جراسا -

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن إسرائيل تسعى إلى اختراق إفريقيا بما يوقف اصطفاف القارة السمراء ضد مصالحها في الأمم المتحدة، وبما يفتح لها سوقا جديدا لتسويق الأسلحة وغيرها من البضائع.

وتحت عنوان "نتنياهو يسعى لتوطيد الروابط مع أفريقيا" كتب نيكولاس باريو في عدد الصحيفة الصادر اليوم يقول: "بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو زيارة لأربعة دول أفريقية فى إطار مساعيه الرامية لتوطيد أواصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع القارة الأفريقية".

وأشارت الصحيفة إلى ما صرح به "نتنياهو" قبل الرحلة التى بدأها بزيارة اوغندا اليوم الاثنين والتى ستشمل أيضا عقد اجتماعات مع زعماء أثيوبيا وكينيا ورواندا بأن القارة الأفريقية تحمل فى طياتها توقعات عريضة لإسرائيل.

وترى أن نتنياهو يسعى لإقامة تحالفات مع دول شرق أفريقيا لتعزيز الدعم لإسرائيل فى المنتديات الدولية بما فى ذلك الأمم المتحدة فى الوقت الذى يتعرض فيه للانتقاد من الدول الغربية بسبب التوقعات القاتمة المتعلقة بالتوصل إلى حل للصراع الفلسطينى – الإسرائيلى المستمر منذ عقود من الزمان فى عهده.

وذكرت أن المسئولين الإسرائيليين أعلنوا مرارا وتكرارا أن الدول العربية تتفق معا لاقتراح القرارات التى تؤثر على إسرائيل فى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، لافتة إلى أن علاقة إسرائيل مع الدول الأفريقية يشوبها التوتر منذ زمن بعيد بسبب دعم عدد كبير من الدول الأفريقية للقضية الفلسطينية.

ولفتت إلى انتقاد تقرير صدر فى الأسبوع الماضى عن الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام فى الشرق الأوسط والمكونة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبى لكل من النهجين الفلسطينى والإسرائيلى حيال السلام، ومؤكدا على أن مشروع الاستيطان الإسرائيلى فى الضفة الغربية يمثل عقبة فى طريق الحل الرامى إلى إقامة دولتين مما دفع إسرائيل للرد بحدة.

وذكرت أنه جاء فى تقرير صدر من المركز الأفريقى الشرق أوسطى فى جنوب أفريقيا بأن إسرائيل تأمل فى تعزيز العلاقات بالقدر الكافى الذى يؤمن لها مقعد مراقب فى الاتحاد الأفريقى المكون من 54 عضوا فى مسعى منها لضمان دعم أفريقى طويل الأجل لها فى الأمم المتحدة، وقد تعززت هذه المساعى مؤخرا بانتخاب أثيوبيا فى مجلس الأمن الدولى حيث تنضم إلى مصر والسنغال.

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله "آرييه عوديد" وهو سفير إسرائيلى سابق لدى دول شرق أفريقيا وباحث فى معهد "هارى أس.ترومان" للبحوث لتعزيز السلام ومقره القدس: "كانت الدول الأفريقية تصوت بصورة تقليدية ضد إسرائيل (فى المنتديات الدولية)... ويريد (نتنياهو) تغيير ذلك".

ونوهت إلى أن "نتنياهو" يقوم بزيارته يرافقه وفد إسرائيلى مكون من 80 مسئولا تنفيذيا في مجال الأعمال و50 شركة بغرض تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية.

وذكرت الصحيفة أنه فى ضوء أعمال التمرد المتنامية فى القارة بما فى ذلك حركة الشباب المنتسبة لتنظيم القاعدة فى شرق أفريقيا فإن المسئولين الإسرائيليين يتطلعون لبيع معدات عسكرية متقدمة للحكومات المحلية وكذلك تكنولوجيا من أجل الزراعة والمصايد والمياه.

ولفتت إلى ما صرح به "أوهاد كوهين" رئيس شئون التجارة الخارجية بوزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية بأن هذا التحرك يأتى فى الوقت الذى باتت فيه الصادرات الإسرائيلية للأسواق التقليدية فى الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة متقلبة، مشيرة إلى أن اجمالى الصادرات الإسرائيلية لأفريقيا بلغ حوالى مليار دولار أمريكى فى العام الماضى أى حوالى 2% من اجمالى صادراتها.