لحظات .. وتهبط الطائرة


لحظات ايها الأخوة وتهبط الطائرة في مطار الملكة علياء الدولي ... لحظات سرمدية شعرت انها لن تنتهي ابداً ... لحظات وأهبط في ارض الوطن وما  أغلى وأجمل الوطن ... الوطن أيها الأخوة هو تاج على رؤوس ألمقيمين فيه لا يراه إلاّ المغتربون والمسافرون ... ولله درامير الشعراء عندما قال:
 
وطني لو شغلت بالخلد عنه ...................... نازعتني اليه بالخلد نفسي
 
الوطن ايها الأخوة كلمة ولكنها اكبر من ذلك معنى لا يقّدر معناها الاّ من لفحته رياح الحنين والشوق .... إلاّ من عانى من الغربة .... والغربة ذل والوطن كرامة وفي ذلك ايضاَ يقول الشاعر:
 
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة .......... واهلي وان ضنوا عليّ كرام
 
ولذلك نرى ونشاهد مدى تمسك الانسان بوطنه عندما يسكن مجموعة من الناس في منطقة كوارث طبيعية كأن تكثر فيها الزلازل او البراكين أو الأعاصير ولكنهم يتمسكون بأوطانهم لا يبرحوها لأن البلاد عزيزة وان جارت أو يتعرض الانسان الى ظلم ذوي القربى الذي هو اقوى على النفس من وقع الحسام المهند ولكنه يتمسك بالأرض لأن الأهل كرام.
 
وسرح الخيال فيّ بعيداً .... سنهبط في مطار الملكه علياء الدولي،  الملكة التي ضحّت بحياتها من أجل رفعة الوطن والتأكد من مدى جودة الخدمات التي تقدّم لأبناء الشعب عندما استجابت لصرخة من سيدة جنوبية تشكو من تردي الأوضاع الصحية في احد المستشفيات فقررت الذهاب بنفسها رغم سوء الأحوال الجوية وقدمت روحها قرباناً للوطن وسجلت إسمها بأحرف من نور في سفر الخلود.
 
أكثر من ثلاثون عاماً مرّت على هذه الحادثة ولكننا لا نزال نذكرها وبكل الفخر والاعتزاز لآنه موقف عز و وسام شرف تقّلدته جلالة الملكة التي رحلت بجسدها وتركت فينا معاني ومواقف نستذكرها كلما ترّجل فارس أو سقط شهيد فقبل فترة  ليست بعيده  قدم رجال الأردن ثلّة من الشهداء في فترة قصيره  فقد استشهد خمسة من ابناء القوات المسلحه الباسلة وهم يقومون بواجباتهم كرُسل سلام ومحبة عالميين مع قوات حفظ السلام الدولية. وأحب ان أعلم ابناء الشعب ان قواتنا المسلحة تحظى بإحترام وتقدير مميّزين وانها من احدى الدول التي يتم طلب قواتها في كل مكان يحتاج الى مثل هذه الواجبات وما انتشار قواتنا في كل ارجاء المعمورة الاّ وساماً تعلقه المدرسة العسكرية الهاشمية  على صدرها متباهية به ودليل حي وصادق على تميزها, وقدّم احد رجالاتها نفسه فداء الوطن عندما استشهد في ميادين الشرف والتدريب لآن نقطة دم في هذا الميدان توفر كثيراً من النقاط في ميدان المعركة. وهكذا استشهد هو لنبقى نحن فأي جود أبلغ من هذا وقد قيل والجود بالنفس أقصى غاية الجود, كما قدّم آخر نفسه في مياه خليج العقبة ايضاَ في عملية تدريبية ليلاقي وجه ربه بشهادتان، شهادة كما اسلفنا وشهادة الغرق وقد قال رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم (من مات غريقاً فهو شهيد). وقدّم ايضا شريفا هاشميا روحه من اجل سلامة الوطن ودرأ الخطر قبل وقوعه
 
يا وطني الكبير  بمواقفك ... يا من على ترابه درجت ومن حليب امهاته ارتويت العزة والكرامة والكبرياء ومن مدرسة الهواشم تعلمت معاني التضحية والرجولة والفداء  .... يا شامخاَ كالطود ويا خالداً كسيرالشهداء ويا عالياً كالنسرسلمت ودمت وعهداً ان يتجدد حبي وحب كل اردني شريف يوماً بيوم ولحظةً بلحظه وليرحم الله كل الشهداء.



تعليقات القراء

ثثث
لو ما انا عارفك كان قرات مقالتك
17-02-2010 02:08 PM
حسان الرواد
أشكرك على الكلمات الرائعة, وعلى المشاعر الجياشة الصادقة
التي تنم عن طيب أصلك
نعم الوطن...هو .الكرامة والهوية
الوطن..هو الأرض التي تحضنك
حمى الله الوطن من كل سوء, وبارك الله فيك
17-02-2010 04:03 PM
المختفي 10 سنين
والله يا حسين صاااير محلق الله يرحم ايام زمان اذا كنت ذكي راح تعرفني
18-02-2010 10:21 PM
عربي..US..
تحية مقرونه بالاعجاب
20-02-2010 09:45 AM
وحيد
سبق وان نشر هذا المقال.....أم في الاعاده افاده ؟
20-02-2010 09:51 AM
منذر المحمد.
لله عليك ياابو محمد..مااااروع مقالاتك..والله فيها متعة لكل القراء..وانت والله يابو محمد مثل شمس الشتاء بعيد لكن الله ماروع دفـــــــــــــــاك..ومااروع مقالاتك وكتاباتك.. انت والله يابو محمد
عندك ابدية العطاء.ووطنية الانتماء لوطنك الغالي الاردن.
منذر المحمد- الاردن
21-02-2010 08:34 PM
واحد من زيد
اكيد تذكرت زيد يا ابو محمد
انت ليش مش مقتنع انه اوراقك محروقة صار لي بعرفك 20 سنه وانت انت لم تتغير على ايش خايف صدقني نحن ابناء زيد ما يقارب 300 واحد دائما لما تيجي سيرتك ما ناس بحمدك لتملقك فما دام عندك قدرة عاى الكتابه نريد ان نغير رأينا فيك وان تكتب يوما مقالا يجعلنا نفخر فيك
مع كل هذا نحن نحبك
01-03-2010 04:44 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات