الملك يحمل رسالة الاسلام لقادة "الاديان" في العالم .. ويضع الامة أمام مسؤولياتها


جراسا -

المحلل السياسي - جاءت مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني في المؤتمر الخامس لقادة الأديان العالمية والتقليدية المنعقد في العاصمة الكازاخستانية، أستانا، وكلمته التي لاقت ترحيبا كبيرا من الحضور، ضمن حراك جلالته السياسي الدؤوب، كملك هاشمي يجسد مسؤوليات تاريخية، لحمل رسالة الاسلام السمح، الى مختلف بقاع الارض، وازالة ما علق عليها بفعل قلة خارجة عن الامة، في مسؤولية تاريخية لم يتصدى لها رعيم عربي كما تصدى جلالة الملك الهاشمي.

ووضع جلالته في كلمته، الامتين العربية والاسلامية، أمام مسؤولياتها التاريخية، لمواجهة ظاهرتي الارهاب والتطرف اللتين تسعيان لتشويه دين الامة، مؤكدا أن المعركة ضد الارهاب، هي معركة الامة، وأن مواجهة هذا الخطر يجب ان يتحمله ابناء الامة .

وجاء خطاب الملك في استانا كعادته، مكاشفاً، واضعا النقاط على الحروف، بأن هذه الفئة التي ضلت، لا يمكن اسقاطها بحال من الاحوال على أمة من مليار ونصف المليار مسلم، الا أن جلالته أوضح أن قطرة من السم يمكن أن تسمم بئرا بأكمله، مبينا أن هذه العصابات منحت نفسها مطلق الحرية لتحريف كلام الله واستغلاله لتحقيق مآربها المنحرفة.

الملك، شرّح مشكلة الارهاب، وعصابات الخوارج، التي تعصف بالمنطقة، واضعا في ذات الوقت الحلول لها، وبين الحاجة الى وضع نهج شمولي لمعالجة الظروف التي تستغلها الجماعات الإرهابية لنشر تطرفها، عبر تحقيق الازدهار وخلق الفرص، للمجتمعات والمجموعات ضعيفة التحصين، خصوصا الشباب.

كما ركز جلالته على ضرورة اغلاق الفجوات التي يتسرب منها الفكر المتطرف، عبر ضرورة الالتزام الدولي بتخفيف المعاناة في مناطق الأزمات ودعم الحلول السياسية، مؤكدا ضرورة ايجاد دعم عالمي، يبعث برسالة حاسمة مفادها أن المحتاجين والمحرومين من الناس لم يُتركوا وحدهم !، في رسالة من جلالته الى العالم بعدم ترك من الت ظروف بلدناهم، يقعون فريسة للفكر المتطرف، والمتطرفين.

وبرر جلالته اسباب بذل الجهود الخيرة لتحقيق السلام والعدالة أن من واجب البشر الالتزام بوصيتين من وصايا الأديان: أن تحب الله، وتحب جارك، موضحا جلالته ان هذا هو أساس حفظ كرامة البشر بلا استثناء، والتسامح، والتعايش، وصدق الإيمان.

وتساءل جلالته: من منا يحب جاره حقا؟ من منا يتجاوز الخلاف والاختلاف ويتقبل الآخر ويحبه؟ ومن منا يضع محبة الله فوق كل اعتبار؟ ..واردف الملك :ان الدين الاسلامي وجوهره لا يحض على العنف أو الكراهية ولا يقبلهما، بل إن من أسماء الله الحسنى في الإسلام الرحمن والرحيم، وتحيتنا السلام عليكم – وهي دعاء بأن ينعم من نخاطبه بالسلام.

وتلا جلالة الملك اية من الذكر الحكيم على المجتمعين في مؤتمر الاستانا بسم الله الرحمن الرحيم، (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّا) .. مبينا جلالته أن الدين الاسلامي يعلمنا الصواب من الخطأ .. فمن الخطأ إهانة وعدم احترام الدين .. ومن الخطأ التمييز ضد الآخرين واضطهادهم.. ومن الخطأ تدنيس أماكن العبادة.. ومن الصواب أن نحترم وندعم بعضنا البعض.. وأن نرأف بالآخرين ونعطف عليهم، وأن نعمل معا من أجل خير الجميع.!

وختم جلالته كلمته بالتنويه الى ان الأديان الكبرى خاضت في فترات مختلفة معارك ضد هذا الشر، داعيا جلالته المجتمع الدولي الى ضرورة ادراك هذا الواقع ومواجهته.

جلالة الملك، لا يترك منبرا، ومحفلا دوليا، لايصال رسالة الاسلام العظيم الى شتى بقاع الارض، الا يصله، ويصل معه الليل بالنهار مدافعا عن قيم الامة، ومبادئها، ودينها الحنيف، فما كان جزاء الله للاردن الا أن ابقاه محفوظا بامنه ورعايته، بلدا للحشد والرباط، ما مسه ضير طالما كانت قيادته وشعبه مدافعين عن دين ربهم، رافعين راياته فوق كل راية وغاية .

كما تجسد مشاركات جلالته وحضوره الهام والفاعل في مختلف المحافل الدولية، صورة قائد عربي غيور على دينه ، واثق برسالة امته، وعدالتها، التي مهما سعت فئة ضالة لتشويهه الا انه باق دينا للعدل والسلام والحق حتى قيام الساعة !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات