حكمت .. لك الرحمه ولوالديك العزاء والثناء


سامح الله الإعلاميه المتميّزه د . لانا مامكغ فقد أدمعت عيناي ذات صباح عندما استضافت الأم الثكلى والأب المفجوع بولدهما ( حكمت قدوره ) عليه كل الرحمات من الله ، نزل دمعي سخيا وانا اسمع الأم تجيب على سؤال حول الأوقات التي تفتقد  فيها حكمت  وكان جوابها وهل غاب عن بالي لحظه لأفتقده يكفي انني اقوم بالمرور اربع مرات باليوم في المكان الذي انتقلت فيه روحه الى بارئها ، وفي كل مرّه يتجدد المشهد، وأخالها تراه أحيانا مبتسما مرحا كعادته ومرّة مادّا ذراعيه لإحتضانها بعد غيبته ومرّة ممددا على الشارع مضرّجا بدمه ، مشاهد كثيره صنعها سائق ارعن طائش تسبب بكل هذا الألم وهذه المعاناه لأسرة وادعة مسالمه لا بل ولكل هذا المجتمع الطيب النبيل ، ولكن ما خفف حزني ان هذا الموقف قد فجّر طاقات انسانيه نبيله ومواقف خلاّقه من قبل عائلة المرحوم فقد بذل الوالد والوالده جهودا موصوله تُرجمت الى أفعال كانت غايتها النهائيه وقف هذه المجازر التي تحدث يوميا على طرقاتنا ، وقف منظر شاب في كامل اناقته ممدا على أرضية شارع والدم ينزف من كل جزء من جسمه او منظر سيدّة محتشمه وقد تكشفت عنها ملابسها بعد ستر، او كهلا يئن ويستغيث رغم الخجل من علو صوته ، او طفلا تحول الى اشلاء من شدّة  الصدمه ، قامت هذه العائله بتأسيس نواه لعمل مجتمعي تطوعي ليمنعوا سقوط المزيد من الضحايا وخاصة من طلبة المدارس وجمعوا مبالغ من المال من المحسنين الكُثر في هذا البلد واسهموا بتحسين وضع العمليه المروريه امام ما يزيد عن 220 مدرسه كانت هي الأكثر تعرضا للحوادث ، وما يثلج الصدر ان هذه المدارس لم يقع امامها اي حادث منذ ان تم هذا الإجراء ، واتسائل كيف استطاع والد ووالدة حكمت ان يقوما بكل هذا الجهد ويحتصلا على هذه النتائج التي تشّرفهما وتعّوضهما ولو براحة ضمير فقط عن حكمت ، فإذا كان حكمت قضى وتلك مشيئة الله ولا رّاد لقضائه فقد ساهموا بإنقاذ حياة او منع اصابة المئات الذين اما ان يكونوا مع حكمت الآن او ذوي عاهات دائمه ، اين هي الجهود الصادقه الحقيقيه المدروسه من قبل مئات من رؤوساء البلديات وامناء المدن الكبرى وقد استطاع شخصان فقط ان يتوصلا الى هذه النتائج ، اليس لنا الحق ان نتسائل ايها المسؤؤلون ؟؟؟  اما انتم ايها السائقون المحترمون وأقصد هنا كل من يجلس خلف مقود مركبه فأود ان اذكركم بحديث رسول الهدى عليه افضل الصلاة والسلام ( ان المنبّت لا ارضا قطع ولا ظهرا أبقى ) والمعنى ان المسرع سيستهلك مركبته سريعا وستجده بعد هنيهه اما متسببا بحادث مرّوع او واقفا امام شرطي السير ليحرر له المخالفه وبهذه الحاله سيخسر الوقت الذي كان  يحاول كسبه ،وايضا قولا لونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق عندما كان يخاطب سائقه كل صباح ( تمهّل يا ولدي ، اريد ان اصل بموعدي المحدد ) قد تبدو العباره متناقضه ولكنها الحقيقه بعينها  ، ولو استعرضنا اسباب الحوادث المروريه لوجدنا ان السرعه الزائده والطيش والتهور واللامبالاه هي من اكثر اسباب الحوادث وأشدها ايذاءا مكررا عبارة مرات ومرات  ( السواقه  فن... ذوق... اخلاق ...) وختاما ليرحم الله حكمت وليسدد على طريق النفع العام خطانا جميعا .  



تعليقات القراء

محمد
رحمة الله عليك يا حكمت ..... وجزا الله اهلك خير جزاء فعلا انكم ضربتم مثالا في الصبر و التفاني
وحسبي الله ونعم الوكيل
14-02-2010 05:16 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات