أمور لا تصدق في بلادي، أمور لم تكن يوما في الحسبان، هذا الوطن الممزوج بدمائنا ، الممزوج بحب خالص، لاجله تحملنا كل تلك المعاناة ، تحملنا أعباء الدولة وأوزارها والاثقال التي ألقتها على كاهلنا، لم نكن لنشتكي يوما فقط لاننا نحب الوطن و نشعر فيه بالامن والشرف والطمأنينة، كنا نقول أننا من أشد البلدان احتراما لوطننا لانه يوفر لنا ولابنائنا الطمأنينة التي تحيطهم أينما اتجهوا وكيفما ساروا.
لم نكن يوما لنتآمر على الوطن أو الدولة ، كنا نبضه الصادق ورضينا بالقليل وابتلعنا فكرة شح الموارد وعجز الميزانية و...و...و... مقابل ان نشعر في وطننا بالامن والأمان ، أما أن نخسر هذا وذاك فلا وألف لا.
اليوم بات في وطني الشرف يباع ويشترى، اليوم في وطني الدعارة تمنح بترخيص.
قبل أن تسألوني عن الموضوع سأخبركم بعض ما حصل معنا هنا في مكان وجد لترفيه ابنائنا وبناتنا حتى طلابنا في المدارس
قبل أيام كنت أمشي وأصدقائي في حدائق الملك عبدالله. هذا الصرح الذي أنشئ ليكون مَعْلما سياحيا وثقافيا للاردن. بتنا نراه اليوم عبئا علينا وعلى أولادنا . كنا نمشي في شارع بالحدائق مملوء بالكافيات (كوفي شوب) وأذ برجل يقف أمام كل محل كافيه ويحاول سحب المارة شبابا ورجالا ومراهقين للداخل بدعوتهم للدخول لرؤية نظام جديد تم استحداثه في هذه الكافيهات لمتعة الناس.ـ يحاولون ادخالهم الى المحل بكل الطرق ـ وبالفعل يدخل المارة الى الكافيه بالاجبار وهناك تحدث المفاجئة فعلا حيث تاتي فتاة تقدم خدماتها بشتى الطرق للفريسة التي وقعت بين يديها وهذا ما حصل معي فقد جاءت فتاة لتسليتي بكل السبل وجاءت ثانية تقدم خدماتها المميزة أيضا لزميلي الثاني وثالثة لزميلي الثالث وكل منهن تريد تسلية زبونها وتحاول بكل الطرق اغراءه بكل ما اوتيت حواء من قوة.وبصعوبة هربنا منهن وخرجنا من هذا المحل ولكننا فوجئنا برجال تقف أمام كل كافية وتحاول جذب المارة وصيد الفريسة بنفس الطريقة.
أمر أذهلني حقا هل نحن بالاردن؟ هل هذه بلدنا التي اعتدنا فيها الطمأنينة والأمن والأمان ؟ اسمحوا لي بقول كلمة (يا حيف على مسؤولي هذا الوطن)، اين الشرف ،"وطن يباع ويشترى وتصيح فليحيا الوطن " اليوم بائعات هوى يتنقلن من مكان الى آخر فتيات قاصرات من جنسيات مختلفة السورية والعراقية والمصرية، يسرحن هنا وهناك من مكان لاخر، فاين العادات والتقاليد التي تميزنا وتميز بلدناالاردن .أين الاحتشام ؟ أين الطمأنينة التي كنا نشعر فيها اذا ما خرج ابناؤنا الى هذه المعالم الترفيهية، لقد أصبحت مكانا موبوءا ومنحطا يدعو للدعارة فمن سمح بهذا القول ومن أعطى التصاريح لهولاء الناس ليحولوا هذه الكافيات الى مكان دعارة ، فاين المسؤولون واين من خلف هذه القرارات غير المسؤولة بفتح مثل هذه الاماكن الموبوءة
ومن هو المسؤول عنها ،وكيف مُنحت تراخيص لمثل هذه الجهات في أماكن عامة ترفيهية وسياحية ملك للشعب .
بعد اليوم كيف يمكن ان نأمن على ابنائنا في مثل هذه الاماكن الموبوءة بالفساد .هنا تقع مسؤولية أمن الدولة و الامن المجتمعي الذي نتغنى به . اين هو وأين باتت دياره هل ضاع بين هذه الوفود التي دخلت بلادنا منذ عقد من الزمن وأكثر ، أم أن هناك جهات تدعم هذه الاماكن فهي قد تكون تجارة مربحة بات الكبار يتداولونها بعد وفود الجنسيات المختلفة الينا .
تحمّلنا الكثير والقليل لاجل هذا الوطن . قبلنا بالفقر والغلاء ورفع الأسعار الدائم على أمل أن يعيش أبناؤنا حياة كريمة ونظيفة يتمتعون فيها بصفاءالوطن وطهره ونقاءه رغم العوز والقلة
بتنا الآن وكأننا مخيرون : أما ان نعيش الفقر وقلة الشرف والدين وأما فلا عيش هناك يطاق
: فأما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدى.