النسور يختتم زيارته للعراق


جراسا -

عاد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور الى عمان مساء الأربعاء بعد زيارة رسمية الى العراق نقل خلالها رسالة خطية من جلالة الملك عبدالله الثاني الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تتناول العلاقات الاخوية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.

واكد رئيس الوزراء ونظيره العراقي خلال اجتماع ثنائي عقداه في القصر الحكومي ببغداد ارتياحهما للنمو والتطور الذي تشهده العلاقات الثنائية وضرورة تفعيل الاتفاقيات والبرتوكولات الموقعة بين البلدين وتحويلها الى واقع ملموس يعزز الروابط والمصالح الاخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين.

كما ترأس رئيس الوزراء ونظيره العراقي اجتماعات اللجنة العليا الاردنية العراقية المشتركة التي عقدت بحضور اعضاء الوفدين الرسميين من الجانبين الاردني والعراقي .

وبحثت اللجنة في سبل تعزيز افاق التعاون المشترك لا سيما في مجالات الطاقة بما في ذلك التسريع في انجاز انبوب النفط العراقي الى ميناء العقبة ودراسة امكانية الربط الكهربائي بين البلدين.

كما بحثت سبل زيادة التعاون في مجالات الاستثمار والزراعة والنقل والربط السككي والاشغال العامة والاسكان ودعم المقاول الاردني للمساهمة في عملية اعادة الاعمار فضلا عن ان يكون العقبة ميناء استيراد رئيسي للبضائع المستوردة للعراق.

وبحث الجانبان ايضا موضوع السجناء الاردنيين في العراق اضافة الى موضوعات تتعلق بالاقامة والتاشيرات للعراقيين في الاردن.

ووقع رئيس الوزراء ونظيره العراقي على محضر اجتماعات اللجنة العليا المشتركة كما وقع وزير الصناعة والتجارة والتموين الدكتور حاتم الحلواني ونظيره العراقي اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار بين البلدين.

واكد رئيس الوزراء ورئيس الوزراء العراقي في مؤتمر صحفي مشترك اهمية زيادة التواصل بين المسؤولين في البلدين الامر الذي من شانه زيادة مستوى التعاون القائم بينهما.

وقال النسور ان الرسالة التي نقلها من جلالة الملك الى رئيس الوزراء العراقي تتضمن توجيها واضحا للحكومة بالسير قدما في تمتين العلاقات بين القطرين الشقيقين.

واضاف "نحن في الاردن لا نرى اي امر يدعنا نتردد في التعاون مع العراق في المجالات كافة " مؤكدا ان هذا اللقاء ليس برتوكوليا احتفاليا وانما في اطار اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي تبحث في مجمل العلاقات والتعاون بين الجانبين.

ولفت رئيس الوزراء الى انه تحدث في اكثر من مناسبة اننا نتعامل مع رجل صادق لم يعد في اي شيء الا وفعله مؤكدا ان هذا يعزز الثقة لدى الجانب الاردني بان ما يتم الاتفاق عليه سيتم تنفيذه.

واكد النسور ان الاردن المعتدل الواضح ليس لديه ما يخفيه وهو سائر في التنمية لان سلامة الاردن هي في سلامة اقتصاده اولا " ومن هنا نعول على الشراكة مع العراق ومع الدول العربية ليكون بلدنا مستقرا اقتصاديا".

ولفت الى ان الجانبين بحثا ثلاثة موضوعات استراتيجية وعددا اكبر من الموضوعات الاخرى حيث شملت الموضوعات الاستراتيجية انبوب النفط العراقي الذي فيه خدمة كبيرة للعراق والاردن مشيرا الى العزم والنية العراقية الواضحة والحازمة في السير بهذا المشروع وكذلك نحن " وقد تبادل الوفدان الرؤى حول المرحلة القادمة ونحن مطمئنون ان هذا المشروع سائر الى نجاح " لافتا الى ان هذا الخط يمكن ان يمتد الى البحر الاحمر وافريقيا ومضيفا انه قد طرح هذا الامر على الاشقاء في مصر الذين ابدوا ترحيبا بهذا الامر.

واضاف ان المشروع الاستراتيجي الثاني هو ربط البلدين بالسكك الحديدية مؤكدا انه لا معنى للربط السككي في اي بلد اذا كان داخليا اذ يجب ان يخصص للتجارة وحركة الركاب " مؤكدا على تطابق وجهتي نظر البلدين بالسير بمشروع السكك الحديدية بحيث تكون خدمة السكك من بغداد الى عمان فالعقبة مثلما اكد ايضا ضرورة اكمال الربط مع المملكة العربية السعودية وسوريا حتى تكتمل هذه الشبكة.

اما المشروع الاستراتيجي الثالث فهو الطريق البري الذي يشكل شريانا حيويا لنا جميع مؤكدا ان الاردن يضع ميناء العقبة في خدمة الاقتصاد العراقي مما يستوجب النظر باعادة توسعة الطريق البري سيما وان نحو 80 الف شاحنة تستخدم الطريق سنويا ومثلها من الشاحنات الاردنية مما يجعله واحدا من اكبر الطرق في العالم.

ولفت النسور الى انه تمت مناقشة العديد من الموضوعات وبشكل خاص الزراعة المتعلق بقدرة انتاجية يقوم بها الفلاح والمزارع والتاجر مؤكدا ان هذا قطاع مهم وعزيز علينا منوها بان الجانب العراقي قد وعد بان تكون المنتوجات الزراعية الاردنية مرحب بها في غير مواسم الانتاج في العراق.

واكد ان الجانبين ينسقان في مجالات التبادل الثقافي والسياسي والاجتماعي لافتا الى ان ثمة امور عالقة خاصة فيما يتعلق بامور مالية ومستحقات ونحن نامل بعمل تسوية في هذا الموضوع حتى ننطلق للامام.

واعرب رئيس الوزراء عن شكره للحكومة العراقية على استجابتها باطلاق سراح بعض المحكومين الاردنيين " ونامل ان ينال عفو الجمهورية العراقية الشقيقة من يستحق من المسجونين الذين لا يزالون في السجون العراقية وتفعيل اتفاقية الرياض التي وقع عليها البلدان بان يقضي المحكومون بقية حكمهم في بلدانهم ونحن نرحب بهذا اذا وجدتموه مناسبا ".

وردا على سؤال قال رئيس الوزراء انه تبين لكل عراقي في الفترة الماضية ان الاردن لا يصدر الارهاب على الاطلاق ولا يمرره ولم تسجل عليه حالة واحدة ونحن ملتزمون بان هذه سياسة ثابتة في دولة راسخة.

واكد اننا ضد الارهاب وهو عدونا المشترك وعدو كل العرب والمسلمين والعالم اجمع مضيفا ان هذا التواصل جاء نتيجة الثقة المتبادلة بين البلدين.

من جهته اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان اللقاء كان حافلا بالموضوعات حيث تم تبادل وجهات النظر في مجالات الطاقة وبالاخص انبوب النفط العراقي عبر الاردن الى العقبة وضرورة الاسراع في تنفيذه خدمة للبلدين ومصالحهما المشتركة كما تمت مناقشة مد خط سكك حديدية بين البلدين والمنطقة.

واضاف انه تمت مناقشة القضايا المتعلقة بالقطاع الزراعي واعطاء المنتجات الزراعية الاردنية الاولوية في السوق العراقية مثلما تمت مناقشة دور الشركات الاردنية في تزويد وزارة التجارة العراقية بمواد البطاقة التموينية.

كما تم البحث في زيادة التعاون في مجال النقل البري والبحري والجوي مثلما تطرق الاجتماع بحسب المالكي الى القضايا والاهتمام المشترك المتعلق بالنواحي الامنية ومواقف البلدين من الاحداث الجارية في المنطقة " وتم التاكيد على ان الاردن والعراق يشكلان ركيزة في الاتجاه الوسطي المعتدل في التعاطي مع القضايا ومواجهة التحديات الارهابية والتطرف والعنف الذي يسود في المنطقة.

وردا على سؤال اكد المالكي ان الحدود الاردنية العراقية هي حدود امنة بدليل تحمل البلدين مسؤولية ان لا تكون حدودهما ممرا او عبورا للمنظمات الارهابية.

وردا على سؤال حول انبوب النفط اكد ان هذا المشروع قطع اشواطا اولية فيما يتعلق بالتعاقد حيث تقدمت اعداد كبيرة من الشركات لافتا الى رغبة العراق بمده الى مصر والى دول في افريقيا وان هذا الموضوع قد يحتاج الى اتفاق ثلاثي اردني عراقي مصري.

اما موضوع السكك فقد شددنا اليوم على ضرورة الاسراع بتنفيذ هذا المشروع الذي يحتاجه البلدان

وبشأن امكانية تصدير البضائع الاردنية عبر العراق الى تركيا واوروبا والتي تضررت نتيجة الاحداث في سوريا قال المالكي ان تصدير البضائع الاردنية عبر العراق هو من الموضوعات المهمة والتي لنا فيها مصلحة متبادلة وتم الاتفاق على ان تكون هناك الية لتصدير البضائع التي مصدرها الاردن عبر العراق وكذلك من العراق الى الاردن وهي تحتاج الى ترتبيات يتعلق بعضها باعادة تاهيل بعض الطرق التي تهالكت وتسهيل حركة الشاحنات وتمديد فترة العمل بالمنافذ الحدودية.

واضاف "لقد قلنا سابقا للاخوة في الاردن نحن نسمح بمرور الشاحنات الاردنية الى العراق ومن العراق الى بقية الدول مع مراعاة ظروفنا ووضع الطرق والجسور العراقية التي تحتاج الى عملية اعادة صيانة ".

إلى ذلك التقى النسور في بغداد اليوم الاربعاء نائب رئيس جمهورية العراق الدكتور خضير الخزاعي.

واكد رئيس الوزراء خلال اللقاء الذي حضره اعضاء الوفد المرافق حرص الاردن على تعزيز العلاقات الاردنية العراقية والعمل بوتيرة اسرع على تنفيذ المشروعات المشتركة خدمة لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

كما اكد رئيس الوزراء على وقوف الاردن الى جانب العراق الشقيق لضمان عودته عضوا فاعلا في مجتمعه العربي والدولي.

من جهته اكد نائب الرئيس العراقي على عوامل التاريخ والجغرافيا والهوية والهم المشترك والتحديات والمصالح المشتركة التي تميز علاقات العراق مع الدول العربية.

وثمن الدكتور الخزاعي مواقف الاردن الداعمة للعراق لافتا بشكل خاص الى دعم جلالة الملك عبدالله الثاني وجهوده في سبيل انفتاح العراق على العالم العربي والمجتمع الدولي.

على صعيد اخر التقى رئيس الوزراء مع وفد من مجلس الاعمال الوطني العراقي الذي يضم رجال وسيدات اعمال ومن غرفة تجارة بغداد.

واعرب رئيس الوزراء عن الامل بعودة الامور الى طبيعتها في العراق وقال " نحن نراهن على عودة الاستقرار لهذا البلد الشقيق " مؤكدا ان علاقة الاردن بالعراق ليست مرتبطة بانظمة بل هي علاقة مع شعب وجمهورية العراق ومشددا على ان الاردن لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول وليس له مصلحة في ذلك.

واكد النسور ان الاردن بلد منفتح ويتمتع بالحريات الشخصية وحماية الاموال والممتلكات كما يتمتع بكفاءات بشرية وانفتاح اقتصادي ونظام بنكي متقدم مما يؤهله ليكون مقصدا للاستثمارات وجسرا الى دول عربية اخرى .

وشدد على انه ورغم الظروف المحيطة بالاردن الان ان نظامنا السياسي في بلدنا استطاع مواجهة التحديات بكفاءة وقدرة مؤكدا ان الاردن المستقر يصلح لان يكون شريكا موثوقا.

وقال رئيس الوزراء " الاخوة في العراق بجميع اطيافهم وتوجهاتهم يدركون اننا في الاردن لا نتدخل في شؤون العراق الداخلية ولا نصدر ارهابيين الى اي مكان وليس لنا اذرع سياسية مثلما انه ليس لدينا سياسة سرية غير معروفة " .

واضاف نحن في الاردن لدينا علاقات مميزة مع دول الخليج العربي ومع مصر وبالامكان استفادة العراق من هذه العلاقات لا سيما في مجالات التجارة البرية والبحرية والتبادل الجوي.

وكان وزير الداخلية حسين المجالي شرح الاجراءات التي اتخذتها الحكومة لحل المشاكل والمعيقات التي كانت تواجه المستثمرين العراقيين بشكل خاص والعراقيين في الاردن بشكل عام من حيث التاشيرات والاقامة.

من جهته اشار وزير الصناعة والتجارة والتموين الدكتور حاتم الحلواني الى انه تم الاتفاق على عقد مؤتمر خلال الشهرين القادمين لرجال وسيدات اعمال مع نظرائهم الاردنيين في عمان بهدف التعرف على فرص الاستثمار والتعاون المتاحة.



تعليقات القراء

الخط الحديدي
نريد الربط مع العراق ولا للربط مع الوهابيين القتلة.
25-12-2013 10:43 PM
داعي الى الله
شو قصة المالكي؟

سري مري سري مري سري مري سري مري مرة القضاة ومرة النسور ياجماعة في طبخة في العراق كبيرة كبيرة.
26-12-2013 04:47 AM
تيتي تيتي زي ما رحتي زي ما جيتي

....
رد من المحرر:
نعتذر
26-12-2013 10:31 AM
مسلم أردني
سرايا -قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن كربلاء ينبغي أن تكون قبلة العالم الإسلامي؛ لأن بها “مرقد الإمام الحسين”، مبديًا تطلعاته لتطوير منطقة كربلاء لتليق باستقبال “زوار الإمام”.
26-12-2013 06:40 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات