عقيدة الفوضى والفساد
كنت لفترة طويلة كما الكثير من المواطنين العرب, يعتقد أن الفوضى والفساد التي تعيشها بلادنا العربية كافة, ما هي إلا مجرد سوء تخطيط وتدبير, ووضع الرجل غير المناسب في مواقع المسؤولية كافة, بالواسطة والمحسوبية والشللية؛ لإدارة كافة مؤسسات الدولة: الكبرى منها, والصغرى بدون أدنى دراية, أو كفاءة, أو فطنة, أو أمانة, أو إخلاص, فتكون النتائج دائما الأسوأ, فلا الدول ملتزمة في سياساتها بخط معين وواضح, أو هدف أو غاية, ولا الحكومات, ولا الوزارت ولا التعليم بشقيه الأساسي والعالي...الخ, فينسب الناس هذا السوء لعدم كفاءة المسؤولين بالمسؤولية المناطة بهم, وتداخل المهام وعدم الانسجام, وغياب الاستراتيجية الواضحة بمؤسسات الدولة الهامة والحيوية بشكل خاص, والحكومات والدول بشكل عام, والتخبط في كل شيء...؟! حتى اعتقد الكثيرون وأنا منهم أن المعجزة الإلهية هي فقط التي تحفظ دولنا من الانهيار..؟ رغم أن عصر المعجزات قد انتهى منذ عهد النبوة.
ولكن بعد التدبر والتأمل " وهي عبادة أمرنا الله بها لحكمة وغاية " ومن خلال المقارنة بين كل الدول العربية من المحيط إلى الخليج بدون استثناء....سنخرج بنتيجة واحدة وحتمية لا مفرّ منها وهي: إن الفوضى العارمة في الإدارة والسياسة وغياب الرؤية والاستراتيجية والأهداف, وتفاصيل حياة الإنسان العربي ومعاناته من فساد ونهب للخيرات, وتبديد وضياع للثروات؛ ما هي إلا عقيدة منهجية منظمة راسخة كالجبال, بل وتلاحظ أن هذه السمات هي سمات مشتركة ومتداخلة في كل دولنا, وذات نتائج واضحة وواحدة, فتخالها من مقومات الوحدة العربية, والرابط بين الدول وسياساتها, على الرغم من وهم وسراب اختلافها وتناقضها, والذي يعد أساسيا من هذه العقيدة ....؟! نعم نخلص ونخرج إلى أن الفلسفة واحدة... ومن مدرسة واحدة... ثم من معلم واحد..؟!
وإذا ما مارسنا عبادة التأمل والتدبر في النتائج, فسنجدها عند جميع المواطنين العرب واحدة...من إحباط..ويأس..وتشتت..وعجز..وخوف من المستقبل المجهول, وثقافة الكراهية ابتداءً من كراهية الذات إلى كراهية الماضي, إلى كراهية الآخر, إلى كراهية كل مكونات المجتمع الواحد, سواء على مستوى الدولة الواحدة, أو بين الدول.. وشعور المواطن العربي بالاغتراب داخل وطنه.. والتفكير والحلم بالهجرة إلى العالم الغربي؛ عالم الأحلام والرقي والتمدن...؟! ولا أدري لو أن بلاد الغرب فتحت أبواب الهجرة للعرب لفرغت بلادنا إلا من العجزة..؟
نعم هذا ما يشغل بال المواطن العربي..من المحيط إلى الخليج..
إذا القضية ليست صدفة, ولا نبوءة, القضية وحدة الأسباب والمسببات والنتائج...؟؟!! فلا يمكن أن تكون هذه الفوضى إلا منهجية ومنظمة, بل هي العقيدة الراسخة من المدرسة الناصحة, والمعلم القدوة الذي نطيعه ونحرص على رضاه للحصول على العلامة الكاملة وبامتياز...نعم أحبتي إنها عقيدة الفوضى والفساد.
rawwad2010@yahoo.com
كنت لفترة طويلة كما الكثير من المواطنين العرب, يعتقد أن الفوضى والفساد التي تعيشها بلادنا العربية كافة, ما هي إلا مجرد سوء تخطيط وتدبير, ووضع الرجل غير المناسب في مواقع المسؤولية كافة, بالواسطة والمحسوبية والشللية؛ لإدارة كافة مؤسسات الدولة: الكبرى منها, والصغرى بدون أدنى دراية, أو كفاءة, أو فطنة, أو أمانة, أو إخلاص, فتكون النتائج دائما الأسوأ, فلا الدول ملتزمة في سياساتها بخط معين وواضح, أو هدف أو غاية, ولا الحكومات, ولا الوزارت ولا التعليم بشقيه الأساسي والعالي...الخ, فينسب الناس هذا السوء لعدم كفاءة المسؤولين بالمسؤولية المناطة بهم, وتداخل المهام وعدم الانسجام, وغياب الاستراتيجية الواضحة بمؤسسات الدولة الهامة والحيوية بشكل خاص, والحكومات والدول بشكل عام, والتخبط في كل شيء...؟! حتى اعتقد الكثيرون وأنا منهم أن المعجزة الإلهية هي فقط التي تحفظ دولنا من الانهيار..؟ رغم أن عصر المعجزات قد انتهى منذ عهد النبوة.
ولكن بعد التدبر والتأمل " وهي عبادة أمرنا الله بها لحكمة وغاية " ومن خلال المقارنة بين كل الدول العربية من المحيط إلى الخليج بدون استثناء....سنخرج بنتيجة واحدة وحتمية لا مفرّ منها وهي: إن الفوضى العارمة في الإدارة والسياسة وغياب الرؤية والاستراتيجية والأهداف, وتفاصيل حياة الإنسان العربي ومعاناته من فساد ونهب للخيرات, وتبديد وضياع للثروات؛ ما هي إلا عقيدة منهجية منظمة راسخة كالجبال, بل وتلاحظ أن هذه السمات هي سمات مشتركة ومتداخلة في كل دولنا, وذات نتائج واضحة وواحدة, فتخالها من مقومات الوحدة العربية, والرابط بين الدول وسياساتها, على الرغم من وهم وسراب اختلافها وتناقضها, والذي يعد أساسيا من هذه العقيدة ....؟! نعم نخلص ونخرج إلى أن الفلسفة واحدة... ومن مدرسة واحدة... ثم من معلم واحد..؟!
وإذا ما مارسنا عبادة التأمل والتدبر في النتائج, فسنجدها عند جميع المواطنين العرب واحدة...من إحباط..ويأس..وتشتت..وعجز..وخوف من المستقبل المجهول, وثقافة الكراهية ابتداءً من كراهية الذات إلى كراهية الماضي, إلى كراهية الآخر, إلى كراهية كل مكونات المجتمع الواحد, سواء على مستوى الدولة الواحدة, أو بين الدول.. وشعور المواطن العربي بالاغتراب داخل وطنه.. والتفكير والحلم بالهجرة إلى العالم الغربي؛ عالم الأحلام والرقي والتمدن...؟! ولا أدري لو أن بلاد الغرب فتحت أبواب الهجرة للعرب لفرغت بلادنا إلا من العجزة..؟
نعم هذا ما يشغل بال المواطن العربي..من المحيط إلى الخليج..
إذا القضية ليست صدفة, ولا نبوءة, القضية وحدة الأسباب والمسببات والنتائج...؟؟!! فلا يمكن أن تكون هذه الفوضى إلا منهجية ومنظمة, بل هي العقيدة الراسخة من المدرسة الناصحة, والمعلم القدوة الذي نطيعه ونحرص على رضاه للحصول على العلامة الكاملة وبامتياز...نعم أحبتي إنها عقيدة الفوضى والفساد.
rawwad2010@yahoo.com
تعليقات القراء
اشكرك على هذا المقال والى الامام
لقد اعجبني وصفك للأمر الذي نعيش بالعقيدة الراسخة
العقيدة التي آمنن بها من أراد لنا ذلك
والذي يؤكد هذا الأمر الدعم المتواصل من الغربين الذين ينادون بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وفي نفس الوقت يدعمون الانظمة القمعية بالاموال بحجة التنمية وهم يعلمون سلفا أنه دعما للمفسدين والمؤمنين بعقيدة الفوضى والفساد التي وصفتها واجدت بها..
بل ان هذه الارصدة للفاسدين تودع في بموكهم ومع ذلك يدعمونهم بحجة المنح للدولة الفقيرة
وبحجة المنح للمشاريع التنموية وبحجة التخلص من الفقر ونشر التعليم وكل ذلك خزعبلات ووهم
كما أعجبني التأمل والتدبر في الاوضاع التي نعيش
وحقيقة نعم ونعم أ ن تكون هذه الفوضى التي نعيش والفساد وغياب التنمية والتي لو استغلت مقدرات الامة بما نسبته 30% لما كان هذا حالنا
كما ولو انفقت الاموال المنهوبة والمسروقة والمبددة وغير المستغلة...ولو ربعها لتغير واقع التنمية في بلادنا بشكل كبير
نعم يا صديقي العزيز.
هي عقيدة وراسخة في بلادنا ولها مؤسساته وازلامها...وابواقها..واقلامها
والنتيجة واحدة وواضحة
وهي قتل روح الانتماء ونشر ثقافة اليأس..والاحباط
وقتل الفضائل والامانة وانتشار الرشوة....
وصدقني اتمنى الهجرة في كل يوم
على اقلها عندما تشعر بالاغتراب فلن تحزن لأنك غريب حقا
ومقال رائع وجميل ويستحق القراءة والتأمل
شكرا لك وامتعنا دائما بكل جديد
أما أن تسمى الحالة التي تعيشها الشعوب العربية بعقيدة الفوضى فأنا مع إحترامي الشديد لك سيدي أختلف معك..
التجربة العربية هي نتيجة لمجموعة من التراكمات التاريخية بدءا" من عصر الجاهلية الأولى فالعصر الإسلامي الأول ثم دولة الخلافة الأموية فالعباسية وتوالت الى أن جاءت الخلافة العثمانية والتي إمتدت لقرون عديدة ... وخلال تلك الفترة الزمنية الطويلة .. دخلت أفكار ولغات وعادات وثقافات غريبة ... بعضها أثرى الثقافة العربية والبعض الآخر ساهم في إنحطاطها ... فدخلت الرطانة الى اللغة ... والطقوس الدينية الشركية الى الدين ... ومن ثم وفي نهايات الدولة العثمانية عادت الجاهلية من جديد والأدل على ذلك عودة الغزو يبن القبائل البدوية ... وعودة الرق والعبودية .... وتركزت الحركة العمرانية والحضارية ضمن حدود مركز السلطنة في تركيا ... وفي بعض المناطق شبه المستقلة كمصر مثلا" أما البقية الباقية فعادت تعيش عصور ما قبل الإسلام والحضارة الإسلامية التي ساهم بها بنو أمية وبنو العباس .....
ثم جاءت فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى وإنهيار الدولة العثمانية وما رافقها من سيطرة للدول الأوروبية على شكل إنتداب أو إحتلال أو سمه ما شئت على البلاد العربية ... كان من نتيجته تقطيع أوصال هذه البلاد ... والتجربة البديلة والوحيدة للدولة العثمانية هي المملكة العربية ضمن مشروع النهضة العربية التي نادى بها الشريف الحسين بن علي وأحرار العرب تم وأدها في مهدها لتعارضها مع المصالح الشخصية لزعامات كانت تبحث عن السلطة في الحجاز والعراق والشام .... فتخيل لو أننا نعيش ضمن حدود دولة تمتد من حدود تركيا شمالا" الى بحر العرب جنوبا ومن حدود إيران ( جبال زاغروس ) الى البحر الأحمر والبحر المتوسط ... مستثنيا" بذلك الجناح الأفريقي العربي ... تخيل ... سيكون وضعنا كما يلي:
- لن يكون هنالك وجود لإسرائيل
- لن يكون هنالك وجود لزعامات بأفكار دخيلة من إشتراكية وشيوعية ساهمت في تدمير مقدرات العرب بالتهور تارة والفساد تارة" أخرى
- لن يكون هنالك صدام حسين بإعلانه الحرب على إيران وغزو الكويت وتدمير العراق وإعادتنا الى الخلف سنوات عديدة
- لن يكون هنالك هدر للثروة العربية على الخيول والهجن وجزر البحر والسيارات الفارهة وإستيراد الرق الأبيض من روسيا وأكرانيا
- لن يكون هنالك عنصرية بغيضة أو إقليمية بتقسيم الجنسيات الى سوري وسعودي وأردني وفلسطيني ويمني وعراقي
- ستعيش الأديان والمذاهب في وئام
- سيكون بترول الخليج وماء الشام وربيعه متكاملا"
- سيختفي الفقر والجوع والحرمان والبطالة
تخيل دولة تضم كل من المعالم النالية :
مكة المكرمة - المدينة المنورة - بغداد - دمشق - عمان - اللأذقية - عدن - دبي - مسقط - الرياض - وغيرها من جبال وبحيرات وبحار .....
ماذا يبقى للثقافة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تحية طيبة وبعد
لقد أثلجت صدري بتعليقكم الغني بالمعلومات القيمة والاحلام الجميلة بأمة واحدة عظيمة تكتمل فيها كل مقومات العظمة والعزة والقوة..وتفرض الاحترام لها كما كنا في عهود سابقة...
ولعلي أتذكر الخليفة العباسي هارون الرشيد الذي كان يخاطب السحاب بقوله: " اذهبي أنّ شئت فأن خراجك راجع لي" في اشارة إلى اتساع رقعة الدولة وفع الدول المجاورة للجزية عن يد وهم صاغرون..؟؟!! كما أتذكر رد الخليفة هارون الرشيد على رسالة نكفور امبراطور الروم عندما ارسل لهارون الرشيد سالة يطالبه برد الجزية التي كان يأخذها من دولته عندما كانت تحكمهم امرأة...حيث أرسل له رسالة على ظهر رسالته اهانة لنكفور وكتب له عبارة واحدة فقط : " من هارون الرشيد إلى نكفور كلب الروم جاوابي ما تراه لا ما تسنعه "
نعم أيها الفاضل...وأحترم وجهة نظرك بشأن تسمية العقيدة...ولكن أخي الكريم ألا ترى إن ما يحدث في بلادنا وبشكل متواصل وبنفس الخط..وبنفس الاتزان والتدرج في حالة السوء التي نعيش..وفي كل مناحي الحياة...كما هي وحدة النتائج...عند الغالبية العظمى من العرب ..ألا ترى أنها ممنهجة وراسخة عند من يؤمنون بها الا ترى بأنها عقيدة لوحدة أسبابها ومسبباتها ونتائجها....؟!
بل أن البعض قد يموت لأجلها أو من ينوب عنها فيدفع حياتها ثمنا لها..
على كل هي اجتهاد من بعد تدبر تأمل ...وقد يتوافق معي البعض وقد يختلف..وكلاهما مفيد وايجابي.
مرة أخرى كل الشكر والتقدير على مداخلتك الرائعة
بس حبيت القراء يمارسوا عبادة التأمل والتدبر في سيادة تركيا وشجاعتها
والاعتذار الصريح القادم بعد التهديد
في الموعد الدقيق التاسعة مساء والا
فما كان من اليهود مفر لأنهم يعرفون صدق التهديد التركي
اما العرب ..........؟؟؟؟؟!!!!
جعجعة بلا طحن
أسد علي وفي الحروب نعامة
تحيا تركيا
وقررت اطلق على مولودي القادم
اوردغان تيمنا بشخص رئيس وزراء تركيا الرجل ابن الرجل
شكرا لك حسان الرواد وعلى نهجك وخطك الثابت
عقيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييد
يسلمو يا امييييييييييييييييييييييييييير
جراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااسا
وصارت الفوضى نهجا متبع في كل الدول العربي ومع الاسف الشديد
بالتوفيق
والله بتحكي ذهب .......
يسلمو الايادي
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
بس للأف احنا يالعرب ما عنا تقدير لهلكلام
ولو انهم بحطو الرجل المناسب في المكان المناسب ما بصير حالنا هيك...