"هآرتس" : الجارات يهمسن .. يبدو طفلاً يمنياً .. !


جراسا -


تم إنزال الحجر عن قلوبنا، ليس فقط أولاد اليمن تم خطفهم بل ايضا اولاد اشكناز اختفوا تحت أنف عائلاتهم، ولا يعرف الشيطان الطائفي الاستقرار، الآن، من شدة البلبلة. حتى الآن كانت الامور مرتبة وواضحة. الاشكناز قاموا بخطف اليمنيين. ليست يد خفية ولا عصابات الممرضات والقابلات، بل السلطة، التي هي المسيطر الاشكنازي، ليس فقط تجاهلت، بل شاركت في ذلك الخطف الفظيع. ومن يعرف، يمكن أنها قد بادرت لذلك ايضا.

لقد كانت تلك هي السلطة ذاتها التي وضعت التصنيفات، والتي اعتبرت أن العائلات اليمنية لا تبكي على أبنائها مثل العائلات الاشكنازية. وفي الأصل، اليمنيون يلدون أكثر من الاشكناز، لذلك لا ضير اذا تم القيام باحداث توازن "ديمغرافي" لصالح الاشكناز الناجين من الكارثة.

لكن هناك شكا في هذه النظرية. فاختفاء الاطفال لم يبدأ بعد الكارثة، ولم يقتصر على أولاد اليمن، ولم يكن جزءا من سياسة حكومية. إن عدمية خطف الاطفال تعتمد على قناعات تعتبر الآن عنصرية. وقد عكست واقعا "طبيعيا" رسمه النظام الاجتماعي العادل والسليم.

في تلك السنين كان لدينا نحن الاطفال خوف دائم: هل أنا مُتبنى؟ وكانت هناك ايضا شبهات سيئة: "ابن السيدة ف. يبدو مثل يمني صغير. لأن له بشرة داكنة وشعرا مجعدا. فمن هو والده يا ترى؟"، هكذا كانت الجارات يهمسن. ولم يسأل أحد اذا كان قد خُطف، لأنه لا أحد كان راغبا في خطف طفل يمني. هل يعقل أن يقوم والدان اشكنازيان بتبني "ولد غامق"؟ لم نسمع أبدا عن اطفال "فاتحي اللون" تربوا وترعرعوا عند عائلات يمنية أو مغربية. لأنه يوجد للوالدين اليمنيين أولاد يمنيون غير فاتحي اللون وليست لهم عيون زرقاء وليسوا مخطوفين.

عمليا من الذي لعب مع الاطفال اليمنيين؟ أبناء وبنات العاملات في البيوت أو العاملات في القطاف. ايضا بعد أن تبدلت المساعِدة اليمنية وجاءت بدلا منها مساعدة اشكنازية، فقد حصلت مباشرة على لقب يمنية. لقد كانت اليمنية مهنة ورمزا لطبقة. وكان هناك تسلسل هرمي بالطبع. اليمنيون رائعون أكثر من المغاربة، لكنهم أقل من العراقيين المثقفين والذين نجحوا بشكل أفضل.

ايضا التسلسل الاشكنازي كان منظما جيداً. في البدء اللتوانيون وبعدهم البولنديون وفي النهاية الرومانيون. وكان "اللاجئون" هم الاستثناء. الناجون من الكارثة لم يكونوا تابعين. وبناتهم اللواتي وضعن القرط الصغير لم يُستدعين الى الحفلات، وكانت تسريحات شعورهن غريبة ويلبسن بطريقة مختلفة.

من بين الفلاحين والموظفين العاديين وأصحاب العجلات الاشكناز، نشأت "نخب" فرضت قوانين اللعب بين الاطفال، وفرضت الألقاب الطبقية الحيوية مثل "هؤلاء ليسوا اصدقاءك"، هذه الألقاب التي كانت تُقال لأولاد الحي الذين بنيت منازلهم من الطوب، حيث يمكن افتراض من يسكن فيها. واحيانا نحو من هو ليس من النوع الاشكنازي الصحيح.

عنصرية؟ مارد طائفي؟ في نهاية المطاف كان ذلك مجتمعا ضم النبلاء والعمال العاديين، أصحاب البيت والمساعدات في البيت. كل واحد حسب لونه، وضع في التصنيف الاجتماعي والثقافي. كل واحد وكنيسه الخاص وصلاته الخاصة وحاخامه.

ليس ديكتاتور اشكنازي له شارب هو الذي قرر من يجب اللعب معه، ومن يتم استدعاؤه الى الحفل، ومن يجب مقاطعته في المدرسة. هذا التصنيف لم ينتظر المسيطر الأعلى كي يولد. فجأة وجدت فوضى، وبعد ذلك بعشرات السنين اكتشف هذا المجتمع الجيد أن هذا عنصرية وأنه بقي على حاله. وفي هذه الاثناء ايضا فان المخطوفين ليسوا فقط أطفال مخطوفين، هم اشكناز أو يمنيون، وهم في سباق ومنافسة.

"هآرتس"- تسفي برئيل



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات