ولاية الأمر بين حرف جر وضمير


بين حرف جر وضمير تسقط ولاية الفقيه والمتسردب . بين حرف جر وضمير تفتن شرعية حكام جاؤوا باسم الدين على شعوب لا تعرف من الدين غير الطاعة لله على طريقة (الحرثون) في حركاته ساعة الهجيرة شعوب ثارت في نفوسها عبادة الصنم.

بين حرف جر وضمير تكمن إرادة الشعب في اختيار ولي أمرها.

حرف جر وضمير أغفلة علماء السلاطين وغاب عن غيرهم يقول عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) آية وضعت جهلا سيفا على رقاب الشعوب الإسلامية على غير ما هي عليه فجعلوها طاعة عمياء طاعة القرود وأنا هنا لست مفتيا ولا مفسرا غير أني أقرأ في النص أقرأ في لغة كرمها الله بأن تكون لغة القران الكريم.

إن طاعة الله ورسوله في الآية وردت مطلقة لا قيد عليها يوجه معناها غير ما وضعت عليه من مطلق الطاعة لكنا نجد قيدا موجها على طاعة أولي الأمر قيدا يحدد لنا أولياء الأمر اللذين تجب طاعتهم عطفا على طاعة الله ورسوله فالله تعالى لم يترك تركيب (أولي الأمر) مطلقا فقيده بحرف جر وضمير وخصص حرف الجر بالحرف ( من) والضمير (كم) (منكم) ولم يقل تعالى (فيكم أو منهم أو لهم أوعليهم) فلفظ (فيكم) يعني أن جماعة من بينكم لها ولاية الأمر وعليكم طاعتها ولفظ (منهم) تعني أن هناك جماعة خاصة من المؤمنين في بعضها تقع ولاية الأمر ولفظ (لهم) تعني أن هناك جماعة من المؤمنين لها ولاية الأمر على إطلاقها بينهم ولفظ (عليكم) تعني أن هناك جماعة مخصصة من المؤمنين لها ولاية الأمر على سائر المؤمنين فرضا لا نقاش فيه كما يظن الشيعة والله سبحانه وتعالى لم يستخدم أيا من هذه التراكيب (شبه الجملة) التي تقدس مجموعة معينة وتسلب المؤمن من حق اختيار ولي أمره الذي يجب أن يطيعه، فقد حدد تعالى طريقة اختيار ولي الأمر على العموم وترك تحديد آليات الاختيار. وهي قاعدة مارسها الغرب بغض النظر عن الهنات في تطبيقها والشكل الذي تم إتباعه.

إن التمعن في مدلول حرف الجر والضمير (منكم) يدلنا على أن ولي الأمر الذي تجب طاعته وعدم الخروج عليه هو من يختاره قومه أو شعبه وخص سبحانه وتعالى المؤمنين بالتوجيه فهم أولى الناس في تطبيق مبادئ الحرية واحترام الرأي فأولي الأمر منبثق من بين المؤمنين (منكم) من بينكم هو واحد منكم تعطونه الولاية فالضمير (كم) يعيد الأمر للمؤمنين بعامتهم لا خاصتهم والحرف (من) فيه معنى الظرفية المكانية البينية والتبعيض كمن يطلب غرضا من أغراضك لا أغراض غيرك أو ثمرة من بين ثمار بستانك لا بستان غيرك أو من يطلب من مجموعة أن تقدم مندوبها. فولاية الأمر مقيدة بكونها (منكم) من المؤمنين لا عليهم ولا لخاصة بعينها.

فكل ولي أمر يطاع أمره مرهون بإرادة من أعطاه الولاية فالإنسان يطيع من أعطاه الولاية لا من فرض عليه الولاية ومن بعد ذلك لا يصح الخروج على ولي الأمر ما لم يعص الله ورسوله حتى لا يصبح الأمر ألعوبة بيد كل مفتر أو مجموعة لا توافق رغبة الجماعة. فأمر الطاعة موجه إلى المؤمنين كلهم على اختلاف مشاربهم الفكرية، فأمر الله تعالى الجميع بطاعة من يختارونه. فكل من ولي أمرا يطاع فيه يجب أن يكون مختارا من شعبه فالعالم المطاع كالمفتي يجب أن يختار بإرادة الناس والحاكم كذلك والوالي ورئيس البلدية وما شابه ذلك والأصل تحكيم الشورى بين من يطيع أمر الله (وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ )
وعلى ما سبق هل لدينا.....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات