الملك ينهي المباحثات مع المستشارة الالمانية في برلين - فيديو


جراسا -

أنهى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين جولته التي استمرت لساعات الى العاصمة الألمانية برلين فيما عاد مساء الى أرض الوطن.

وكان جلالة الملك عبدالله الثاني قد عقد مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في العاصمة برلين اليوم الثلاثاء، مباحثات ركزت على سبل تطوير العلاقات الأردنية الالمانية في مختلف المجالات، إضافة إلى تطورات الأوضاع في الشرق الاوسط، خصوصا على الساحتين السورية والعراقية.

وفي تصريحات مشتركة أمام الصحفيين قبل اللقاء، عبر جلالته عن شكره لميركل، معربا عن حرصه على إدامة الحوار مع المانيا حول مختلف التحديات التي تواجه الشرق الأوسط وسبل التعامل معها.

وفيما يلي تصريحات جلالة الملك أمام الصحفيين: "شكرا جزيلا لك السيدة المستشارة، ويسعدني أن أكون في برلين من جديد، لقد كنت دائما حريصا على الحوار معك، كما أنني أقدر الدور الذي تلعبه المانيا في منطقتنا، ومن الواضح في الآونة الأخيرة أن المانيا تتمتع بشعبية كبيرة وهي تنافس في كأس العالم وأنا سعيد جدا لذلك، وأتمنى لكم التوفيق خلال الأسابيع القليلة القادمة".

لقد لعبت المانيا دورا هاما في منطقتنا، واعتقد أن نقاشنا اليوم سيركز على الدور الذي يمكن أن تلعبه المانيا، ومساهمتها في إطار الاتحاد الأوروبي.

وكما ذكرتِ فخامتكم، فإن التطورات الأخيرة في العراق مصدر قلق مشترك، ونحن نسعى إلى تحقيق حل يشمل الجميع هناك وإلى عراق المستقبل الذي تلتقي فيه جميع الأطراف العراقية ليضعوا لبنات بناء مستقبل شامل متكامل لكل أبناء وبنات الشعب العراقي، وسوف نتحدث خلال نقاشنا اليوم بوضوح عن أهمية الأمن والاستقرار بالنسبة لهذا البلد".

كما سيكون لدينا الفرصة أيضا للحديث عن سوريا، وكما ذكرتِ فخامتكم، فهذا هو التحدي الكبير بالنسبة لنا في الأردن، فنحن ثالث أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم، وقد كان لهذا العبء تأثير هائل على شعبنا وميزانيتنا، وعلى البنية التحتية لبلادنا.

لقد أثبت تدفق المقاتلين الأجانب من مختلف أنحاء العالم إلى سوريا بوضوح أن هذا الصراع ليس له حدود، فضلا عن التحدي الذي تواجهه مختلف الدول عندما يعود أولئك الإرهابيون والمتطرفون إلى بلدانهم، وبالطبع فقد رأينا أثر ذلك في العراق، ولذلك سيكون هذا الأمر أيضا جزءا من نقاشنا.

وأخيرا وليس آخرا، السيدة المستشارة، فإنه من المهم جدا أن ندعم بكل طاقتنا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي يقوم بعمل بناء حيال القضية الجوهرية في المنطقة، والتي هي عملية السلام.

ونأمل الآن أن تتوفر الفرصة مرة أخرى لإعادة إطلاق المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأود أن أؤكد، ونحن ننظر في شأن القدس، أنه من المهم ألا تكون هناك قرارات أحادية ومن جانب واحد تؤدي إلى استفزازات في الأماكن المقدسة في القدس، وعلى وجه التحديد الإسلامية والمسيحية.

ونأمل أن تتوفر للسيد كيري الفرصة مرة أخرى لجمع الجانبين، وسوف يستمر الأردن في العمل بهذا الاتجاه.

ولكن في نفس الوقت، فإن عبء اللاجئين وتدفقهم وما يحدث في العراق يلقي على كاهلنا حملا ثقيلا، وليس من العدل، كما هو واضح، أن يتحمل الأردن هذه المسؤولية الكبرى لوحده، ولذا فإننا نتطلع إلى المجتمع الدولي لمساعدتنا، حتى نتمكن من الاستمرار في أن نكون واحة استقرار في منطقة مضطربة جدا.

أشكركم من جديد وأتطلع للاستماع لملاحظاتكم المهمة اليوم.

من جانبها، أعربت المستشارة الالمانية عن ترحيبها الكبير بجلالة الملك، مؤكدة تطلعها لمناقشة مختلف التطورات في الشرق الأوسط مع جلالته.

وتاليا التصريحات التي أدلت بها المستشارة الالمانية أمام الصحفيين قبل مباحثاتها مع جلالة الملك: "أود أن أرحب بحرارة بجلالة الملك عبدالله الثاني مرة أخرى في المانيا في المستشارية الاتحادية، فقد التقينا المرة الماضية خلال القمة النووية في لاهاي.

ويسرني جدا، نظرا إلى التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، أن تتوفر لدينا فرصة اليوم لتبادل وجهات النظر.

لقد أظهرت الأحداث الأخيرة في العراق أن الأردن قد تأثر بها أيضا، ونحن جميعا قلقون للغاية، وأعتقد أننا سوف نناقش ما يمكن أن تساهم به المانيا في تهدئة الوضع.

نعتقد أيضا أنه، وعلى غرار الحرب في سوريا، لا خيار إلا الحل السياسي لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل في العراق، كما أنه من المهم جدا انخراط أتباع جميع الأديان وجميع مكونات المجتمع في العراق في الحوار لبناء حكومة بسرعة تضمن تحقيق الشمولية، كي يعود العراق قويا ويتمكن من مواجهة الأصوليين والمتطرفين.

إن الأردن يتحمل عبئا ثقيلا في مواجهة كارثة اللاجئين بسبب الحرب في سوريا، وجمهورية المانيا الاتحادية لم تعرض المساعدة فحسب، ولكنها أيضا تقدم الدعم فعليا في مناسبات عديدة، وسوف نناقش أيضا كيف يمكن لألمانيا تقديم المزيد من المساعدة.

لقد استقبلت المانيا نفسها العديد من اللاجئين السوريين، ولكن هذا لا يعد شيئا بالمقارنة مع التحديات التي يواجهها الأردن.

وأخيرا وليس آخرا، لقد ظل جلالة الملك عبد الله الثاني مساندا لعملية السلام في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من الصعوبات والاخفاقات، يمكنني القول أن التحديات أكثر إلحاحا الآن من أي وقت مضى في الشرق الأوسط، فالمنطقة تعاني من حالة شديدة من عدم الاستقرار، وسيكون هذا بلا شك موضوع نقاشنا اليوم.

أشكركم شكرا جزيلا على هذه الفرصة، جلالة الملك، لتبادل الأفكار ونرحب مرة أخرى بجلالتكم".

وخلال جلسة المباحثات، التي حضرها عدد من كبار المسؤولين من البلدين، شدد جلالة الملك والمستشارة ميركل على الحرص المتبادل لتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، خصوصاً الاقتصادية والتنموية منها.

وعلى صعيد التطورات والمستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بحث الجانبان سبل تعزيز مناخ السلام، ونبذ العنف والتطرف، بما يحقق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة، لافتا جلالته إلى أهمية دور المانيا والاتحاد الاوروبي في العمل على تكثيف الجهود الدولية لايجاد حلول لمختلف مشاكل الشرق الأوسط.

وفي هذا المجال، جدد جلالة الملك موقف الأردن الداعم والداعي للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، ينهي معاناة الشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة سوريا أرضا وشعبا.

واستعرض جلالته ما يتحمله الأردن من أعباء متزايدة على موارده وإمكاناته جراء استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيه، خصوصاً في محافظات شمال ووسط المملكة، ما يتطلب دعم المجتمع الدولي له لتمكينه من الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية لهم.

وحذر جلالته من مخاطر استمرار انسداد أفق الحل السياسي للأزمة السورية وتداعياتها على دول الجوار والمنطقة ككل، مشيراً في هذا الصدد إلى ما تشهده الساحة العراقية من أزمة حاليا ما يزيد من حدة التوتر والاقتتال والصراع والتطرف في الشرق الأوسط.

وشدد جلالته التأكيد على أن حل الأزمة في العراق يكون من خلال عملية سياسية تشارك فيها جميع مكونات الشعب العراقي دون استثناء لأي أحد، مؤكدا حرص الأردن على سلامة العراق ووحدة أراضيه وشعبه.

وفيما يتعلق بجهود تحقيق السلام وإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أشار جلالة الملك إلى مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة دعم ومساندة جميع الجهود لحلها بشكل عادل ودائم، وبما يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

ولفت جلالته إلى ضرورة دعم المجتمع الدولي لمسار عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية، وبما يعالج جميع قضايا الوضع النهائي، ويفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

وأكدت ميركل، خلال جلسة المباحثات، حرص المانيا على العمل مع الأردن لتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وتعزيز أمن واستقرار المنطقة والمساهمة في حل مشاكلها.

كما أشادت بجهود جلالة الملك للتعامل بكل حكمة مع التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشعوبها.

وضم الوفد المرافق لجلالة الملك: رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك.

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات