الى متى ننتهي من مسلسل ضحايا حوادث الطرق في بلدنا


تشكل حوادث السير رعبا وقلقا دائم النظير لدى الكثير من الاسر الاردنية ،ففي الوقت الذي اصبحت فيه حوادث السير المميتة تشكل هاجسا مرا عند كافة افراد مجتمعنا الاردني خصوصا مع تزايد مصائب هذه الحوادث في زهق ارواح بريئة واصابات جسيمة اقعدت الكثيرين .

قد اقول من الصعب جدا تلافي الحوادث فالحادث يشكل عام هو اعتراضي يقع بدون تخطيط مسبق وقد لا يعي السائق توقيت حدوثه المفاجئ ولكن موضوع مقالي هو ما يخص القيادة المتهورة التي تقود الى ابشع انواع الحوادث القاتلة .

ان مجازر حوادث السير باتت مقلقة جدا وتجعلنا نتساءل ونتمنى ان يكون هناك من يسمع ويجيب ، هل سنبقى نعزي زهق ارواح ابنائنا وبناتنا للقضاء والقدر؟ وهل اصبح مواطننا يذهب فواتا لقاء فتجان قهوة عشائرية؟ وهل ستبقى ارواح ابنائنا رهينة للمتهورين والطائشين؟

ان وقف نزيف حوادث السير يتطلب وقفة وطنية اذا ما اعتبرنا ان الانسان اغلى ما نملك في هذا البلد . وهذا ما جعل القيادة الهاشمية تدعو الى منظومة عمل وبلورة استراتيجية وطنية للسلامة المرورية وتعزيزها ببرنامج زمني تنفيذي تحدد فيه ادوار وواجبات اللجان المعنية لتفهم هذه الاستراتيجية .

ان ما تشهده بعض الطرق الاردنية الرئيسة من حوادث مروعة ذهب ضحيتها العشرات من ابناء هذا الوطن الغالي واضاف اليها ايضا الكثير من الاصابات الجسيمة التي اقعد اصحابها وقتلت فيهم كل طموح لمستقبلهم العملي حتى اصبحوا يشكلون عبئا اسريا على عائلاتهم بعد ان كانوا منتجين متفائلين بمستقبلهم ومستقبل ابنائهم.

فنظرة بسيطة الى الارقام الاحصائية لأعداد ضحايا حوادث السير في بلدنا الغالي تعطينا مؤشرا انه رغم الجهود المبذولة من مديرية الامن العام والجهات المعنية للحد من هذه المصيبة التي ابتلي بها وطننا والتي يذهب ضحيتها شباب في مقتبل العمر بل وشيوخا يحتاج اليهم هذا الوطن لخبرتهم التي نحن بحاجتها، ففي العام 2010 كان هناك 139400 حادث طرق ارتفع في العام 2011 الى 142600 حادث وبفعل الجهود المبذولة من مديرية الامن العام فقد انخفض العدد في العام 2012 الى 112800 حادث اي بنسبة تراجع 26.4% عن العام الذي سبقه لكن رغم هذا التراجع في اعداد الحوادث فقد وصل عدد قتلي هذه الحوادث (816) قتيلا في العام 2012، مقارنة ب (670) قتيلا عام 2010، اي بزيادة قدرها (21.8%) خلال عامين وهنا اقول ان اكثر المعارك لا تحصد مثل هذا العدد خاصة اذا ما عرفنا ان اكثر من( 17000) جريح ايضا كبدتها هذه الحوادث الدامية في بلدنا الغالي في العام 2012 .

وهنا فان الدور المناط بالحد من المشكلة التي يراودنا سماعها كل يوم بل وكل لحظة ليس مقصورا على مديرية الامن التي تعمل الليل بالنهار بعملها الدؤوب والمتواصل لمنع والحد من حوادث السير وهي دائبة السهر على ارواح كافة المواطنين في هذا البلد الغالي ، فليس من المعقول ان نضع عند كل شارع او ممر صغير شرطي سير او دورية امنية لمنع من تخوله نفسه للتهور وعدم المبالاة كما نشاهدها عند الكثير من الشبان الطائش الذين يتسببون في زهق ارواح ابنائنا فالمسؤولية هنا مجتمعة واخاطب بها كل الضمائر الحية وذوي هؤلاء الشبان المتهورين في قيادة سيارتهم وسيارات ابائهم و التي احيانا تكون دون علم ابائهم، ان ارحموا اخوانكم ولا تنهوا حياتهم بلحظة جنونية غير مسؤولة فقط لتحقيق رغباتكم الشيطانية.

المطلوب ان يكون هناك وعي مروري نابع من المواطن الاردني بتقيده بضوابط المرور والسرعة وان نضع مخافة الله امام اعيننا . وان نفتخر باننا دولة تقاس بانخفاض عدد الحوادث المرورية بها لا ان نكون في صفاف الدول التي يرتفع فها معدل الحوادث .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات