نهاري طويل
في هذا الصباح "الخائن" الذي تَخلّى عن فصله الشتاءْ وراح يُسلّم زمام أمرِه لربيع لم يَحِنْ بعدْ...تَخرُجُ مِن مخبئها نسمةٌ شِتائيّة خجولة لِتزيح ستائر النوافذ للشمس كي تَعبُر لِتُيقظ النيام..ها هو سِربُ حَمامْ ألقى بالكَسَل عن أجنحته,وراح يُحلّق بحثاً عن قَمْحٍ ضائع في الحقول,وها هو رَف عصافير حَمَلَ ريشهُ وانطلَقَ لِيُلوّنَ به الفضاء بحثاً عن رزقه الذي تيسّر..ها هم أطفالٌ من البشر حبسوا أحلامهم الصغيرة داخل حقائبهم المدرسية وركبوا الحافلات مودعين الحارات بعيون لا زالت تُعاني بعض نُعاس..ها هو قطيعٌ تقودَهُ راعية يَجتاز الشارع الإسفلتيّ في طريقهِ للمرعى..ها هم بضعة فقراء يقومون بنبش الحاويات بحثاً عن رزقٍ مدفون داخلها..ها هم سواقو وزراء يقومون بتلميع مقابض أبواب سيارات معاليهم قبل الإنطلاق للعمل..ها هو النحل يبحث بلا جدوى عن رحيق زهور لم تتفتّح بعد..ها هم أصحاب الحوانيت وبائعو الفواكه والخضار يقومون بعرض بضائعهم..ها هم الأطباء يُراجعون مُذكرات مواعيد الكشف عن مرضاهم..ها هم مُحامون يحملون عباءات سوداء بيد وحقائب القضايا بيد أخرى ينطلقون نحو المحاكم..ها هم رؤساء مجالس إدارات,ومدراء,وموظفون يهبون نحو مكاتبهم..ها هم الخبّازون أشعلوا أفرانهم..ها هم موظفو البنوك يقومون بعقد ربطات أعناقهم قبل استقبال المُستَثمرين..ها هم فتيات,ورجال السير يتوزعون في الطرقات المكتظة بالمرور..ها هو الدجاج يُسلّم رقابه للذبح داخل مسالخ الطيور..ها هم عمال الوطن يقفون على أهبة الإستعداد في مواجهة أكوام نفاياتنا..ها هم الحلاقون يعودون لفتح صالوناتهم بعد يوم عُطلة..ها هو موكب الرئيس بعرباته السوداء يمر مُسرعاً نحو الدوار الرابع!.
يا إلهي, أي بؤس أعيشه, وأي مَلَلْ, كل هذا المخلوقات لديها ما تقوم به سِواي !, فأيّ نهارٍ طويلٍ هو هذا؟!.
جهاد جبارة
في هذا الصباح "الخائن" الذي تَخلّى عن فصله الشتاءْ وراح يُسلّم زمام أمرِه لربيع لم يَحِنْ بعدْ...تَخرُجُ مِن مخبئها نسمةٌ شِتائيّة خجولة لِتزيح ستائر النوافذ للشمس كي تَعبُر لِتُيقظ النيام..ها هو سِربُ حَمامْ ألقى بالكَسَل عن أجنحته,وراح يُحلّق بحثاً عن قَمْحٍ ضائع في الحقول,وها هو رَف عصافير حَمَلَ ريشهُ وانطلَقَ لِيُلوّنَ به الفضاء بحثاً عن رزقه الذي تيسّر..ها هم أطفالٌ من البشر حبسوا أحلامهم الصغيرة داخل حقائبهم المدرسية وركبوا الحافلات مودعين الحارات بعيون لا زالت تُعاني بعض نُعاس..ها هو قطيعٌ تقودَهُ راعية يَجتاز الشارع الإسفلتيّ في طريقهِ للمرعى..ها هم بضعة فقراء يقومون بنبش الحاويات بحثاً عن رزقٍ مدفون داخلها..ها هم سواقو وزراء يقومون بتلميع مقابض أبواب سيارات معاليهم قبل الإنطلاق للعمل..ها هو النحل يبحث بلا جدوى عن رحيق زهور لم تتفتّح بعد..ها هم أصحاب الحوانيت وبائعو الفواكه والخضار يقومون بعرض بضائعهم..ها هم الأطباء يُراجعون مُذكرات مواعيد الكشف عن مرضاهم..ها هم مُحامون يحملون عباءات سوداء بيد وحقائب القضايا بيد أخرى ينطلقون نحو المحاكم..ها هم رؤساء مجالس إدارات,ومدراء,وموظفون يهبون نحو مكاتبهم..ها هم الخبّازون أشعلوا أفرانهم..ها هم موظفو البنوك يقومون بعقد ربطات أعناقهم قبل استقبال المُستَثمرين..ها هم فتيات,ورجال السير يتوزعون في الطرقات المكتظة بالمرور..ها هو الدجاج يُسلّم رقابه للذبح داخل مسالخ الطيور..ها هم عمال الوطن يقفون على أهبة الإستعداد في مواجهة أكوام نفاياتنا..ها هم الحلاقون يعودون لفتح صالوناتهم بعد يوم عُطلة..ها هو موكب الرئيس بعرباته السوداء يمر مُسرعاً نحو الدوار الرابع!.
يا إلهي, أي بؤس أعيشه, وأي مَلَلْ, كل هذا المخلوقات لديها ما تقوم به سِواي !, فأيّ نهارٍ طويلٍ هو هذا؟!.
جهاد جبارة
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
مرت الايام لا تتعذري ..
انت جرحك نشف وانا جرحي طري
لا شيبي نساني ولا مكبري ..
عندي صار عيال واصغرهم انا
لا تشكي من الشيب ولا تزيد العذاب.. شيبة المحبوب اغلى من الذهب
ويا حليله لما يستوي قطف العنب..
ولو كبرنا بالطاق ضماير حبنا
وبكره يعود الصفى ويروح الزعل ولو عمري سبعين انا عندي امل
ولو يقولو الولف على دياره وصل..
لادوز العود وادندن دندنة
والله ما فارق ولا اني مفارقه..
جسمي اللي راح اللو لو روحه مارقه