يا مولاي لا نريد برلمانا من الأرجوزات


مجلس النواب الأردني انتهت مهمته حاله كحال "المرحوم" المجلس السابق ، وقد فعل المجلس نفس أفعال المجلس السابق وقد يرجع ذلك إلى الجينات المكونة لهذه المجالس فكلا المجلسين دفع ضعفهم الوطن إلى الهاوية والإفلاس والفشل.

وإذا كان المجلس لا يملك قراره ويقع تحت وصاية جهة أخرى متنفذة تأمر فتطاع و تدير المجلس من وراء حجاب وتستطيع أن تغير قراره خلال ساعات معدودة، فإذا كان الأمر كذلك فما جدوى هكذا مجالس نيابية وهل الشعب الأردني بحاجة لمثل هكذا مجالس ،باعتقادي انه لا داعي لمجلس نواب بهكذا مواصفات ،فالحكومة تقوم بالواجب وزيادة ،لأنها أخذت دور النواب ولا يوجد قرار بيد مجلس النواب ،بعدما أصبح ألعوبة بيدها توجهه كيفما تريد وأينما ترغب وضد من ترغب ،فأي قانون ترضى عنه الحكومة تحيله إلى مجلس النواب للتصويت عليه بعدما تضمن الموافقة عليه ،وإذا لم ترض عنه ويخالف رغباتها تبقيه حبيسا في أدراجها .

وقد رأينا أن مجلس النواب لم يستطع أعضاؤه احترام أنفسهم ،عندما قاموا بالتصويت على قانون في الصباح ثم عادوا في المساء وصوتوا على تغيره.

البرلمان الذي يدار من أشخاص يُعَدون على أصابع اليد الواحدة ، لا يمكن أن يكون برلماناً يضع الشعب ثقته فيه ،وأن يأمن على مصالحه معه ،وطريقه تعاطيهم بانتقائيه مع القوانين التي تمس وتخدم المواطن البائس.

فهو إطارٌ أو بروازٌ للحكومةِ ،بل ديكورٌ للزينةِ ،وأعضاؤه دُمىً لتجميلِ ،وجهِ الحكومةِ الذي أفسده الدهر ،لقد تحول النوَّاب إلى شخوصٍ (هلاميَّة) ؟! تلك التي عبَّر عنها الرسول – صلى الله عليه وسلم – بقوله frown emoticon ولكنكم غثاء ؟!].

لقد تحولَ برلماننا إلى زائدةٍ دوديةٍ للسلطةِ التنفيذيةِ،تحوَّلَ إلى مكانٍ تقضي فيه الحكومةُ حاجَتَها عندَ اللزومِ. أليستْ مهمةُ البرلمانِ البصمَ على مراسيمَ وقوانينَ تأتيهم جاهزةً من الحكومةِ.

نحن في وضعٍ لا يمكنُ أنْ نتحدثَ فيهِ إلا عنْ برلمان( مُشَفَّر) تأتي به الحكومةُ وتصطنعهُ على عينِها "handmade" وبمقاسها ، فتحوَّل أعضاءَهُ من خدمةٍ للوطنِ إلى نقمةٍ على الوطنٍ ،برلمانٌ لا علاقةَ لهُ بالرقابةِ ولا بالتشريعِ ،له علاقةٌ بقولِ واحدٍ أنْ يقولَ : آمين ،لا لله ،وإنَّما للحكومةِ فقطْ.

فهل يقبلُ الشعب أن يضع مصيره ومقدراتِه وحياتِه في يد حِفنةٍ من المغامرين المقامرين المتسلّين بمصير الشعب ,التي قادتنا نحو الدمار من أجل أطماعٍ شيطانيةٍ وتطلعاتٍ شخصيةٍ وأغراضٍ وصولية ؟

نعم ، إنَّ برلماناتنا تعيشُ حالةَ موتٍ سياسيّ ، بسببِ عجزِهاِ عنْ تقديمِ أيِّ إشباعٍ ديمقراطيّ أو اقتصاديٍّ ، أو حتى مِنْ زَاوِيَةِ الكرامةِ الوطنيِّة.

لهذا كله أصرخ وأنادي وأقول لا نريد برلمانا يشبه أفراده الدمى المتحركة ويناصب أفراده العداء لأبناء شعبه لكي لا نصاب بخيبة أمل أخرى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات