جراسا -

يدين حزب الوسط الاسلامي وبناء على ما تناءى عن منع بناء المآذن في سويسرا نتيجة استفتاء شعبي أجري بضغط من بعض الأحزاب اليمينية في الاتحاد السويسري حيث تبلغ نسبة المسلمين في سويسرا (5%) وإننا اذ ندين هذا الإجراء الذي يؤثر على صورة سويسرا الديمقراطية في العالم الاسلامي الذي يكن احتراما خاصا للاتحاد السويسري والذي التزم بحياد ايجابي تجاه الاقليات العرقية والدينية، ونعتقد بصدور هذا القرار فقد انحازت سويسرا لقوى التطرف الظلامية اليمينية التي تمارس تمييزا ضد الاقليات الدينية والتي ستأتي على نتائج تزيد الكراهية بين اصحاب الديانات وسيترتب على ذلك نتائج لا يحمد عقباها.

إن القرار الذي صدر عن الاتحاد السويسري لم يكن منسجما مع المادة 72 من الدستور السويسري والذي ينص على ان الدولة تضمن حرية مطلقة لممارسة الديانات وربما لم تدرك الجماعات التي نادت بالمنع في حزبي الشعب والمسيحي اليميني وهما حزبان يمينيان يناصبان العداء لكل الاقليات في سويسرا ضمن العداء الذي يناصبه اليمين المتطرف في أوروبا للاقليات الاسلامية أن القرار قد أضر بمصالح سويسرا في العالمين العربي والاسلامي.

إن ما يقال أن المآذن هي ليست جزءا من المسجد وأن دورها اقتصر على الاذان كلام غير صحيح حيث تمثل الماذن في البلاد غير الإسلامية وسيلة للتعرف على المساجد لكل المسلمين الذين يزورون هذه الدول أو الذين يبحثون عن مكان للعبادة كما أصبحت تمثل جزءاً من الثقافة الإسلامية.
إن حزب الوسط الاسلامي ليذكر بسماحة ديننا الحنيف بالتعامل مع الأقليات غير الإسلامية وتفاعله مع الثقافات الاخرى في الأزمان التي حكم فيها المسلمون جزءا هاما من أوروبا، حيث أظهر المسلمون تسامحا مع سواهم من أصحاب الديانات الأخرى وكانو سندا لكل المضطهدين من الديانات الأخرى.

ونذكر في ذات الوقت بمستوى الحرية للاقليات الدينية في العالم الاسلامي حيث تتمتع الاقليات المسيحية بسقف عال من الحرية وتحظى بسقف عال من الاحترام وتمارس طقوسها الدينية بحرية كبيرة.

إن الحزب يدعو الحكومات الاسلامية والمنظمات الدولية وعلى رأسها الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان والمنظمات الإقليمية الدولية والجامعه العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والنخب الاسلامية إلى تحرك مدروس تجاه هذا القرار لكي لا يمر بسهولة ويكون بداية لمنع آخر يعصف بحرية الأقليات الإسلامية في أوروبا وغيرها، ويمارس من قبل جماعات اخرى في أماكن أخرى في العالم، ولكي لا يذكي هذا القرار روح العداء التي استشرت خلال العقدين الاخيرين، راجين السعي من العقلاء في أوروبا حكاماً وشعوباً إلى إطفاء نار الضغينة التي ربما ستتولد بجريرة هذا القرار .
راجين من الله العون وأن يحفظ الله المسلمين في كل البقاع وأن يلهمهم الصبر وتجاوز الظلم.