غزة .. ارض العزة


إذا عاتبنا الحديد والفولاذ لأن قلوبنا اصبحت أقسى منه ونحن ننظر للشهداء والدماء والاشلاء في غزة , وإن عاتبنا الثلج و الصقيع لأن أعصابنا الباردة قد اصبحت اصقع منه وابرد امام الذبح والقصف , وإن عاتبتنا النار لأن لهيب حبنا للأقصى قد أحرق نفوسنا من الداخل وفجر المآقي والمحاجر على حصد مئات الارواح من اخواننا ذنبهم انهم اصحاب الارض ومحتل سرق الارض ودنس الهواء , ففي هذه الايام المباركة يخوض اخواننا في غزة ارض الرجال حربا شرسة مع العدو الاسرائيلي الذى يشن حربا جوا وبحرا وقصفا بلا هوادة على اهلنا في قطاع غزة وشباب الاسلام ملتهبون بالتصفيق والتصفير للمنتخبات في كاس العالم وبرفع الاعلام الالمانية والبرازيلية وغيرها , واهل غزة يظلهم ازيز القذائف وهدير الطائرات وحمم من اللهب الصهيوني .

وكان الاولى ان يزف لهذا الكيان المغتصب الكتائب تلو الكتائب والفصائل تلو الفصائل لا ان نجلس ننتظر فتات امريكي بإقامة مؤتمر للسلام هنا وهناك, فالأمهات في غزة يقمن صرح بطولة , ويعدن مجد امومة خنساء , ما عدن يقبلن العزاء وقد غدا شرف الشهادة, فوق كل عزاء, والقسامين وغيرهم من الابطال يذودن عن ارضهم وعرضهم وشرف امتهم بما يجدون, بدفع ابناء القردة والخنازير ومن لعنهم الله في كتابة بصواريخهم محلية الصنع , وبتسبيحهم, وبتضرعهم لربهم بالنصر والتمكين , بعدما طال سبات الامة, وركنت للأرض وللأعداء , وصدق الشهيد د. عبدالعزيز الرنتيسي البطل عندما رفع رشاشة بيده وقال اسرائيل لا تفهم الا هذه اللغة , نعم لا نسترد فلسطين بمؤتمر مدريد ولا اوسلو, نستردها بخضوعنا لربنا واقامة شرعة و تحقيق الإيمان في حياتنا ورفع راية الجهاد في سبيل الله ولن يرفع عن الامة الذلة والمهانة والاستكانة , إلا إذا حققت الأمة الإيمان لأن الله ما أمر بالجهاد إلا من حقق الإيمان ابتداءً. والإيمان يا شباب الامة ليس مجرد دخاناً في الهواء او فقاعات من الخطب العصماء او تنظيرا على الفضائيات ، ولكن الإيمان الذي ستنصر به الأمة يتحول واقعا ملموسا في حياتنا حتى تتنزل الرحمات ويرفع البلاء لان البلاء لا ينزل الا بذنب ولا يرفع الا بطاعة كما جاء في الحديث النبوي .

في غزة قلوب معلقة برب السماء لن يرهبها الاعداء في بلاطة في خان يونس في البوادي والحضر قد نطق الحجر انا لا اريد سوى عمر نعم عمر ودرته التى قصم بها ظهر كل زنديق يحارب الله ورسوله تحتاج الامة لأمثاله ليبث في دماء وعروق الامة العزة والشموخ والأنفة فيما الزعامات العربية نعام في البيداء أو سراب في الصحراء العربية او اعرابا اغرقوا العروبة والدين بنفطهم وخذلناهم لامتهم , واطرف خبر اسرائيلي يقول أصيب أربعة إسرائيليين بالرعب والهلع جراء سقوط صواريخ القسام عليهم ‏ امه نصرها الله على اعدائها بالرعب كيف تركن للدنيا وترضى ان تكون تابعة لغيرها ان هذا لشيء عجاب .

لا يريدون للامة ان تعلو وتنصر وتعز وتنهض ولا يريدون أن يفتحوا الحدود والثغور أبداً أمام شباب مسلم يحترق قلبه شوقاً الآن للشهادة في سبيل الله في الدفاع عن فلسطين والأقصى الاسير ، ورب محمد وايم الله وتالله لو فتحوا الحدود امام كتائب التوحيد لرأينا من شيوخنا بل من أمهاتنا وبناتنا وشبابنا من يذهب ليسد فوهة مدافع اليهود بصدره العاري ، وهو يصرخ بأعلى صوته عندما يجود بروحه وبنفسه في سبيل الله يقول لزعماء العرب ولزعماء اليهود أن محمداً ما مات وما خلف بنات، بل خلف شباباً طلائعهم كالفجر الصادق يهاجم عتمة الليل البهيم الذى ارخى سدوله على الامه بل ان هناك شبابا أطهاراً تحترق قلبوهم الآن شوقاً للشهادة في سبيل الله دفاعا عن فلسطين . ويردد أحدهم قولة الإمام المجاهد العلم عبد الله بن المبارك لأخيه عابد الحرمين الفضيل بن عياض يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهج السنابك والغبار الأطيب من كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الكريهة تتعب ولقد أتانا من مقال نبينا قول صحيح صادق لا يكذب لا يستوي غبار خيل الله في أنف امرئ ودخان نار تلهب .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع وتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم). غزة تنزف الان والصواريخ تتساقط عليها تباعا وحرب ضروس ضد اخواننا عزل لا نصير لهم الا الله وما تيسر من بقايا شهامة الامة لشباب تعقد الامة خناصرها عليهم بالذود عن حماها بعدما خذلها القريب والبعيد.

فلقد كفرنا بالمنظمات الدولية ، وكفرنا بالتفاوض مع اليهود ، وآمنا بالجهاد في سبيل الله طريقا للعز والتمكين والاستخلاف في الارض ، يا رجال غزة علموتنا كيف تكون العزة .



تعليقات القراء

نهاية رجل شجاع
من اجمل ما قرأت حديث ممزوج باجمل المشاعر الصادقه
10-07-2014 01:43 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات