جراسا -

كتب المحرر السياسي - قدر فلسطين ان ابتلاها الله بعدو من صلبها وطينها يضاهي عدوها التاريخي ايذاء وقسوة ، فمن رئيس متهالك متآمر مأزوم مهزوم الى قيادات اصابها الهرم والخرف مبكرا كما نال منها داء نقص المناعة الوطنية .

فمرشح قطر لخلافة عباس ، جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، لم يبخل على الكرة الفلسطينية بخبراته المتوالية من الهزائم السياسية ناقلا عدوى الهزائم بفعل النيران الصديقة الى المستطيل الاخضر.

فقد اثارت تصريحاته الساذجة التي تمنى فيها هزيمة منتخب بلاده – وكأن بلاده ينقصها المزيد من الهزائم – أمام المنتخب العراقي ليضمن الاخير تأهله الى الدور الثاني من مسابقة كأس اسيا لكرة القدم المقام في استراليا، اثارت موجة عارمة من الاستياء في الاوساط الشعبية الفلسطينية والعربية على حد سواء .

تصريحات صادمة اقل ما يمكن ان توصف به ما اعتبرها الرجوب لاحقا دعابة في محاولة منه لاستدراك خيانته اللفظية لوطنه، بل هي زلة لسان كشفت ما يخفيه العقل الباطن لقيادات فلسطينية هرمت ذلا واستسلاما وخنوعا، ولم تعتد يوما النصر سوى دعاء تحت وطئة الثمالة.

الاردنيون بدورهم صبوا جام غضبهم على الرجوب بعد أن سدد لهم ضربة ثانية في اقل من ايام معدودة حين اعلن تأييده لرئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر على حساب الامير الشاب علي بن الحسين رئيس الاتحاد الاردني الذي اعلن منافسة بلاتر على رئاسة الفيفا، مطالب الرجوب من الاردنيين عدم احراجه !!.

فلم تخمد نيران أماني الرجوب بفوز المنتخب العراقي حتى فتحت الصحافة الاردنية نار جهنم عليه، اذ ان فوز العراق سيحرم الاردن من التأهل الى جانب اليابان ، وهو ما اعتبره الاردنييون تواطئ علني من الرجوب لصالح العراق، في الوقت الذي يسجل التاريخ للاردن والامير علي تحديدا دعمه للكرة الفلسطينية .

ولم تستغرب بعض الاقلام الاردنية ما صدر عن الرجوب اذ ترى ان الرجل يسدد فواتير لجهات عربية تسعى لتلميعه وتصديره بحلة الزعيم المرشح لخلافة الزعيم المأزوم عباس ، وفق ما كشفته محاضر لقاءات عقدها الرجوب مع مسؤولين عرب ، الا ان مراقبين يسترجعون وهم يحاولون "فكفكة" طلاسم الرجل متعدد الولاءات، الحقد التاريخي الذي يحمله قلب الرجوب للاردن شعبا وقيادة، حيث لفتوا الى تسجيل مصور تم تداوله سابقا يظهر الرجوب وهو يشتم ويذم الاردن، فاحقاده ضد المملكة غلبت ولاءه لوطنه وشعبه وفي اضعب الايمان لوظيفته.

غير ان ثمة من يرجح همسا بأن تكون تصريحات الرجوب المتتالية ضد الاردن بغطاء كروي، جاءت تنفيذا لتعليمات مباشرة من عباس الذي أسرّ لبعض الدوائر المقربة منه حجم غضبه من الاردن من القيادة الاردنية لاسيما بعد ان رفض الملك عبدالله الثاني لقاء عباس مؤخرا وكلف وزير الخارجية ناصر جودة لقاء عباس.