جراسا -

"آذار يا ابن عمي ثلاثتك مع أربعي خلي العجيز بالواد تقرعي"، هذا المثل جزء من حكاية متعلقة بموسم الشتاء، ويرد في صيغ كثيرة، منها هذه الصيغة، وقد أورده الدكتور هاني العمد في كتابة "الأمثال الشعبية الأردنية"، على النحو الآتي "آذار يا ابن عمي ثلاثة منك وأربعة مني لنخلي العجوز إتونّي".

ويضرب المثل في معرض الحديث عن طلب النجدة، أما قصة المثل فهي كالآتي:

طال شتاء ذاك العام في أحد الأعوام، وأصبح شهر شباط (فبراير) من أثقل الشهور على النفس، وأبطأها في الانقضاء، وأحسّت بذلك إحدى العجائز والتي تسكن بجوار أحد الأودية ومعها "شويهاتها"، وصارت تعد أيام شباط (فبراير) على مسبحتها إلى أن اقتربت من الأيام الأخيرة، فقالت فرحة "راح شباط وشب شباط ودسينا ذيله مخياط".

سمع شباط كلام العجوز، فغضب غضباً شديداً، فاستنجد بأخيه شهر آذار (مارس)، فقال متوسلاً له "آذار يا ابن عمي هات ثلاثتك مع أربعي لنخلي العجيز بالواد تقرعي..".

وبعد ذلك، وبحسب هذه الحكاية الخيالية التي يتواردها الناس بكثرة، اشتد المطر وغزر بشكل لافت، وامتلأ الوادي بالماء وزمجر، وداهم خيمة العجوز، واقترب من "شياهها"، وبدأ يجرف الخيمة والشياه بعيداً، فقالت العجوز ببطء ممل "يا سيل درجهن عامهلهن معاشير لا يرمّن بهمهن".

ومن هنا جاء طلب ونجدة شهر شباط لشهر آذار مثلاً يُضرب في طلب النجدة والمساعدة من المقربين.
وهذا المثل يروى بهذه الصيغة في كل الأردن مع اختلافات بسيطة وفقاً للهجات، وهو من الأمثال الدارجة في كل بلاد الشام وتتضمن حكايته جانباً من المعتقدات الشعبية.الغد