استراتيجية التعليم العالي في الأردن
يحق للمرء التساؤل عن حقيقة وجود استراتيجية للتعليم العالي في بلدنا الحبيب ، استراتيجية تتبعها كل مؤسسات التعليم العالي في الأردن, من جامعات: حكومية كانت ,أم خاصة, تضعها مؤسسة واحدة تشرف عليها و ترسم ملامحها و خطوطها العريضة, و تكون لها صلاحيات واسعة في الجامعات ، كوزارة التعليم العالي, ولكن بنفوذ أكبر و أوسع .
و نحن هنا لا نتحدث عن شكليات و يوميات الجامعات, أو ما يتعلق بميزانية الجامعة وبناها التحتية, أو إدارتها بقدر ما نتحدث عن سياسات ثابتة و مرنة, و قواسم مشتركة بين الجامعات, تشعرك بتبعية هذه الجامعات إلى منهجية واستراتيجية وطنية واحدة تمثل الدولة الأردنية ، أكثر من تمثيلها لشخص هذا الرئيس أو ذاك ( مع كل الاحترام والتقدير لهم) ، بحيث يسير الرئيس السابق أواللاحق على نفس هذه الاستراتيجية, حتى وإن حدث تغيير في أسلوب الإدارة من رئيس إلى آخر يصب في مصلحة التطوير, و رفع جودة التعليم, و خدمة المجتمع بكافة مؤسساته الخاصة و العامة بما يعود بالنفع على الدولة والمواطن أولا و أخيرا .إضافة إلى ضرورة وجود تناغم كبير ومشترك في الخطط المستقبلية لهذه الجامعات وفلسفة التعليم والتوسع فيها, وحقيقة الأمر أن هناك غياب واضح فيما يتعلق بالتنسيق بين الجامعات بما يخص استراتجياتها. وغياب آخر في الاستراتيجية الوطنية الواحدة للتعليم العالي.
و سأسرد بعض الأمثلة التي تجسد هذا الخلل والغياب الواضح في التنسيق وسأبدأ بالأحدث:-
قررت الجامعة الأردنية أقدم الجامعات الرسمية في الأردن وأعرقها, تنفيذ خطة توسع لها تتضمن فتح فرع لها في مدينة العقبة , علما بأن هناك مشروع الجامعة الأمريكية المقرر في العقبة,وحديث عن جامعة ألمانية, إضافة إلى كلية العقبة الجامعية التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية, أما في محيطها فجامعة الحسين بن طلال والتي تعاني من أزمة مالية, وقريب منها جامعة الطفيلة والتي هي بدورها تعاني نفس الأزمة المالية.إضافة إلى كليات المجتمع في معان والشوبك والكلية التي قرر افتتاحها في إيل, وكلها تقع في محيط جغرافي واحد يمتاز بقلة الكثافة السكانية, والسؤال هنا. هل يوجد تنسيق مشترك بشأن التخصصات المطروحة, وأعداد الطلبة, وأسس القبول, وآلية التنافس بين هذه الجامعات من جهة, وبين الجامعات ووزارة التعليم العالي من جهة أخرى؟! بما يضمن مصالح كل الجامعات في المنطقة, أم كل يغني على ليلاه. ولماذا لا يقتصر فرع الجامعة الأردنية على طلبة الدراسات العليا فقط عندها سيكون انجازا حقيقيا وبامتياز؛ وذلك لأنه سيخدم فعليا أبناء محافظات الجنوب بالكامل الذين يضطرون للسفر إلى العاصمة عمان لإكمال دراستهم , بل ويخدم أيضا دول الخليج وبالأخص السعودية الأقرب إلى مدينة العقبة.
وجميل جدا, بل ورائع أيضا أن نرى في كل بلدة أردنية جامعة حكومية, أو خاصة, تدرس مختلف التخصصات, وتفسح فرصة التعليم لكل من أراد أن يتعلم, لكن يجب أن تكون هذه الجامعات ضمن منظومة وطنية شاملة, تضمن نجاح مشروع أي جامعة يتم تأسيسها, أو في طريقها إلى التأسيس, وأن يكون لكل جامعة ميزة خاصة تميزها عن الجامعات الأخرى, فيما يتعلق بالتخصصات المطروحة, وبرامج خدمة المجتمع المحلي, ومراعاة التطوير والتحديث, واستحداث التخصصات التي تتلاءم مع السوق المحلي, لا تخصصات عفا عليها الزمن أو (تخصصات الفزعات) التي تهدف إلى إرضاء طموحات فئات معينة؟! بل ويجب على كل هذه الجامعات أن تبحث وبشكل جدي عن الاستثمار, والتفكير بإيجاد مصادر دخل ثابتة للجامعة من خلال المشاريع الاستثمارية المختلفة مستغلة الأبحاث والدراسات التي يقدمها أعضاء هيئة التدريس, من خلال تفعيل البحث العلمي الأصيل, بدلا من بقائها معتمدة وبشكل كبير على القروض واستجداء الفتات من هنا وهناك, لسد جزءا بسيطا من احتياجات الجامعة, ويعلم الجميع أن رؤساء بعض الجامعات الحكومية يسابقون الزمن في كل شهر من أجل تحصيل رواتب العاملين فيها.
و أخيرا نقول نعم نريد مرجعية و استراتيجية واحدة, يقوم على وضعها و تحديدها نخبة من المفكرين و المختصين و الخبراء في بلدنا الحبيب و ما أكثرهم؛ استراتيجية تحدد الخطوط العامة للجامعات من خطط, ومشاريع توسع, وطرح التخصصات, والأهم هو التنسيق ووحدة المرجعية بما يضمن للتعليم العالي فلسفة واحدة و جودة واحدة .
rawwad2010@yahoo.com
يحق للمرء التساؤل عن حقيقة وجود استراتيجية للتعليم العالي في بلدنا الحبيب ، استراتيجية تتبعها كل مؤسسات التعليم العالي في الأردن, من جامعات: حكومية كانت ,أم خاصة, تضعها مؤسسة واحدة تشرف عليها و ترسم ملامحها و خطوطها العريضة, و تكون لها صلاحيات واسعة في الجامعات ، كوزارة التعليم العالي, ولكن بنفوذ أكبر و أوسع .
و نحن هنا لا نتحدث عن شكليات و يوميات الجامعات, أو ما يتعلق بميزانية الجامعة وبناها التحتية, أو إدارتها بقدر ما نتحدث عن سياسات ثابتة و مرنة, و قواسم مشتركة بين الجامعات, تشعرك بتبعية هذه الجامعات إلى منهجية واستراتيجية وطنية واحدة تمثل الدولة الأردنية ، أكثر من تمثيلها لشخص هذا الرئيس أو ذاك ( مع كل الاحترام والتقدير لهم) ، بحيث يسير الرئيس السابق أواللاحق على نفس هذه الاستراتيجية, حتى وإن حدث تغيير في أسلوب الإدارة من رئيس إلى آخر يصب في مصلحة التطوير, و رفع جودة التعليم, و خدمة المجتمع بكافة مؤسساته الخاصة و العامة بما يعود بالنفع على الدولة والمواطن أولا و أخيرا .إضافة إلى ضرورة وجود تناغم كبير ومشترك في الخطط المستقبلية لهذه الجامعات وفلسفة التعليم والتوسع فيها, وحقيقة الأمر أن هناك غياب واضح فيما يتعلق بالتنسيق بين الجامعات بما يخص استراتجياتها. وغياب آخر في الاستراتيجية الوطنية الواحدة للتعليم العالي.
و سأسرد بعض الأمثلة التي تجسد هذا الخلل والغياب الواضح في التنسيق وسأبدأ بالأحدث:-
قررت الجامعة الأردنية أقدم الجامعات الرسمية في الأردن وأعرقها, تنفيذ خطة توسع لها تتضمن فتح فرع لها في مدينة العقبة , علما بأن هناك مشروع الجامعة الأمريكية المقرر في العقبة,وحديث عن جامعة ألمانية, إضافة إلى كلية العقبة الجامعية التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية, أما في محيطها فجامعة الحسين بن طلال والتي تعاني من أزمة مالية, وقريب منها جامعة الطفيلة والتي هي بدورها تعاني نفس الأزمة المالية.إضافة إلى كليات المجتمع في معان والشوبك والكلية التي قرر افتتاحها في إيل, وكلها تقع في محيط جغرافي واحد يمتاز بقلة الكثافة السكانية, والسؤال هنا. هل يوجد تنسيق مشترك بشأن التخصصات المطروحة, وأعداد الطلبة, وأسس القبول, وآلية التنافس بين هذه الجامعات من جهة, وبين الجامعات ووزارة التعليم العالي من جهة أخرى؟! بما يضمن مصالح كل الجامعات في المنطقة, أم كل يغني على ليلاه. ولماذا لا يقتصر فرع الجامعة الأردنية على طلبة الدراسات العليا فقط عندها سيكون انجازا حقيقيا وبامتياز؛ وذلك لأنه سيخدم فعليا أبناء محافظات الجنوب بالكامل الذين يضطرون للسفر إلى العاصمة عمان لإكمال دراستهم , بل ويخدم أيضا دول الخليج وبالأخص السعودية الأقرب إلى مدينة العقبة.
وجميل جدا, بل ورائع أيضا أن نرى في كل بلدة أردنية جامعة حكومية, أو خاصة, تدرس مختلف التخصصات, وتفسح فرصة التعليم لكل من أراد أن يتعلم, لكن يجب أن تكون هذه الجامعات ضمن منظومة وطنية شاملة, تضمن نجاح مشروع أي جامعة يتم تأسيسها, أو في طريقها إلى التأسيس, وأن يكون لكل جامعة ميزة خاصة تميزها عن الجامعات الأخرى, فيما يتعلق بالتخصصات المطروحة, وبرامج خدمة المجتمع المحلي, ومراعاة التطوير والتحديث, واستحداث التخصصات التي تتلاءم مع السوق المحلي, لا تخصصات عفا عليها الزمن أو (تخصصات الفزعات) التي تهدف إلى إرضاء طموحات فئات معينة؟! بل ويجب على كل هذه الجامعات أن تبحث وبشكل جدي عن الاستثمار, والتفكير بإيجاد مصادر دخل ثابتة للجامعة من خلال المشاريع الاستثمارية المختلفة مستغلة الأبحاث والدراسات التي يقدمها أعضاء هيئة التدريس, من خلال تفعيل البحث العلمي الأصيل, بدلا من بقائها معتمدة وبشكل كبير على القروض واستجداء الفتات من هنا وهناك, لسد جزءا بسيطا من احتياجات الجامعة, ويعلم الجميع أن رؤساء بعض الجامعات الحكومية يسابقون الزمن في كل شهر من أجل تحصيل رواتب العاملين فيها.
و أخيرا نقول نعم نريد مرجعية و استراتيجية واحدة, يقوم على وضعها و تحديدها نخبة من المفكرين و المختصين و الخبراء في بلدنا الحبيب و ما أكثرهم؛ استراتيجية تحدد الخطوط العامة للجامعات من خطط, ومشاريع توسع, وطرح التخصصات, والأهم هو التنسيق ووحدة المرجعية بما يضمن للتعليم العالي فلسفة واحدة و جودة واحدة .
rawwad2010@yahoo.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
بصراحة التعليم كلو خربان
والحل وجود الجامعات منتشرة في كل محافظة يدرس فيها بكالوريوس و دراسات عليا و بإمكانيات متساوية بين كل الجامعات ونشعر بالعدل ولك جزيل الشكر
1- كيف للتعليم ان يتطور وهنالك عمداء كليات يتم تعيينهم بالواسطة وليس لديهم خبرة اكاديمية وبعضهم لم يدرًس مادة واحدة وهنالك من المدرسين الخائنين للامانة يقومون بكتابة الابحاث نيابة عن ذلك العميد ...........................ثم بقدرة قادر يصبح استاذاً مشاركاً او بروفيسور
2- اسف لا استطيع المواصلة ...........لانني تذكرت الكثير ....اتقوا الله..........وتصبحون على خير. مراد قاسم
بس مش انا السبب............؟؟؟
السبب انه التعليم في البلد فاشل ومالو طعم
وصارت الشغلة تجارة وشهادة مش اكثر......
والحكي بنطبق على كل الجامعات بدون استثناء.................؟
واخص جامعة البلقاء التي تفاخر كل عام بالارباح التي تجنيها من تجارة الطلاب
ويفاخر رئيسها سنويا بالمبالغ الهائلة التي يجنيها
بس وين هاي الفلوس يا عطوفة الرئيس في رفع جودة التعليم
ومو بس هيك ............
بل تم الغاء التكريم الرمزي الذي يجري في كل عام في حفل التخرج للطلبة المتفوقين والمتميزين
ما عاد لهم تكريم واسالوا الطلاب الي بتخرجوا في كل سنة.....عفوا بتعاقبوا في كل سنة هما واهاليهم
لانه حفل عقاب وسلق ومااله اي معنى
المهم لهط الفلوس من الطلاب والاهالي وين بروحوا ما بنعرف
اي تعليم هذا
والملف كبير كثير وصفحات ما بتفش غلك
وزي ما حكى صاحب التعلق 4
القصص كثيرة
لو ابتوخدا الفلوس وفي تعليم زي الناس ما في مشكلة
بس المشكلة فلوس كثير بتدخل عالجامعة وبتتبخر ............
اللهم انتقم من الظالمين واعوانهم
انا طالبة في كلية الزرقاء الجامعية وهذا اول فصل لي فيها وعندما قرأت مقال استاذي البارع في اختيار المواضيع لمقالاته واختيار المواضيع المناسبة للتحدث عنها .
وخصيصا هذا المقال الذي اعترف فيه جميع المعلقين عن المعناه التي عانوها في جامعاتهم ....
اقول لهم ان الاستاذ كان يتحدث عن الجامعات والتعليم العالي بشكل عام هذا صحيح بكل ما قاله وتحدث عنه في مقاله هذا ولكن الاساس الذي لم يعجبني في هذا الكلام الذي كتبه هو ان كليتنا لم تعاني من الفساد التعليمي انا اعتذر لك يا استاذي ويا معلقين هذا المقال لانني طالبة تشهد ان كل دكتور او دكتوره تدخل علينا ليعطوننا المحاضرات يقولون لنا نحن لا نتوظف في الجامعات حتى نأخذ جميع الدورات التي تطور تعليمنا وندرس بشكل امين لكي نخرج دفعة متطورة في التعليم وناجحه ومتميزه لنرفع اسم جامعتنا عاليا في سماء جميع الكليات والجمعات بأنها الافضل في التعليم والافضل في التطوير والتحديث الدراسي ويكن شعارنا ان من يحمل الشهاده الجامعية يحملها بكل جدارته اي اسم على مسمى بمعنى الكلام هل يقولون هذا تشجيعا لنا ام حقيقة اعتقد انها حقيقة لأنني رأيت مجموعة من شهادات الدورات الذي أخذوها الدكاترة الي عنا وانا اعتذر لأن من رأيي ان الذي يفسد التعليم مجموعة معينة من الطلاب الذي تكون غايتهم المسخرة والعب والهو مع البنات اللواتي في الجامعات لتضيع الوقت ومنهم الكثير والمعلقين يشهدون ذلك انا احترم رأيهم لأنهم الاقلية الذين ظليموا من الدكاترة في جامعاتهم اجل يوجد منهم الكثير في الجامعات بس كليتي لا اعتقد ..............
اما بالنسبة للمعلق خريج فاشل اقول هل سألت نفسك لماذا لا تستحق الشهادة ؟؟؟ انت تقول ليس انت السبب وتقول انت اخذتها تجارة يعني دفع فلوس .
اقول لك لماذا تطر الى دفع فلوس عشان تاخذ الشهادة التي من حقك التي يحق لك اخذها دون دفع افلوس ادفع علمك الذي تعلمته واحصل على شهادة بجدارتك وعلمك ونجاحك اجل اعلم ان الجامعات تجني مالا كثيرا وانت بدورك خذ حقك واجني منهم تعليمك ولا ننسى ان هذه الاموال التي تجنيها الجامعات بشكل عام تكون منها حصة للحكومةوللدولة وهذا حقهم ايضا لا ننكر ذلك فلا نقف على المال لانها ليست المشكلة الوحيدة بل هناك مشاكل اكثر واعمق واخطر عفوا انا لا اقول هذا لانني عندي مال كثير وبدفع زي مابدي وقد مابدي في الكلية لا هذا غير صحيح لأنني اعلم ان معظم الاموال تأخذها الدولة مع احترامي للحكومة والجامعات والدولة وللمعلقين والطلاب ايضا واخيرا سوف اتحدث عن التكريم للخريجين هذا صحيح وكل كلامك صحيح ايها الخريج الفاشل لا اريد ان تقول انك خريج فاشل بل قل انا خريج ناجح اخذة شهادتي بعد معانا كبير ودفع مبالغ كثيرة واصبحت شيئ مفيد في المجتمع وهذه نصيحة لكل الخريجين المحبطين افتخروا في نفسكم ولا ندع مجموعة من الدكاترة يأثرون علينا بسبب فشلهم وتعليق فشلهم علينا بل نحن الناجحون وتخرجنا بشطارتنا وهؤلاءالكاترة الفاشلين الذين اتحدث عنهم في الجامعات التي لم ادرس فيها وليس كليتي وهذا تأيدي لك ياستاذي ويا معلقين الاعزاء.............الله بعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته