المخابرات وإبعاد شبح المؤامرات
قد طالت الالسن بطريقة استفزازية ومثيرة للشك هذا الجهاز وافراده , وكَثر الهرج والمرج حول انجازاته في خطوة اقل ما يمكن وصفها بالمدروسة لتلويث سمعة هذا الجهاز تمهيداً لافقاده هيبته , للرقص على اوجاع الوطن, وأنا هنا لست بصدد مناقشة بعض السلبيات لهذا الجهاز , لأن الانحراف حالة طبيعية قد تصيب أي ركن من اركان الدولة بلا استثناء , فالبيت العائلي الصغير الذي يضم خمسة افراد قد يحتوي على أب فاسد او أم منحرفة او ابن عاق.
فما يهمني في حديثي عن المخابرات العامة هو تسليط الضوء على اهم مؤسسة في هذا الوطن على الاطلاق واهم ركن امني بلا منافس ولا منازع , وخاصة في تلك الايام التي نعيشها , والامواج والحروب هي السمة الغالبة على دول الاقليم من حولنا, ليدفعني ذلك بقوة للمناداة مع شرفاء الوطن في ان تبقى هذه المؤسسة الوطنية الجسر الاردني الوحيد الذي لا تعبر اي قضية او صفقة إلا من فوقه , سواء اكانت تلك القضايا او الصفقات صغيرة ام كبيرة , فهذا الجهاز لا ينظر للامور بسطحية كما ننظر اليها نحن العامة, ولا يشُخّص المسائل كما نراها ويروج لها الاعلام , فقد يكمن في صغائر الامور اكبر الاخطار , وما تلك الحملة الشرسة التي شنها البعض على المخابرات الاردنية في السنوات السابقة التي عاشها العالم العربي بربيعه الصهيوني إلا ابر تخدير لاجراء عملية تشويه لسمعتها قبيل الانقضاض على ما تبقى من معالم للوطن, لادراكهم اهمية هذا الجهاز والدور الكبير الذي يلعبه على صعيد تمتين الارض الصلبة لوطن تتناهشه الايادي من كل صوب وحدب.
فدعوني اسرد اليكم قصة حقيقية ابطالها رجال المخابرات العامة الاردنية بعضهم لا زال على رأس عمله , بما فيهم مدير المخابرات العامة الحالي الفريق فيصل الشوبكي الذي عايشها وعاصرها ويعيها تماما , فقد اشتكى بعض قادة الاخوان المسلمين ذات يوم للملك الحسين في منتصف التسعينيات من القرن الماضي تطاول المخابرات عليهم ومن التمادي في تعقبهم ومراقبتهم , مما حدا بجلالة الملك الحسين طيب الله ثراه الى دعوتهم لاجتماع مغلق في القصر لم يتوقعوه , فتفاجئوا بوجود مدير المخابرات العامة مصطفى القيسي , فأمرهم الملك بالتحدث امامه باسهاب عن الظلم الذي يواجهونه من المخابرات العامة , فاشتكوا كعادتهم وبكوا طويلا من الظلم الكبير الذي لطالما امتهنوه لجر الناس خلفهم , وبعد ان انتهوا من البكاء , طلب مدير المخابرات العامة القيسي شرف الحديث من جلالة الملك , فأخرج ملفاً يتضمن اجتماعات ولقاءات قيادات الاخوان على الساحتين الاردنية والعربية والدولية مع اعداء الاردن و اصدقائه بالتفصيل باليوم والتاريخ والساعة والمكان, حتى ان جلالة الملك الحسين اشعل سيجارة بغضب شديد بعد أن سمع عن نية الاخوان تشكيل جناح عسكري شبيهاً بجناح حماس العسكري , فاصيب قادة الاخوان بالذهول الشديد من هول ما سمعوا من تفصيل لمؤامراتهم منعهم من الرد على القيسي ولو بكلمة واحدة, فايقنوا عندها الحرفية العالية التي يتعامل بها جهاز المخابرات الاردنية بتعقبهم داخل حدود الوطن وخارجه كما يتعقبوا اعداء الاردن في كل مكان تصل اليه اقدامهم.
فدائرة المخابرات العامة هي الحقيقة الوحيدة الدامغة في صناعة الامن الاردني , تلك الحقيقة التي لا يريد البعض سماعها او رؤيتها واقعاً ملموساً , لانها تمثل مصدر رعب لهم , وعامل فشل لتحقيق أجنداتهم , لذلك لجئوا في كثير من المواقف الى محاولات مبرمجة بشكل متعمد لإستفزاز افراد جهاز المخابرات العامة في محاولة منهم لإيجاد وسيلة ضغط على الملك لمطالبته بكف يد المخابرات وتقزيم دورها على الصعيد الوطني , بحجة ان دورها يكمن في الشؤون الامنية الخارجية فقط , متسائلا : كيف لعاقل أن يطالب بعدم تدخل جهاز المخابرات بمسألة تعيين موظف قد يكون عميلاً لجهة خارجية , او باستيراد صفقة غذائية قد يكون اثرها مدمر على الحياة الانسانية ؟.
فمن يطالب بالامن والامان ويعمل تحت ضوء الشمس ويريد ان يحافظ على بيته من الخراب والدمار عليه ان لا يخاف قدوم الظلام الذي يتميز بالعمل وسط امواجه افراد جهاز المخابرات العامة, فكم من جريمة ومؤامرة احبطها رجال هذا الجهاز بكفاءة ومهنية عالية وهي لا تزال حديثاً في سلك الهاتف؟.
وقفة للتأمل :" فليحذر الاردنيين الشرفاء من بعض المواقف التي يستغل البعض فيها فقرهم وجوعهم باسم مبادئ عظيمة وطنانة , ولنتعلم من غيرنا ان لا ننتظر التحرر كمعونة تأتينا من الخارج , ولنعمل معاً على خلع الشوك الذي ادمى اقدامنا بايدينا, فقد تكون إبرة الغريب سامة دون ان ندري , وهذا يتطلب منا جميعاً ان نحافظ على امن الاردن وتماسكه اولا , ثم نطالب برؤوس الفاسدين لاحقاً , فقد يكون الفساد الذي تجلبه الحروب اقسى وأمر من فساد السِلم الاهلي".
قد طالت الالسن بطريقة استفزازية ومثيرة للشك هذا الجهاز وافراده , وكَثر الهرج والمرج حول انجازاته في خطوة اقل ما يمكن وصفها بالمدروسة لتلويث سمعة هذا الجهاز تمهيداً لافقاده هيبته , للرقص على اوجاع الوطن, وأنا هنا لست بصدد مناقشة بعض السلبيات لهذا الجهاز , لأن الانحراف حالة طبيعية قد تصيب أي ركن من اركان الدولة بلا استثناء , فالبيت العائلي الصغير الذي يضم خمسة افراد قد يحتوي على أب فاسد او أم منحرفة او ابن عاق.
فما يهمني في حديثي عن المخابرات العامة هو تسليط الضوء على اهم مؤسسة في هذا الوطن على الاطلاق واهم ركن امني بلا منافس ولا منازع , وخاصة في تلك الايام التي نعيشها , والامواج والحروب هي السمة الغالبة على دول الاقليم من حولنا, ليدفعني ذلك بقوة للمناداة مع شرفاء الوطن في ان تبقى هذه المؤسسة الوطنية الجسر الاردني الوحيد الذي لا تعبر اي قضية او صفقة إلا من فوقه , سواء اكانت تلك القضايا او الصفقات صغيرة ام كبيرة , فهذا الجهاز لا ينظر للامور بسطحية كما ننظر اليها نحن العامة, ولا يشُخّص المسائل كما نراها ويروج لها الاعلام , فقد يكمن في صغائر الامور اكبر الاخطار , وما تلك الحملة الشرسة التي شنها البعض على المخابرات الاردنية في السنوات السابقة التي عاشها العالم العربي بربيعه الصهيوني إلا ابر تخدير لاجراء عملية تشويه لسمعتها قبيل الانقضاض على ما تبقى من معالم للوطن, لادراكهم اهمية هذا الجهاز والدور الكبير الذي يلعبه على صعيد تمتين الارض الصلبة لوطن تتناهشه الايادي من كل صوب وحدب.
فدعوني اسرد اليكم قصة حقيقية ابطالها رجال المخابرات العامة الاردنية بعضهم لا زال على رأس عمله , بما فيهم مدير المخابرات العامة الحالي الفريق فيصل الشوبكي الذي عايشها وعاصرها ويعيها تماما , فقد اشتكى بعض قادة الاخوان المسلمين ذات يوم للملك الحسين في منتصف التسعينيات من القرن الماضي تطاول المخابرات عليهم ومن التمادي في تعقبهم ومراقبتهم , مما حدا بجلالة الملك الحسين طيب الله ثراه الى دعوتهم لاجتماع مغلق في القصر لم يتوقعوه , فتفاجئوا بوجود مدير المخابرات العامة مصطفى القيسي , فأمرهم الملك بالتحدث امامه باسهاب عن الظلم الذي يواجهونه من المخابرات العامة , فاشتكوا كعادتهم وبكوا طويلا من الظلم الكبير الذي لطالما امتهنوه لجر الناس خلفهم , وبعد ان انتهوا من البكاء , طلب مدير المخابرات العامة القيسي شرف الحديث من جلالة الملك , فأخرج ملفاً يتضمن اجتماعات ولقاءات قيادات الاخوان على الساحتين الاردنية والعربية والدولية مع اعداء الاردن و اصدقائه بالتفصيل باليوم والتاريخ والساعة والمكان, حتى ان جلالة الملك الحسين اشعل سيجارة بغضب شديد بعد أن سمع عن نية الاخوان تشكيل جناح عسكري شبيهاً بجناح حماس العسكري , فاصيب قادة الاخوان بالذهول الشديد من هول ما سمعوا من تفصيل لمؤامراتهم منعهم من الرد على القيسي ولو بكلمة واحدة, فايقنوا عندها الحرفية العالية التي يتعامل بها جهاز المخابرات الاردنية بتعقبهم داخل حدود الوطن وخارجه كما يتعقبوا اعداء الاردن في كل مكان تصل اليه اقدامهم.
فدائرة المخابرات العامة هي الحقيقة الوحيدة الدامغة في صناعة الامن الاردني , تلك الحقيقة التي لا يريد البعض سماعها او رؤيتها واقعاً ملموساً , لانها تمثل مصدر رعب لهم , وعامل فشل لتحقيق أجنداتهم , لذلك لجئوا في كثير من المواقف الى محاولات مبرمجة بشكل متعمد لإستفزاز افراد جهاز المخابرات العامة في محاولة منهم لإيجاد وسيلة ضغط على الملك لمطالبته بكف يد المخابرات وتقزيم دورها على الصعيد الوطني , بحجة ان دورها يكمن في الشؤون الامنية الخارجية فقط , متسائلا : كيف لعاقل أن يطالب بعدم تدخل جهاز المخابرات بمسألة تعيين موظف قد يكون عميلاً لجهة خارجية , او باستيراد صفقة غذائية قد يكون اثرها مدمر على الحياة الانسانية ؟.
فمن يطالب بالامن والامان ويعمل تحت ضوء الشمس ويريد ان يحافظ على بيته من الخراب والدمار عليه ان لا يخاف قدوم الظلام الذي يتميز بالعمل وسط امواجه افراد جهاز المخابرات العامة, فكم من جريمة ومؤامرة احبطها رجال هذا الجهاز بكفاءة ومهنية عالية وهي لا تزال حديثاً في سلك الهاتف؟.
وقفة للتأمل :" فليحذر الاردنيين الشرفاء من بعض المواقف التي يستغل البعض فيها فقرهم وجوعهم باسم مبادئ عظيمة وطنانة , ولنتعلم من غيرنا ان لا ننتظر التحرر كمعونة تأتينا من الخارج , ولنعمل معاً على خلع الشوك الذي ادمى اقدامنا بايدينا, فقد تكون إبرة الغريب سامة دون ان ندري , وهذا يتطلب منا جميعاً ان نحافظ على امن الاردن وتماسكه اولا , ثم نطالب برؤوس الفاسدين لاحقاً , فقد يكون الفساد الذي تجلبه الحروب اقسى وأمر من فساد السِلم الاهلي".
تعليقات القراء
من طول الغيبات جاب الغنايم
إن كان القرعان هاظا يعني إنه فلسطيني، ون كان القراعنه بيكون حصان اصيل.
ما مدى مصداقيتها؟
و لماذا لم يحاكم الاخوان على هذا الفعل المخل بالامن؟
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
وهو صمام الأمان لديمومة هذا البلد الطيب
ونظامه والكل يعرف مايحاك له من مؤامرات
ومكائد ولو اصابه فساد سينعكس سلبا على البلد واهله فالجهاز في تقييم مستمر لافراده ليبقى قادرا على اداء مهمته على اكمل وجه
ندعو الله لهذا الجهاز بصدق ان يعينه ويوفقه في مهامه وان ييسر له القيادة النظيفه المخلصه