لماذا نخطئ بالقرارات المتخذة في العام الجديد؟


جراسا - كم من شخص اعتاد مع أول يوم من العام الجديد أن يتخذ عددا من القرارات التي من شأنها تغيير مجرى حياته للأفضل.

ورغم اختلاف نوعية القرارات بين شخص وآخر، إلا أن هناك عددا من القرارات الشائعة، حسب ما ذكر موقع “Quartz”؛ كإنقاص الوزن أو الإقلاع عن التدخين أو السيطرة على الإسراف بإنفاق المال.

المشكلة أن قرارات المرء غالبا ما تكون مبنية على محاولة تغيير الأعراض بدلا من محاولة فهم المشكلة نفسها، لذا تجد المرء يسعى لتغيير سلوكه بدلا من معرفة الشيء المحفز لذلك السلوك.

بداية يجب علينا أن نعلم بأن المرء يقوم بالعادات غير الصحية سعيا لتشتيت ذهنه من مشاعر غير مريحة تكون بداخله كالغضب أو الحزن أو الوحدة أو تأنيب الضمير أو ما شابه. لذا فإن قرار إيقاف العادات غير الصحية بدون معرفة السبب المحفز لتلك العادات يقودنا عاجلا أم آجلا للفشل.
ولعل ما يقرب الصورة أكثر هو أن بعض الذين يتعالجون من السمنة المفرطة يقولون إنهم بداية كانوا يعتقدون أن خسارتهم للوزن ستجلب لهم السعادة، ليكتشفوا فيما بعد أن التركيز على التعرف على طبيعة عواطفهم جعلهم أكثر تفهما لأنفسهم مما أبعدهم تلقائيا عن تناول الطعام لمجرد التشتيت.

لذا، لنحاول مع بداية هذا العام الجديد أن يكون أول قراراتنا أن نقترب أكثر من مشاعرنا لنتعرف عليها، وهذا يتم عن طريق الأساليب الآتية:

- مرن نفسك على إدراك مشاعرك: هل سبق وأن جربت أن تسأل نفسك “ما الذي أشعر به الآن؟”، قد تكون الإجابة الأولية لذلك السؤال هي “لا أعلم”، لا بأس في هذا، فالشخص الذي اعتاد على تجنب مشاعره قد يحتاج لبعض الوقت ليتمكن من العودة والتعرف عليها من جديد، فقط حاول أن تكون صبورا وفضوليا.

من الأشياء المهمة التي عليك إدراكها أيضا أن أفضل وقت لمحاولة التعرف على مشاعرك يكون عندما تشعر بدافع معين للقيام بإحدى العادات غير الصحية. هل تجد في نفسك الرغبة بفتح كيس من الشيبس رغم أنك لست جائعا؟ هل تشعر بحاجتك لإشعال سيجارة؟ توقف قليلا واسأل نفسك “ما الذي أشعر به؟ غاضب؟ مكتئب؟ متوتر؟ بمجرد تعرفك على شعورك في تلك اللحظة، فإنه يمكنك القيام بما يمكن أن يخفف من وطأة ذلك الشعور بدلا من محاولة إخفائه.

وهنا يجب أن ننتبه أن المشاعر التي تدفعنا للقيام بالعادات غير الصحية ليست بالضرورة مشاعر سلبية، فهناك من يعبر عن سعادته من خلال تناول المزيد من الطعام!

- مرن نفسك على الشعور بالامتنان: وجد عدد من الباحثين أن الشعور بالامتنان لا يفيد مشاعر المرء فحسب بل يفيد المرء ذهنيا وجسديا أيضا. فالمرء عند شعوره بالامتنان يعمل على تنشيط منطقة تحت المهاد وهي منطقة في المخ تتحكم في الكثير من وظائف الجسم كالهضم والنوم ودرجة الشعور بالإجهاد. وهذا ما يفسر قدرة الشعور بالامتنان على تقوية جهاز المناعة لدى المرء وتحسين جودة نومه وتقليل إحساسه بمشاعر الاكتئاب. ولتزيد قدرتك على الشعور بالامتنان يمكنك القيام بما يلي:

* الاحتفاظ بسجل يومي تكتب فيه 3 أشياء جعلتك تشعر بالامتنان لحدوثها في حياتك.
* أخبر شريكة حياتك عن شيء واحد يوميا تشكرها عليه.
* اكتب رسائل شكر سواء رسائل قصيرة على هاتفك الخلوي أو رسائل بريد إلكتروني وأرسلها لمن تعتقد أنه يستحق الشكر لأي سبب مر بذهنك واقتنعت به، وإن لم يكن هناك سبب فحاول أن تبحث عنه أنت.

- أعد شحن مشاعرك: ليس مفاجئا أن نقول إننا نعيش في عالم متسارع مليء بالعمل والواجبات إلى حد يجعلنا نصل آخر النهار ونحن مجهدون جسديا وفكريا ايضا. مشاعر المرء تحتاج للراحة أيضا، وراحتها تكمن في عدد من الأشياء البسيطة التي تسعد المرء كل بحسب شخصيته. فعلى سبيل المثال الجلوس مع النفس، أو ممارسة تمارين المشي الصباحية أو التحدث مع صديق، كلها أمور من شأنها إضفاء نوع من الراحة على نفس المرء ومشاعره.

قم بكتابة قائمة بالأمور التي من شأنها إسعادك وتدخل في باب الترفيه، بمعنى ضرورة الا تقوم بكتابة نشاطات يكون يجب عليك القيام بها. واحرص على أن تبرمج أحد تلك النشاطات الترفيهية مرة واحدة أسبوعيا على الأقل. يجب عليك أن تهتم بهذا الأمر جيدا؛ حيث إن الاعتناء بنفسك يزيد من درجة عطائك للآخرين أيضا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات