أنا وجـلال .. وقصة من الحياة


هي الحياة هكذا .. حلوة ومرة .. فلكل بداية نهاية .. وفي اخر الجملة لابد ان نضع نقطة للتوقف .. حياة طويلة ومليئة بالافراح والاتراح .. ببؤسها قابلين .. وبجمالها وغناها راضيين .. وبجنس حواء كلنا تائهين .

صديقي جلال ,, اختلفت المعاجم بوضع معنى لأسمك فالبعض قال عظيم القدر والبعض الآخر وصفه بالضخامة والقوة ، فيما تم استقصاء "جـل" من اسمك وهي شراع السفينة الذي ارتبط ارتباطاً وطيداً بالقوة والضخامة .

أعلم انه لا يوجد صلة تربط ما بين ما كتبت في الفقرتين .. ولكن هي تقديم لقصة ستحكي واقع عشناه في مدة زمنية قصيرة .

المثل الشعبي الدارج يقول "لاتصاحب صديق إلا بعد(طوشة)" ، فمعرفتي بك كان عن طريق نقاش حاد بأسلوب مؤدب عندما جاء ضيف على محاضرة آنذاك ,, طلبت مني ان لا اكون مشاكساً كعادتي .. فجوابي كان لك بالنبرة الشرسة النابعة من الطيبة بأنني أفرق ما بين المزح والجد وأني اجيد احترام الذات .

جئت وشكرتني بعد محاضرة كانت الفائدة عنوانها ، مرت الايام وارسلت لي طلب صداقة على الفيس بوك وبدأنا بالتواصل مع بعضنا البعض على الهاتف الجوال ، بحيث كنت أفصل عليك لأنو خطي مجاني وكانت اول مكالمة عندما ذهبنا لاداء واجب عزاء لأحد الزملاء في كلية الصحافة والاعلام ، وفي حديث يجر حديث (لبستني) عزومة منسف كونها (أمــي) كركية ، توسعت العلاقة كمن يعجب في فتاة ثم يحبها ثم يترجم ذاك الحب الى زواج .

مرت الايام والعلاقة بيننا تترجم افضل الصور والمعاني في الاخوة ، أمتزت في دماثة الخلق ، حدثتني عن حالتك وعن بساطتك وعن عائلتك التي تسكن معها ، وقلت لك يومها بأنني لا أختلف عنك كثيراً فأنا من الطبقة الكادحة التي تعشق (الزيت والزعتر والمجدرة) عشت في زقاق مدينة الزرقاء وتربيت بها واصبحت شامة على جبيني لا يمكن اخفاءها .

هي قصة عام بعد معرفتك ،، لتدخل في دوامة الحب والعشق ،، جئتني مهموم البال والحزن يخيم على حاضرك وكأنك لاجئ انقطعت به السبل فلم يلقى بطريقه غير جريح يستسقي الحزن والآلم من جذوره ،، ذكرت لي قصتك وعملنا ما عملنا وفعلنا ما فعلنا في بيتي البسيط ،، ووصفت لك خلطة علاج أثمرت مفعولها آنذاك .

خرجنا برفقة الزملاء الى البحر الميت عدة مرات ,, وحضرنا الندوات وافتتاح المجلات ,, وجلسنا في المقاهي مئات المرات ,, ولو ان مطاعم الشاورما والحمص والفول تنطق لنطقت بقولك " كثر فلافل يا معلم" ،، نعم الفلافل هو خبزنا وملحنا ،، قلت لك ان الطريق طويل ومليء بالاشواك وان بين يدينا سرب من الاسلاك ولكن بالقوة والعزيمة والاصرار نستطيع التغلب عليها لنسير بأقدامنا الى مركب النجاح .

الاشواك والاسلاك هي السرب الذي وقف حاجزاً مع من تحب ، فبين كرً وفر يلتطم وجهك بالحائط وتعي ان النصيب لم يجمعكم لتعود وتذكر القصة لي بعد ايام وانا كالأم انصحك ماذا تفعل .

نعم يا جلال ,, جميعنا أحببنا النساء ,, ولكن اريدك ان تعي جيداً ان ليس كل النساء نساء فمنهم الملكات والاميرات ومنهم الجنة ومنهم النار ومنهم أقل ما يقال عنها بأنها لا تستحق الحياة ,, ولكن لكل بداية نهاية ونهايتك معها خير لك بتقادير ربك .

لن يصيبك الا ما كتب الله لك ,, والذي كُتب لك فهو لك والذي لم يكتب لك فهو مُحرمٌ عليك ,,, جـلال أمشي طريقك كما تريد وبما يرضي الله فأنت الاخ والحبيب والصديق وعاهدتك بأن نبقى أقوياء وأحباء مهما طال الزمان بنا أو قصر ,, ووعدتك بأن نكون ذو شأن والايام ستشهد يا صديقي ,, وأعلم بأنك تشكل جزءاً مهماً من حياتي اليومية ... وللحديث بقية .



تعليقات القراء

أبوموسى المجروح
تفلسف يا خوي علي الطلاق بينك وبين الحياة والفلسفه الله
22-01-2014 04:02 PM
آآآآل جلال آآآآآل
ادفع نص عمري بس اعرف شو بدك تحكي ..بعدين من انت ومن جلال تاعك.
23-01-2014 06:03 AM
ahmad habeeballah
رائع ابو علوان ... للأمام صديقي
الله يديم المحبة بين الجميع
24-01-2014 12:55 PM
عبدو دبشه
مبدع إيجاز ووضوح ومعاني رقراقة رائعة
26-01-2014 04:47 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات