يا دولة الرئيس :من عجز عن القوت عجز عن السكوت


دَوْلةَ رَئِيسِ الحُكومَةِ السَّيد هاني الملقي الأكْرَمِ.
السَّلامُ عَليْكُم ورَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ :
إنَّ بِبابِكَ نِيرانًا تتأجَّجُ مِنَ الجُور ،فلا تصُبْ الزيتَ علَى النَّارِ لِتَزِيدَها تأجيجًا ،لتصبحَ بعدَ ذلكَ حَريقًا، يَلْتَهِمُ الأخضرَ واليابسَ .
فالشعبُ الأردنيُّ يا دَوْلَةَ الرَّئيسِ يعيشُ كابوسًا مُرعبًا ،ينزلُ عليهِ كلَّ يومٍ، والشعبُ يٌعانِي البؤسَ والحِرمانَ , وضيقَ ذاتِ اليَدِ ، يُعانِي المَعيشَةَ الضَنكَا المُذِّلَةِ ، الشعبُ يعانِي مِنَ البِطالَةِ ،وعدمِ توافرِ فرصِ العمَلِ .
فجماهيرُ الشبابِ الأردنِيِّ الحاصلة علَى الشِهادَاتِ الجَامِعيَّةِ عاطِلينَ لا يَجِدون ما يأكلونَ , ولا يجدونَ ما يَستُرونَ بهِ سَوآتَهُمْ ،لا يَجدون أساسياتِ الحياة ،فِي حِين أنَّ هناكَ أناسٌ آخرِينَ يَتمَتَّعونَ فِي النَّعِيمِ ،ويتَمَرَّغونَ فيه ،ويلعبونَ بالملايينَ , وَيعبَثونَ بأموالِ الشَّعبِ ، مَافيَا مِنْ عِدَّةِ عائِلاتٍ.
الشعبُ يعانِي مِنَ الفَسادِ ألمُسْتشْرِ، الذِي مِنْ عُيونِهِمْ سَلَبَ الضِّياءَ، وعَبْرَ كُلِّ الحكوماتِ المُتعاقِبَةِ ، فلا تَجْعَلْ حالَكَ وحالَهم كحالِ أهلِ تلكَ القريَةِ : يُحكَى أنّ رجلاً كانَ يَنبُشُ قبورَ المَوْتَى , فيُخرجُ الجثثَ ،ليسرقَ الأكفانَ , ثمَّ يُعِيدُ دَفنَهمْ مرةً أخرَى , وقدْ ضَجِرَ الناسُ، وكَثُرَ الحديثُ عنْ هذا الرجلِ ,وأعمالِهِ المُشِينَةِ ،ولمّا ماتَ سارقُ الأكفانِ هذا , تنفَّسَ الناسُ الصُعداءَ , وأخذوا يَسبُّونَ هذا الرجلَ لأعمالِهِ الإجرامِيَّةِ معَ الأمواتِ ،لكنْ مَا إنْ مرَّت أيامُ ،حتَّى اكتشفوا أنَّ ولَدَهُ قامَ بِنَبشِ القبورِ وسرِقةِ أكفانِ المَوْتَى ، وَترْكِهِم فِي العراءِ , فأخَذَ سُكَّانُ المدينةِ يترَحَّمُونَ علَى الرَّجُلِ الذِي كانَ يَسرِقُ الكَفَنَ لَكنَّهُ يُعيدُ دفنَ الجُثَّةِ بَعدَ انْ تَلَمَّسُوا قَسوَةَ ولَدِهِ معَ المَوْتَى!! .
والمَيْتُ يا دَولَةَ الرَّئِيسِ،لا يُفَرِّقُ بينَ مَنْ أعَادَهُ إلَى قَبْرِهِ، أمْ مَنْ تَرَكَهُ فِي العَرَاءِ ، فهو حَتْمًا سَيَرْحَلُ عَنْ الدُنْيا عُرْيانًا فِي كلِّ الأحْوَالِ .
دَوْلَةَ الرَّئِيسِ الأكْرَمِ : إنّ مُعَالجَةَ الوَضْعِ الاقتِصَادِيَّ والمَالِيَّ المُتَرَدِّي فِي بَلدِنَا ،.،ومُكُافَحَةِ الفَسادِ بِشَتَّى صُورِهِ وأشكالِه ،والقضاءِ على البِطالَةِ والغلاءِ والفقرِ والتسيبِ الوظيفيِّ ،الذِي يُعْتَبَرُ ثمرةَ السِياساتِ الرَّسْمِيَّةِ للحُكوماتِ المُتعَاقبَةِ ،والتِي جرَّتْ البِلادَ إلى اخطرِ أزْمَةٍ ماليَّةٍ واقتصَادِيَّةٍ مُنذُ نِهايَة ثمانينات القرن الماضي ،لا يتحققُ برفعِ الأسعارِ وتَحَمُّلِ المُواطنِ المزيدَ مِنَ المُعَانَاةِ.
فإصلاحُ أوضاعِ البِلادِ المُتَرَدِّيةِ ليستْ مسئوليةُ الشَّعبِ بأنْ يُفرضَ عليهِ المزيدُ مِنَ الأعباءِ مِنْ ضرائِبَ و زيادةٍ فِي الأسعارِ وإنَّما مَسئوليةُ الدَّوْلَةِ التِي مِنَ المُفتَرَضِ أنْ تضعَ سياساتٍ اقتصاديَّةٍ وتنمويَّةٍ مسئولة لمعالجةِ الضائِقةِ المَالِيَّةِ لا سِياساتٍ عَشوائِيةٍ مُتخَبِطةٍ.
دَوْلَةَ الرَّئِيسِ :هلْ إصلاحُ أوضاعِ البِلادِ الاقتصادِيَّةِ المُترديةِ ، يكونُ بالتغولِ علَى جيب المُواطنِ لطمأنةِ صندوق النكد الدولي والمؤسساتِ الإقليمية والدوليَّةِ المَانِحةِ ؟ وهلْ المِصْداقيّةُ والأمانةُ والقَسَمُ الذِي تَعهدْتُمْ بِهِ أمامَ جَلالةِ المَلِكِ يَقتضِي التَعَدِّي علَى لُقمَةِ عَيشِ المُواطِنِ ونورِهِ وشَرْبَةَ مَائِهِ ، وهلْ هوَ مِنْ الَواجباتِ المَوكُولَةِ إليكم بأمانة وإخلاص ؟ إذا كانَ الجَوابُ نَعَمْ ، ألَا يكونُ ذلِكَ افتئاتٌ وتحدٍ صارخُ لتلك التوجيهاتِ فِي التخفيفِ مِنْ مُعاناةِ المُواطنِ ؟.
اعلم يا دولة الرئيس أن الشعب يجوع ،والحيتان والهوامير يشكون زحمة التخمة ولا يشبعون أبدا ,يسرقون بلادهم كالقطيع ، هم كجنهم كلما يقال لها هل امتلأت ؟تقول هل من مزيد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات