جراسا -

مدينة الحسن العلمية – تسلمت سمو الأميرة سمية بنت الحسن، رئيس مدينة الحسن العلمية ورئيس الجمعية العلمية الملكية، ميدالية ألبرت آينشتاين للإنجاز المتميز من جامعة أولم الألمانية تقديراً لإنجازات سموها في مجالات التربية والعلوم والتكنولوجيا والريادة والإبداع، أول أمس الاثنين (24 آب 2009)، خلال احتفالات المركز الدولي لتطوير التعليم وجامعة أولم بالسنة الأوروبية للإبداع والابتكار. وتعد هذه الميدالية أرفع جائزة تمنحها جامعة أولم الألمانية.

وكان رئيس الجامعة البروفيسور كارل أوخاييم إيبلينغ قد منح سموها هذه الميدالية في حفل التكريم الذي حضره محافظ أولم اللورد آيفو كونر والسيد طارق ناصر جودة، النجل الأكبر لسموها، وحشد كبير من المدعوين يمثلون عدة مؤسسات دولية رفيعة المستوى.
 
وقد جرى حفل التكريم خلال افتتاح المؤتمر الدولي للتعليم النوعي الذي انعقد في مدينة أولم بمشاركة علماء وباحثين يمثلون (50) دولة. وكانت سمو الأميرة سمية قد افتتحت أعمال المؤتمر بكلمة تضمنت محاور مهمة لأجندة عمل دولية يمكن أن تكون موضع معالجة وتطبيق في ميادين التربية والعلوم والتكنولوجيا، والريادة والإبداع، للاستثمار الأمثل في الإنسان من أجل مستقبل أفضل.
 
وقالت سموها إن أي حديث حول بناء الاقتصاد المؤسس على المعرفة يستوجب تطوير العاملين أولاً والمهارة في خلق المشاريع الجديدة، فالإبداع والعمل الريادي مرتبطان في هذا التقاطع الاقتصادي. والتعبير الأكثر عضويةً عن قدرات المجتمع يكون من خلال تقرير المصير الاقتصادي الذي يمثّله التطوير الأصلي للمنتجات والخدمات والحلول التي تأتي جميعها نتيجة للإبداع وخلق المشاريع الجديدة.

وأضافت أن أغلبية عمليات البحث والتطوير في العالم المتقدم بدأت بالانتقال نحو المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم، والعديد منها يدعمه رأسماليون مغامرون يُمثّلون مستثمرين أذكياء يفهمون إمكانية السوق لاستيعاب المُنتجات المبتكرة والخدمات والحلول التي تعتمد على الابتكار لإنتاج ميّزة تنافسية. ولحماية هذه الميّزات، على الابتكارات نفسها أن تمثّل نوعاً من المُلكية الفكرية التي يُمكن حمايتها أولاً بوصفها سراً تجارياً ومن ثمّ قانونياً من خلال حقوق المُلكية وبراءات الاختراع والعلامات التجارية.

وأشارت سمو الأميرة سمية إلى أن مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي المتميّزة عالمياً هي في الحقيقة محرّكات للتنمية الاقتصادية، وأهمّ مكونين رئيسين تنتجهما هما الرأسمال الإنساني والإبتكار. وما يجعل هذه المؤسسات متميزة عالمياً ليس الحرم الجامعي المبهرج، أو البنايات الجذّابة أو المعدات باهظة الثمن، وإنما الناس الذين يبنون هذه المؤسسات. لذا، بغض النظر عن رؤيتك لمجتمعك أو شركتك، كُلّ شيء يبدأ برأس المال الإنساني.

وقالت سموها إننا في مدينة الحسن العلمية أدركنا أن الناس يبنون المؤسسات، والمؤسسات تطور البرامج، وهذه البرامج تنتج الموهبة والابتكار. وبناء هذه المؤسسات يخلق قيمةً للمجتمع بإنتاج رأس المال الإنساني والابتكار؛ والاستفادة من نواتج هذه المؤسسات بتحويل النظرية إلى ممارسة وتحويل الابتكار إلى مشاريع يرسّخ القيمة للمجتمع؛ مؤكدةً أن النجاح في خلق القيمة بدون النجاح في ترسيخها يخلق جزءاً فقط من الدينامية الضرورية لبناء اقتصاد المعرفة. وفي ضوء التنافس العالمي على الرأس المال الإنساني المتفوق، فمن المرجح أن تخسر العقول الرائدة أمام الاقتصادات المتنافسة القادرة على ترسيخ القيمة التي يخلقها الآخرون.

وأوضحت سموها أن التعليم الحقيقي يزرع الفهم، لكنه حريص دائماً على أن يكون الفهم مسبوقاً بالإدراك. والفهم الحقيقي هو التعلم بأسلوب بنائي؛ بحيث يكون التلميذ مشاركاً فاعلاً في صقل السمات المعرفية لعالمه الفكري؛ كما ينخرط في التفكّر التفسيري والتقييمي بحيث يبني ويحلل المواد الأولية التي يتعامل معها.

وقد منح المؤتمر درعه إلى سمو الأمير الحسن بن طلال، مؤسس مدينة الحسن العلمية ورئيس مجلس أمناء الجمعية العلمية الملكية، تقديراً لأعماله وجهوده الفكرية والثقافية والعلمية المتميزة.

وشهدت مدينة أولم الألمانية عدة فعاليات بمناسبة زيارة سموها؛ حيث أقامت جمعية رجال الأعمال الألمانية في مقاطعة بادن حفل استقبال تكريماً لسموها. كما أقام محافظ أولم اللورد آيفو كونر حفل استقبال لسموها؛ ونظمت جامعة أولم زيارة ميدانية لسموها لعدد من مراكز الأبحاث في الجامعة. كما نظم المركز الدولي لتطوير التعليم ندوة حوار بين سموها والعلماء المشاركين في المؤتمر تم خلالها مناقشة موضوعات على درجة عالية من الأهمية في ميدان التعليم الأساسي والتعليم العالي، إضافة إلى مجالات الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا.