فهل يوافق دولة الرئيس وزيره على هذا التبرير للتعيين، وهل ثمة ظرف خاص وظرف اضطراري يجيران الحكومة - اية حكومة – على تعيين فلان او عدم تعيين فلان في هذا الموقع او ذاك.
لقد تحدي الوزير الفاخوري مواطنيه بما اعلنه في مؤتمره عندما قال ان الحكومة تعين من تشاء وليس من حق احد ان يسأله عن هذا التعيين او يطالبها بتريره، وما لدي من معلومات ان تعيين صالح القلاب جاء على صورة زواج البدل( انا اعين فلاناً وانت تعين لي فلاناً) ولا اريد ان افصل حتى لا يعرف كل الوزراء ما وراء هذا التعيين من تبادل مصالح لا علاقة لها ( بالظرف الخاص) او ( بالظرف الأضطراري) .
هذه الحكومة لم تأت إلينا بأنقلاب عسكري – لاقدر الله – وانما جاءت بإرادة ملكية سامية حددت لها المنطلقات والأهداف وركزت على العمل الجاد والشفافية التامة، وفي غياب مجلس النواب تتولى الصحافة الحرة مسؤولية مراقبة الحكومة فأين هي الشفافية في تعيين موظف حكومي واضفاء الضباب والسرية على أسباب تعيينه ؟ ولماذا يكتفي بعض وزراء الحكومة بعبارة ( انا حرة) في تبرير أقواله وأفعاله؟
تعرف – دولة الرئيس – ان الأردنيين متعبون بالجوع والمرض والبطالة وتكميم الأفواه والقوانين المؤقته غير الدستورية ومصائب وأوجاع كثيرة ، وان الأردنيين يقولون ( لاقيني ولا تعشيني) أي ابتسم في وجهي واصدق القول معي وليكن المسؤول قدوة للناس في الخلق والاستقامة والتصدي للواجب والوفاء للقسم الغليظ على الكتب المقدسة و بين يدي جلالة الملك، وتعرف أيضا حكم الإسلام في ان ابتسامتك في وجه اخيك صدقة اما ان يخرج علينا احد وزرائك المكلفين بمواجهة البيروقراطية وتطوير القطاع العام بلغة الباشا يخاطب بها ابناء أقنان مزرعته و عبيده ، فهذا ما لا يجوز وما لا نقبله وسنظل نواصل الحديث فيه وعنه حتى تكمل الحكومة عامها الأول وتغادر، او نصف عامها الثاني وتغادر ويظل لنا هذا الوطن الفقير الطيب الجميل.
ويا معالي الوزيرالذي سيطورنا ويطور قطاعنا العام ويدير شركاتنا الكبرى، أراهنك على قطع يدي اليسرى بأصابعها الخمسة – لأنني اكتب بيدي اليمنى – اذا كنت تعرف القليل او الكثير عن اسباب كل التعيينات التي تمت اوالتي على الطريق، وهذا الموقع يرحب بأي توضيح من معاليك على ما قلت انت وما كتبت انا ، يجيء منك او يكلف الناطق الرسمي بالتوضيح والرد دون ان ينفى ان صالح القلاب لم يعين وان بقية الوظائف العليا ما تزال شاغرة وان اللجنة الوزارية التي يتحدث عنها الناس بعد ان تحدثت عنها الحكومة لن تسمح بأي تجاوز على صلاحياتها في عدم التعيين!!
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
14-02-2010
خالد الكساسبه
قبل أن انتهي من استيعاب قانون الحذف (حذف المقالات بعد نشرها) جاءني قانون الإزاحة ، (وزارة التربية قالت ان سبب الخطأ في نتائج التوجيهي هو في عمليات الإزاحة) ، (الإزاحة) أصبحت نهجنا وطريق حياتنا ، لم يزيحونا بل أزاحوا تاريخنا وجغرافيتنا وديمغرافيتنا وأزاحوا إبطالنا ،أزاحوا لغتنا وحروفنا ولهجتنا في بلدنا ، وأزاحوا أموالنا .
لا ازعم أن الإزاحة هي صناعة أردنية بل إنها حكاية عربية، فتاريخنا كله إزاحة ، السلطان أزاح أبيه في ارض المرجان و الذهب والحياد ، والأمير أزاح والده في ارض النفط و(الجزيرة)، وأزاح الرفقاء بعضهم البعض في ارض (البعث ) من اجل المنصب ،معاوية بن ابي سفيان كان اول من استخدم قانون الإزاحة ،انقلب على علي ، وأحفاد (العباس) أزاحوا ( احفاد امية) ،وآل(سعود) أزاحوا أبناء (هاشم) من مكة ، وعندما نصطف إلى جانب بعضنا البعض حول (المنسف) فإننا نستخدم قانون الإزاحة ، وعندما نقف في طوابير المواصلات نستخدم قانون الإزاحة ، وعندما نقف في دوائر الحكومة لانجاز معاملة فإننا نستخدم قانون الإزاحة ، البلد كله يسير بقانون الازاحة .
طالما اعتقدت أن (الحذف) و(الإزاحة) هي مصطلحات فيزيائية إلى ان جاء (سمير الثاني) فحولها إلى مصطلحات سياسية ونهج سياسي .
عندما سقط المهباش من يد (حسين ابو حمور) وهو محاصر في قلعة السلط من قبل الاتراك لم يكن يعلم ان تضحيته للحفاظ على قلعة السلط سينال ثمنها (الاردنيون الجدد) على حساب أبناء السلط في (ازاحة واضحة) ، وعندما قدم (ابراهيم الضمور) ابنيه قرابين للأردن لم يكن يعلم ان تاريخ الأردن الحديث لن يضم أي مسؤول من أبناء الضمور في (حذف متعمد ) ، وان الكرك العظيمة كلها ستختصر في (عشيرة واحدة) ان ذهب واحد منها جاء الاخر ليحل مكانه في (ازاحة عشائرية).
يا حليقي الرؤوس -وهنا ليسمح لي الدكتور احمد حياصات أن اسرق صرخته الشهيرة- افخروا ب (تسريحاتكم) ولكننا سنحافظ على شماغنا الأحمر، اضحكوا علينا ب ( تصريحاتكم) ولكننا نعرف أنكم كذابين، مارسوا قوانين الحذف والإزاحة علينا ولكننا نعرف غاياتكم ونواياكم ومحطاتكم الأخيرة ، يا ابناء الحراثين غيروا تسريحة شعركم ،غيروا مبادئكم ، غيروا لهجتكم لتتواءم مع الأردن الجديد قبل ان يتم حذفكم وازاحتكم .
تاريخ الأردن الحديث قائم على الإزاحة والحذف ،حذفوا بطولات (راشد الخزاعي) و(قدر المجالي) و(اصلان رسلان) ، أزاحوا بطولات (عودة ابو تايه)، ازاحوا تاريخ و(صفي التل) و(هزاع المجالي) ، حذفوا نزاهة (احمد عبيدات) و (عبد الرحيم ملحس)، أزاحوا (ليث شبيلات )و(توجان فيصل) .
صالح القلاب يستغل الآن موقعه في (الرأي الحكومية) للدفاع عن أجندات أصدقائه (السعوديين) فيهاجم إيران لصالح السعودية ويدافع عن السلطة الفلسطينية ضد حماس وليس دفاعا عن الأردن ، والأردنيون يدفعون راتبه ،رغم ان (يزيح ويحذف) مصلحة البلد لمصالحه الخاصة .
وسمير الرفاعي لم يبتعد عن ذلك. انه يعتبر طلاقه من (كابيتال دبي) طلاقاً بائناً بينونة صغرى وسيعيدها الى عصمته حال خروجه من الحكومة فهو عندما جاء الى الدوار الرابع لم يخلع (كابيتال دبي) بل لا زال في حالة حب وهيام معها وسيعود اليها حال خروجه من الوزارة ( اذاً الرئيس يزيح المسؤولين المخلصين لاهداف خاصة).
ولأن العقبة والاتصالات والكهرباء والطاقة هي أهم استثمارات كابيتال دبي في الأردن فقد أزاح الرفاعي المسؤولين الذين كانوا يقفون عقبة في وجه الشركة وتمددها الاستثماري وزرع رجالاته فيها فجاء ب (محمد صقر) بديلا ل حسني ابو غيدا و(غالب معابرة ) بديلا ل احمد حياصات وقعوار بديلا ل احمد حياصات الآخر في الاتصالات ، وقريبا قد نشهد تغييرا في المصفاة إلا إذا اتبع مديرها ( الطريقة الرفاعية).
كابيتال دبي أرادت تجديد محطة الحسين الحرارية المتوقع خروجها من الخدمة في غضون خمس سنوات بسبب قدمها ، لا يوجد مشكلة في الأمر، ولكن المشكلة ان الدكتور الحياصات مدير الكهرباء رفض طلباً للشركة بان تقوم بالتجديدات بدون المرور بالإجراءات القانونية لذلك ، كشف لي احدهم وهو مطلع جدا أن الرفاعي طلب من وزير الطاقة ان يقيل او (يزيح) (حياصات الكهرباء) حتى قبل ان يؤدي اليمين القانونية اما (حياصات الاتصالات) فاجزم بان الرئيس قد رغب بإقالته او إزاحته حتى قبل دخوله مبنى الرئاسة ،الدنيا كله مصالح وإزاحة .
عندما كان الدكتور احمد الحياصات في شركة الكهرباء رفض الموافقة على منح مشروع توليد الكهرباء الخاص الثالث ل (كابيتال دبي) عن طريق المفاوضات المباشرة كما رغبت الشركة واصر على طرح المشروع عن طريق عطاء تنافسي ستخرج نتيجته بعد عدة أشهر، الأمر الذي أثار حنق الرفاعي فكان لابد من اللجوء لقانون الازاحة .
في حذف مقصود وإزاحة مبرمجة يعتقد (الأردنيون الجدد) ان عمر هذا البلد 90 عاما، أنا وكل (الأردنيين الحمر) نؤكد لكم ان عمره آلاف السنين ، اسألوا أعمدة جرش، اسألوا مدرج عمان ، اسألوا خزنة الأنباط ،وعمره السياسي يمتد لأكثر من مائتي عام ،اسألوا ابراهيم الضمور وحسين ابو حمور ، اسألوا أعمدة ام قيس ورجالات الأردن الذين اجتمعوا هناك .
اكتب فحسب، سيفي قلمي ،ورمحي حريتي ، ورصاصتي كلمتي ، ولكن حماية الوطن من الإزاحة والحذف تتطلب اكبر من قلم، وأكثر من كلمات، ماذا فعل (جدودنا) للبلد لا يهم، البلد كلها راحت، احتلها (الاردنيون الجدد) ، و(الكابيتاليون الجدد) هذا البلد استحال إلى دولة ل (حليقى الرؤوس) .
أبي بدوي من الكرك، وأمي فلاحة من اربد، وولدت في عمان، أنا الأردن، أنا جنوبه وفقره وقهره ومعاناة أبناء فقرائه ، انا شماله وشماغ بدويه ومنسف فلاحيه ،انا حرف (القاف) عندما يبقى (قافا) في القمع والفقر والقهر و(القلعطة) والقفر ولن اسمح لكم أن تقوموا بإزاحتي وإزاحة وطني.
وعبارتك القسم على الكتاب المقدس وبين يدي جلالة الملك عبارة جوهرية لان القسم وصاحب الولاية في الامر يجب ان بطاعوا , ولكن العقل زينة فمثل هولاء الذين لم يلتزموا امام الله ومن ثم امام الملك الاولي بهم ان يتركوا مناصبهم . ان الكلمة الحرة الجريئة بحق الاردن وحق المواطن قمة الالتزام بالتكليف السامي , وليس استخدام اسلوب التطاول لاثبات المسئولية , فالمسئولية هي الدفاع عن الدين والوطن والمواطن وصاحب الولاية في الامر , واعتقد انة من هذا المنطلق يجب ان يدافع ويدعم كتاب التكليف السامي كون الملك هو صاحب الولاية في الامر وكذلك لتوثيق اليمين الذي حلفة .
عمر الاردن من بداء الخليقة والارض الاردنية موجودة على الكرة الارضية حتى يحكم الله بامرة , اما الانسان فياتي ومن ثم تضمة الارض , اذن كما قال الاستاذ خالد الاردن باقي , والكلمة الطيبة المبينة على الفعل الطيب باقية , والكلمة الخبيثة تجتث من فوق الارض ولن تدوم ولكن يدوم صاحبها الذي اطلقها .
ارجو من دولة الرئيس ان يفهم وزراءة بان الاردن باقي وان الشعب الاردن قادر على التغير وان الوزراء حلفوا امام الملك صاحب الولاية , وهذه جميعا تعتبر دستور وطني يحمي الاردنين , و تقيد الوزراء . و لا اعتقد انك اخترت وزرائك الا على اسس واذا كنت لا تعرف ماذا في القلوب فالتسعين يوما من عمر الحكومة كشفت لك اصحاب التقية والتقمص , وياتي دورك في التقيم لحماية الوطن والمواطنين وتكون قد اوفيت بعهدك لسيد البلاد صاحب الولاية في الامر .
الى الاستاذ خالد افتح المواضيع التي تهم المواطن والوطن وصاحب الولاية و لا تأبه لتهديد بعض الوزراء فالعدل الهاشمي بين ابناء الشعب الاردني موجود وهذا ما اثبتة التاريخ المعاصر للاردن .
وليكن شعارك اينما ذهبت او كتبت نفس شعاري والموجود على الدوار الثالث : الله الوطن الملك ولا تسأل بغير ذلك