دولةُ جوجلَ اليهوديّةِ بقلم طارق الكرمي


جراسا -

قبلَ أيّامٍ قليلةٍ قرأتُ أنَّ "سيرجي برين" وهو مليارديرٌ يهوديٌّ شابٌ  وأحدُ مالكي شركةِ "جوجلَ" العملاقةِ قد تبرّعَ بمبلغٍ ماليٍّ (مليونُ دولارَ) مقتطعٍ من أصلِ 16بليونَ دولارٍ(مجملُ ثروتهِ) لتوطينِ اليهودِ في فلسطينَ.حسنٌ ولكنْ هلْ يعلمُ "سيرجي برين" أنَّ العلبةَ المُسمّاةَ (فلسطينُ ربعٌ) و(إسرائيلُالثلاُثةُ أرباعٍ) ما عادَ فيها موطىءُ قدمِ النّملةِ..البيوتُ العُلبُ..الجِدارُ البرلينيُّ العظيمُ..سماءٌ مُقفلةٌ حتّى عنِ الصّلواتِ..إلاّ إذا كانَ "سيرجي برين" يقصِدُ عقيدةَ الإبدالِ كما هيَّ الحركةُ الصُّهونيّةُ إبتدأتْ غيرَ مُنتهيةٍ من فكرةِ الترانسفيرِ واستبدالِ الحجرِ مكانَ البشرِ..إذاً ماذا يعني هذا المليارديرُ وما بُغيتُهُ مِن هذا الأمرِ.والمهمُّ أنّهُ (أي سيرجي برين) منْ سلالةِ روسيينَ قياصرةٍ أيْ من المفترضِ أنَّ أرضاً كفلسطينَ لا تعنيهِ طبيعيّاً بخلافِ لو كانَ مِنَ الأسباطِ. ولا أعتقدُ أنّهُ أصبحَ حاخاماً بذوائبَ من أسلاكِ شبكةِ الإنترنتِّ وخادمَ للهِ في البشريّةِ الرّقميّةِ.أو مُجدِّدَ مطمعَ "هيرتزلَ".

طبعاً وقد غادرَ أو خرجَ "برينُ" وأسرتَهُ من "روسيا" قبلَ أعوامٍ ثلاثينَ واستوطنوا "أمريكا". لا بأسَ فأمريكا هي بلادُ مستوطنينَ ورعاةُ أبقارٍ وكاوبويَ أي فلسطينَ هي أمريكا هنودٍ فلسطينيينَ..وأمريكا هي فلسطينُ هنودٍ حمرٍ..المعادلةُ جليّةٌ فقد تمَّ استقطاعُ أراضٍ واستقطاعُ بشرٍ من أجلِ مستوطنينَ جُدُدٍ وفي فلسطينَ تمَّ كذلكَ الأمرُ.

وإذا كانَ الأمرُ كلّهُ تمَّ على أساسِ المُعاداتِ للسّاميّةِ فماذا سنسمّي الأمرَ الآخرَ؟ فهل سيكونُ المعاداةُ للسّاميّةِ المُضادّةِ.

ولو استشارني "سيرجي برين" في الأمرِ لوفّرتُ عليهِ الكثيرَ. كانَ ممكنُ أن أقولَ لهُ اقتطعْ يا "سيرجي برين" ليهودكَ أرضاً في "روسيا" على بحرِ الكافيارِ. أو لربما نصحتهُ النّصيحةَ الأعظمَ أن يصنع لهم دولةً من الجوجلِ يسمّيها دولةُ جوجلَ اليهوديّةِ وأنْ يكونَ القيصرَ عليهمْ فيها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات