ماذا على الشعب العربي من (داعش) وأخواتها


ماذا على الشعب العربي من (داعش) وأخواتها
من (داعش) التي ظهرت فجأة كأسطورة يونانية تسيطر في سوريا وتقاتل الثوار ولا يخشاها النظام ولا يؤذيها ويضربها مرة في العراق ثم يسكت عنها كأنما يضع الكحل في عينيها ... يصغر من شأنها ثوار العشائر والبعث في العراق ويصرّ الغرب على تعظيم خطرها.
من (داعش) ولمن تنتسب فكريا وأين هم قادتها عن وسائل الإعلام ، أهي مجهولة النسب والمشرب. أهي تنظيم يتبنى الفكر الإسلامي، وفي علمي المحدود أن الفكر الإسلامي لم يقرّ يوما ذبح الشاة للبشر ولم نسمع عن (داعش) أنها أقرت ذلك. فهل هو تهويل الإعلام الغربي ومن دار في فلكه الذي يُعِدُ الشاة للذبح في آخر مرحلة من الانتفاع بها ؟؟؟!!!
من هي (داعش) أهي صنو من تصدر المشهد القومي في بداية القرن الماضي عندما قامت الشعوب العربية لتنتزع حريتها وتطرد المحتل فأوجد الاحتلال قبل خروجه أسماء قومية براقة في سماء الثورات القومية العربية إذ الطابع الثوري العام يومها طابع قومي فصنع قادة عروبيين من كرتون ليخطفوا جهد المخلصين من ثوار الأمة فكانوا عملاء ووكلاء للمحتل في الخفاء بعد انسحابه ونذكر منهم ولا نحصي عائلة الأسد في سوريا عملاء الفرنسيين فخطفوا البعث وأفسدوه وفي مصر دعم البريطان والأمريكان جمال عبد الناصر شرط أن يقضي على الإخوان المسلمين لأنهم يمثلون فكرا إسلاميا وأصحاب مشروع تحرري لا لأنهم الإخوان المسلمين وهذا ما يفعله خليفته السيسي وفي الجزيرة العربية دعم المحتل عائلة على أخرى ودعم عائلات أخرى في غير الجزيرة باسم الثورة على المحتل وفي المغرب العربي جمهوريات ملكية فافقد المحتل القومية العربية ومن ثار باسمها البريق والاحترام.
فهل (داعش) وأخواتها صنو هذه المسميات الثورية القومية والوريث الشرعي لها لكنها بنكهة إسلامية لأن الجو الثوري الآن إسلامي البريق فأنشأ الغرب عميلا جديدا بصبغة إسلامية ليتولى العمالة والخيانة عقودا أخرى باسم الدين. أم أن (داعش) صادقة مخلصة ونحن المخدوعون.
ثم ماذا على الشعوب المقهورة المظلومة منذ عقود لو كان البديل عن أنظمتها الحاكمة (الدواعش أو البواهش) فالشعوب العربية من يد ناهش إلى يد داعش أن كانت (داعش) كما يصف الغرب والعرب.
ما الذي يضير العربي من البلل وهو الغريق وهل للجرح في جسده إيلام وهو القتيل.
ما الذي يخيف الشعوب العربية من (داعش) هل يخشون التسلط والاستبداد وأحادية الرأي، فهذا ليس بجديد عليهم فهم تحت لهيبه الآن.
وهل ستقتل (داعش) من الشعوب العربية وتسجن أكثر من الأنظمة الحالية التي أبادت أجيالا بأكملها ودمرت بلدات على رؤوس ساكنيها - لا أظن ذلك وبعض الظن إثم.
وهل ستظلم وتسلب قوت الشعوب وتودعة في سويسرا أكثر من الأنظمة الحالية – لا أظن ذلك، فقد جف الضرع.
إذن ماذا على الشعب العربي من (داعش) ولم الخوف فكل شيء قد تم انتهاكه وسلبه وسيم الشعب العربي الذل والمهانة والعبودية والفقر من الأنظمة الحاكمة فليجرب الشعب حكم الشيطان (داعش) كما يصفون والشيطان اضعف كيدا منهم.
وربما حب التغيير يسري في دماء الأمة لفرط النعيم الذي يعيشون فيه حتى بلغوا حد الانتحار من السعادة فأنظمتهم العادلة ما فتئت تطعمهم المن والسلوى وتسقيهم الشهد، فهذه شعوب على ما هي عليه لا تفرق بين طيب العيش ونكده ولا تفرق بين الفساد والظلم والتسلط وتراه عمومة مع الصلاح والعدل والمساواة. شعب من فرط السعادة والشقاء دخل مرحلة السائمة فماذا عليه من (داعش)




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات