جراسا -

قامت المديرية العامة للدفاع المدني وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بالتعامل مع المنخفض الجوي الذي إثر على المملكة منذ مساء يوم أمس بكل كفاءة واقتدار من خلال تفعيل خطة الطوارئ ورفع نسبة الجاهزية لمرتبات والآليات وإدامة غرفة العمليات الرئيسية في كافة محافظات المملكة ونظراً لتركز المنخفض الجوي في جنوب المملكة ومحافظة عجلون فقد تعاملت كوادر الدفاع المدني مع التساقط الكثيف للثلوج بمهنية عالية من خلال الكوادر المؤهلة والمدربة على مثل هذا النوع من الحوادث فضلاً عن الصيانة اللازمة للمعدات والآليات المخصصة لمثل هذه الظروف مثل كاسحات الثلوج والمجنزرات .
 
وبناءاً على توجيهات عطوفة المدير العام للدفاع المدني اللواء عبد الله سليمان الحمادنة لإشراك الآليات المجنزرة القادرة على السير في الثلوج والمناطق الوعرة فقد تم تجهيز هذه المجنزارات بمعدات إنقاذ خفيفة وإسعاف ومزودة بمسعفين متخصصين ووضع هذه الآليات في مناطق تشهد التساقط الكثيف للثلوج والحوادث المتكررة كنقطة دفاع مدني ليتم الوصول إلى موقع الحادث أو التعامل معه مباشرة وبأسرع وقت ممكن حيث قامت هذه المجنزرات بالعمل من خلال كوادره المتخصصة بمنطقة الكرك وعجلون حيث قامت بنقل العديد من حالات الولادة وحالات غسيل الكلى ونقل وتأمين الأشخاص الذين حالة بهم السبل دون الوصول إلى وجهتهم في حين تم تأمين بعض الإعلاميين والموظفين إلى أماكن عملهم منذ ساعات الصباح الأولى .
ووعياً من المديرية العامة لأهمية تأمين المصابين بمرض الكلى إلى المستشفيات فقد تم تزويد المديريات بكشف بأسماء وعناوين ومواعيد وأرقام هواتف الأشخاص الذين هم بحاجة لإجراء عملية غسيل الكلى باستمرار لتأمينهم إلى المستشفيات بالمواعيد المحددة .
 
وباعتبار جهاز الدفاع المدني عضو فاعل في المجلس الأعلى للدفاع المدني الممثل بعطوفة اللواء عبد الله سليمان الحمادنة  فقد تم افتتاح غرفة العمليات الرئيسية في وزارة الداخلية ويرتبط بها غرف عمليات فرعية في مختلف محافظات المملكة بهدف تفعيل التعاون والتنسيق المشترك بين مختلف الأجهزة والمؤسسات الحكومية من أجل توحيد الجهود وإيجاد لغة تفاهم مشترك ما بين الأجهزة المختلفة وسرعة الاستجابة لنداء الواجب .
 
حيث قام معالي وزير الداخلية السيد نايف القاضي بزيارة إلى غرفة العمليات الرئيسية في المديرية العامة للدفاع المدني تفقد فيها سير العمليات واستمع إلى إيجاز حول ابرز الحوادث التي تعاملت معها المديرية العامة للدفاع المدني أثناء المنخفض الجوي مبدياً ارتياحهُ لمدى الجاهزية التي يتمتع بها نشامى الدفاع المدني والذين يحظونَ على الدوامِ باهتمامِ ورعايةِ جلالة قائدناِ الأعلى الملك عبد الله الثاني المعظم حفظه الله  ورعاه .
 
وفي هذا المجال قام اللواء عبد الله سليمان الحمادنة  بجولة تفقدية شملت بعض مديريات الدفاع المدني اطمئن خلالها على سير العمليات وتفقد جاهزيتها للتعامل مع مختلف الحوادث بهدف الوصول إلى الاستجابة السريعة ووصول آليات الدفاع المدني إلى موقع الحادث بوقت قياسي .
 
وقد استخدم جهاز الدفاع المدني في عمليات الإنقاذ والإسعاف وفتح الطرق بآليات ومعدات حديثة ومتطورة مثل كاسحات الثلوج وسيارات الإسعاف الطبي المتقدم وأجهزة سحب السيارات وكذلك استخدمت في عمليات الإنقاذ ناقلة إنقاذ الأشخاص البرمائية المجنزرة والتي صممت للتعامل مع أقصى الظروف والحواجز الطبيعية وخاصة أثناء تراكم الثلوج ولها القدرة على السير ببرك الماء والتجمعات المائية الكبيرة بالإضافة إلى احتوائها على مقصورة إخلاء تتسع لعشرين شخص ، وهذا ساعد إلى حد كبير بإنقاذ العديد من الأشخاص الذين واجهوا صعوبات في الوصول إلى وجهاتهم ونقلهم إلى أماكن آمنة وغيرها من الحوادث التي تعامل معها الدفاع المدني .
 
وقد تعاملت فرق الدفاع المدني خلال هذه الموجه مع ( 25) حالة غسيل كلى و( 6 ) حالات ولادة من الذين واجهوا صعوبة في الوصول إلى المستشفيات نتيجة تراكم الثلوج الذي أدى إلى انغلاق بعضها وسلوك بعضها بحذر شديد حيث قامت فرق الدفاع المدني بنقل هذه الحالات وتأمينها لأقرب مستشفى وكان لهذه الحالات الأولوية القصوى من مجمل الحوادث التي تعامل معها الدفاع المدني والتي كان من ضمنها حوادث السير التي لم تخرج في إطارها عن المجرى الطبيعي للحوادث اليومية والتي تمثلت بجنوح بعض السيارات عن مسارها الطبيعي نتيجة لغزارة الأمطار والثلوج والانجماد ومحدودية مدى الرؤيا الأفقية والتي كانت بحاجة إلى الحذر الشديد وعدم اللجوء للسرعة أثناء المسير والتقيد بالإرشادات والتوجيهات الصادرة عن الجهات المعنية وعدم الخروج من المنزل في مثل هذه الظروف الطارئة .
 
وقد أبدى المواطنون أعلى درجات التعاون مع أجهزة الدولة المختلفة خلال هذه الموجه وبخاصة مع جهاز الدفاع المدني وذلك بالالتزام بالتوجيهات والإرشادات الصادرة عنه مما ينم عن الوعي التام لدى المواطن والحس الوقائي العالي في تحسس مواطن الخطر وتجنب الأخطاء التي قد تلحق الضرر بهم وبذويهم وممتلكاتهم .