كابوس امتحان الثانوية العامة الى متى !!!


اقراص مدمجة ونتائج ملخبطة وتصريحات متعددة واعيرة نارية مبعثرة وهمسات متحشرجة ودقات القلوب وعذاب الاباء والابناء وشهيق وزفير وتو تر وقلق وتشنج و ومعاهد ودروس خصوصية واسئلة مقترحة ونصائح وارشادات من الاهل والاصدقاء وتصوير اوراق وملفات واطعمة بمواصفات خاصة وفيتامينات ومنشطات متنوعة للمساعدة على التركيز والحفظ وزيادة في الوزن والطلبات ونفقات اضافية لا حصر لها ، وخدمة التوصيل ما بين المعاهد والمدرسين الخصوصيين وتقنين الزيارات العائلية وحتى طريقة التواصل والحديث داخل الاسرة ومشاهدة التلفزيون تحت وضعية ( الصامت ) وسهر الليالي وعدم الخروج من المنزل الا للعمل ، وعدم الحديث لفترة طويلة وبصوت مرتفع على الهاتف داخل المنزل بالاضافة الى الامراض الوهمية والزيارات الليلية لاقسام الطوارئء في المستشفيات واضطرايات نفسية ومزاجية اثناء فترة الامتحانات واتصالات هاتفية من الاهل والاقارب للاطمئنان على سير العملية الامتحانية وشكاوي وتذمر من صعوبة في الاسئلة وعدم تعاون مشرفي ومراقبي قاعات الامتحانات. كل هذه الاحداث الدراماتيكية ليست فيلم هندي طويل .... بل انه مسلسل رعب لامتحان الثانوية العامة .

ويأتي الفصل الثاني من هذا المسلسل عندما ينشغل اكثر من خمسة ملايين مواطن اردني بهؤلاء الطلبة المائة واربعين الف الذين تقدموا لامتحان الثانوية العامة لهذا العام مكرسين وقتهم للاستفسار والاطمئنان على الطلاب الغلابة المقهورين من شدة الضغط النفسي الذي يتعرضون له من المحيط الاجتماعي الذي يهول الامر بكثرة النصائح والاستفسار عن سير الامتحان مما يولد تعقيداً للحالة النفسية التي يمر بها الطالب والتي تؤدي الى تشويش افكاره وعدم قدرته على التركيز وبالتالي يؤدي الى فقدانه لكثير من العلامات بشكل غير متوقع وما يزيد الارباك النتائج المشوشة واخطاء غير المقصودة واجراء التحقيق وغيرها بعد اعلان النتائج .

ومع كل هذا الارهاق النفسي والجسدي للأهل والطلبة خلال الامتحانات تأتي وزارة التربية والتعليم بألنتائج على اقراص مدمجة ومبعثرة وغامضة ومشوشة وان هنالك اخطاء في الية اصدارها ومن سوف يصدق بعد ذلك ان علاماته لم يصيبها الاذى من اخطاء حاسوبية او عدم دقة في تصحيح بعض الاسئلة او ما سمعنا من روايات كثيرة حول المشاكل والاخطاء التي رافقت عملية تصحيح اوراق اولادنا الذين سهرنا معهم الليالي اكثر من سهرنا على انجاز اعمالنا ،فالاولى ان تراعي وزارة التربية مثل هذه الامور الهامة وتأخذها بعين الاعتبار لان الامتحانات بحد ذاتها ليست عقوبة وانما لتقدير مستويات الطلبة وقدرتهم على تحقيق التحصيل العلمي المستقبلي .

وبالرغم من وجود عدد من الخبراء والمختصين في وزارة التربية والتعليم ما زال كابوس امتحان الثانوية يتكرر سنوياً . ولذا لا بد من اعادة النظر في كافة المعايير المتعلقه به بحيث يتم التوازن ما بين تطوير التعليم وتحقيق مخرجات تعليمية جيدة وبين وضع العراقيل والصعوبات في وجه الطلبة وذويهم بحجة المحافظة على مستوى التعليم ، لانه حتى في اكثر الدول تشدداً وتقدماً لا يصل مستوى الصعوبة لديهم كما في امتحان الثانوية العامة لدينا ولا ادري ما هي المشكلة لو حصل الاول على المملكة معدل 99% ، وبالرغم من اننا كنا نتوقع من وزير التربية والتعليم ان يضع نهاية ايجابية لهذا المسلسل الممل ويأخذ بعين الاعتبار هذه الاشكاليات وان تظهر لمساته الايجابية ، ووضع استراتيجيات وسياسات ترقي الى مستوى المحافظة على ابنائنا من التراكمات السلبية لامتحان الثانوية العامة وان نذهب باتجاه تطويره بما ينسجم مع كافة التطورات والتجارب للدول الناجحة بذلك الا انه للاسف راينا ان الامور زادت تعقيداً وان النتائج كانت مخيبة للامال وصاعقة لابنائنا وزادت الطين بلة .

الكاتب : رئيس قسم ادارة الاعمال /جامعة الاسراء
bsakarneh@yahoo.com



تعليقات القراء

معجب بك
ان هذا الكلام هو الوصف الكامل لحالنا مع ابنائنا اثناء تقديم امتحان التوجيهى وبعد صدور النتائج

شكرا لك دكتور بلال على المقالة فهى فى الصميم
08-02-2010 11:16 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات