"إجازات رمضان" تسمح لأسر "الزعتري" بمواكبة أجوائه مع الأقارب


جراسا -

«في هذه اللمة نستعيد تقاليدنا العائلية في رمضان، بعد أن اقتربنا من نسيانها في مخيم الزعتري». هكذا تعبّر ميساء صبح عن فرحها وهي تتناول طعام الإفطار، مع أفراد عائلتها الكبيرة التي تقطن منطقة جبل التاج إحدى ضواحي عمّان الفقيرة، بعد أن تمكّنت وابنيها من الحصول على إذن خروج لمدة ثلاثة أيام من مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق (70 كلم شمال شرقي عمّان).

تقول ميساء أنها تقدّمت بطلب للحصول على الإذن بعد أن تلقت دعوة من شقيقيها اللذين سنحت لهما الظروف بالسكن في عمّان ومغادرة الزعتري منذ ثلاث سنوات، بكفالة مواطنين أردنيين.

وكانت إدارة المخيم في بداية إنشائه عام 2012، تسمح لكل لاجئ سوري بالمغادرة، إذا حصل على كفالة من مواطن أردني. غير أن العمل بهذا الإجراء لم يعد قائماً، وحصرت الإقامة للاجئين في المخيمات.

تضيف ميساء أن فرحتها غامرة بمشاهدة شقيقيها وأبنائهما، مشيرة إلى أن هذه المشاعر والعادات الرمضانية غابت عنها منذ أن وطئت قدماها أرض مخيم الزعتري قبل أربعة أعوام، حيث ضاعت التقاليد والطقوس، وسط زحمة اختلاط الثقافات المحلية للمناطق السورية المختلفة، وتشتت أفراد العائلة الواحدة في أكثر من مخيم ومنطقة وصولاً إلى تركيا.

وسمحت إدارة مخيم الزعتري الذي يقطنه حوالى 80 ألف لاجئ سوري يقيمون في 26 «كرفاناً»، للراغبين بالحصول على إجازة خلال شهر رمضان المبارك (إذن خروج) تمكّنهم من مغادرة المخيم لمدة لا تزيد عن ثلاثة أيام، لشراء حاجياتهم الرمضانية التي لا يجدونها في محال المخيم، أو تلبية دعوات إفطار وزيارة أقارب لهم في مختلف المناطق الأردنية شرط أن يبلغوا الإدارة بأماكن وجودهم.

فيما يؤكّد اللاجئ السوري أحمد عفيفي أن ذهابه وأسرته إلى مدينة إربد (80 كلم شمال عمّان) تلبية لدعوة أقارب، أعادت طقوس رمضان إلى ذاكرته، لا سيما أن محافظة إربد قريبة من محافظة درعا السورية التي شرّدت الحرب غالبية سكانها. وتتشارك العشائر في المحافظتين وشائج القربى، وتسودهما الطقوس الرمضانية ذاتها. ويلفت إلى أن حتى اللهجة المحكية في إربد هي لهجة أهالي درعا ذاتها. وهناك أحياء في مدينة إربد تقطنها غالبية سورية، فأصبحت تسمّى بين اللاجئين السوريين بأسماء مناطق في درعا، مثل حي الجامعة الذي يطلق عليه اللاجئون السوريون اسم درعا البلد.

ويوضح عفيفي أن الطقوس الرمضانية التي اعتادها في درعا مثل بيع التمر هندي والسوس، ومشهد طوابير الصائمين أمام محال بيع القطائف وخيم موائد الرحمن المنصوبة في الشوارع، هي ذاتها في إربد، مشيراً إلى أن السكان في مدينة إربد يمضون السهرات الرمضانية في المقاهي والمقاصف حتى موعد السحور أحياناً.

ويذكر عفيفي أنه لدى خروجه من مخيم الزعتري شعر بأنه يخرج من سجن كبير. إلا أن شعوره وهو يخرج من مخيم الزعتري بأنه يخرج من سجن كبير يسمح لك بالتنقل والخروج من الكرفانات متى تشاء.

مصدر مسؤول في الزعتري، أوضح أن أسواق المخيّم توفّر مختلف المواد التموينية الأساسية والخضار والفواكه واللحوم والدواجن، ما يسمح بتأمين متطلبات الحياة اليومية. أما أذونات الخروج لمدة لا تتجاوز ثلاثة أيام، فتمنح بعد ملء استمارة تتضمن معلومات مفصلة عن الأماكن التي سيقصدها المقيمون في الزعتري والجهات المضيفة. ولمناسبة الشهر الفضيل توزّع هيئات إغاثة مساعدات وتبرعات على اللاجئين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات