عولمة الفكر الارهابي


يعيش العالم اليوم نظاما عالميا جديدا في ظل ثورة الاتصالات مما جعله قرية كونية صغيرة أثرت على معظم القيم السائدة في المجتمعات بتأثيراتها الإيجابية والسلبية، ولا سيما في المجال الفكري للفرد حيث أصبح هدفًا سهلًا للميل والغواية به تحت مسميات ودعاوى مذهبية منافية للفطرة السليمة وخارجة عن نطاق العقول السوية التي تعيش عصر المتناقضات بين الأصالة والمعاصرة، وبين التقريب والتحديث، والحريّة والاستبداد، والتطرّف والتكفير ،وهذا كله مقدمة لالغاء النسيج الاجتماعي للشعوب وتدمير الهويات القومية والثقافية ، وزيادة الدول القوية غنى وزيادة الفقيرة فقرا وانتشار ظاهرة الفقر المدقع والثراء الفاحش في معظم البلدان ، وصناعة العولمة لم تستفد منها اقتصاديات الدول بقدر ما استفادت منها التنظيمات الارهابية المتطرفة في العالم في جعلها نافذة للتحريض الايدلوجي وعلى الصراع بين الحضارات والاديان والتي حققت مبدأ عولمة الفكر الارهابي حيث اصبحت العديد من مواقع الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات الاعلامية ساحات لتجنيد واستقطاب الشباب الذين لا يملكون الوعي الكافي فيتحولون في ليلة وضحاها الى نار وقودها الابرياء من ابناء جلدتهم .

أولويتنا الملحة اليوم تأمين وتحصين العقل البشري ضد أي نوع من أنواع الانحراف والتطرفبهدف تحقيق الأمن الفكري الذي يعد حماية للثوابت الوطنية واستقامة السلوك، وإثبات الولاء والانتماء حيث يؤدي بذلك إلى وحدة التلاحم والترابط في المجتمع , ومناهج التعليم من أهم وسائل نشر الوعي الفكري لدى الطلاب وحمايتهم من الانحراف من خلال مناهج التربية الوطنية التي يمكن استغلالها في ترسيخ مبادئ المواطنة الصادقة والدفاع عنها من خلال تنمية الوعي الأمني والتثقيفي ، والاسرة عليها دور كبير فهي التي تراقب تصرفات أبنائها وتُقوّم مسار تربيتهم في الاتجاه الصحيح وهي التي تمنعهم من الانجرار إلى التطرف والارهاب باختيارها لهم التعليم المناسب وتنمية حب الوطن في قلوبهم.


جملة القول، أن نتائج الفكر المتطرف تهدد الجميع وخطر الارهاب لا يستثني أحدا"ومواجهته مسؤوليتنا جميعا"، وتعزيز الإنتماء لهذا الوطن أصبح أمراً حتمياً لا يتحمل التهاون أو التكاسل لحماية الوطن والمواطن من هذه الجماعاتالإرهابية المتطرفة التي تعمل جاهدة من أجل تحقيق أهدافها وطموحاتها الإجرامية عبر استخدام كافة الوسائل التقنية للوصول إلى المستهدفين والتغرير بهم، والمطلوب رؤية موحدة ودورا" متكاملا" لجميع مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات التعليم والاعلام تدين وتستنكر كل مايهدد أمن واستقرار الاردن وضرورة مساندة القوات المسلحة وكافة الاجهزة الامنية عبر نبذ كل ما هو دخيل على مجتمعنا والاسهام في توعية الجيل وتحصين فكره .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات