الدكتور خالد الكلالدة من قبل ومن بعد !


تشعل هذه الأيام، حملة انتقاد واسعة ضد وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الدكتور خالد الكلالدة. المحسوب تاريخيا على التيار اليساري الأردني الذي يملك تاريخا نضاليا، قابل للمراجعة والنقد.

هؤلاء يحملون على الكلالدة بعد قبوله المنصب الوزاري، والذي إذ ركب ظهر التيار كوسيلة تقوده إلى غاية، حتى وإن ترتب عليها انكاراً لتاريخيه، وتاريخ التيار الذي خرج من قلبه. فلا الزمان ولا المكان مناسبين لتسلم المنصب خصوصا وان الدولة اليوم تعتمد على اساليب حرق المعارضين لسياساتها من خلال استخدامهم كأدوات تخدير للرأي العام، إلى حين معين، ومن ثم ستعمل على تجميدهم، ووضعهم على الرف.

الكلالدة، خلال الفترة الماضية تقدم على الأخرين في انتقاد سياسات الحكومة، وانتقائيتها تعاطيها مع الملفات، وصمتها المريب حيال ملفات الفساد. الانتقادات عبرت عن رأي عام أردني رافض لسياسات الحكومة وتبريراتها.

لكنه تحول بقدرة قادر إلى مدافع شرس عن الحكومة، انطلاقا من الفكرة التي تقول أن معارضة الأمس لا تناسب الغد، وما تم الاعتراض عليه بالأمس، ليس بالضرورة أن اعارضه اليوم.

فهل كان الدكتور خالد الكلالدة سابقا معارضاً أم معترضاً ؟

لو عدنا إلى تصريحات الوزير السابقة، التي تناولت المشهد العام قبل تسلمه حقيبة الشؤون السياسية والبرلمانية، لوجدناها - التصريحات - مثيرة للجدل، وانقلابية تعتمد الانكار، أكانت تلك التي تتعلق بالحكومة وسياساتها، أم برفع الأسعار ، أم بالفساد ورجالاته، والحراك وشبابه، والاعتقال واساليبه.

فقط، لنعود إلى لتصريحات الرجل من قبل، ومن بعد الوزارة، لنرى الفروق.

في تصريح لـ CNN العربية حول سياسة رفع أسعار المحروقات قال : إن الحكومة لجأت إلى رفع أسعار المحروقات لسد عجز الموازنة المتزايد، مشيراً إلى أن البدائل الأهم تتجنبها الحكومات، كمعالجة التهرب الضريبي، وإقرار الضريبة التصاعدية، ووقف الهدر في النفقات العامة".
وحول سياسة رفع الأسعار التي تنتهجها حكومة النسور، قال: أن تبريرات رفع الاسعار "تبريرات مضللة للرأي العام ".
.
اليوم يبرر الوزير رفع الضريبة مثلاً على الملابس حيث يقول: إن رفع نسبة الضريبة على الملابس، جاء بهدف عدم الدفاع عن أصحاب رأس المال، وحفاظاً على الصناعة الوطنية.

في تصريح أخر، لصحيفة الرأي الأردنية يقول: إن للحراك الذي يدور في الشارع يعود إلى اخفاق سياسات الحكومة، وعدم جدية أخرى في تلبية مطالب الجماهير".

بعد المنصب يقول الوزير: ان " الحراك الشبابي والشعبي ارتكب جرائم بحق نفسه، ولم يراجع نفسه".

تصريح أخر في ذات الحوار:" إن حركة اليسار الأردني تؤمن بإعادة تشكيل الحكومات على أساس اختيار أفضل الكفاءات السياسية والتقنية والشخصيات التي تحظى بالقبول والاحترام من رجال الدولة والسياسة وكبار الضباط والموظفين والتكنوقراط.

اليوم ينتقد الكلالدة كل من يتعرض الحكومة بنقد، وتعيناتها وانتقائيتها في اشغال المناصب العليا.

اما مشكلة المشاكل التي يأخذها منتقدو الدكتور خالد عليه، هي ضبابية مواقفة في التعامل مع ملف معتقلي الحراك، وضرورة الافراج عنهم، حيث لم يفعل شيئا الى الان في صالحهم وهو الذي يعتبر نفسه جزء من الحراك واحد ابناءه. سيما وأن الوزير قبل ذلك كان يرفض سياسة الاعتقال التي تعتمدها الحكومات في تعاطيها مع الحراك، ورفضه المطلق لسياسة الاستخدام المفرط للقوة في التعامل مع الاعتصامات.

وغيرها الكثير الكثير من التصريحات التي تحتاج فقط المراجعة والمقارنة.

في غضون ذلك يشن ناشطون بالكتابة على صفحة الوزير الخاصة به على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، معربين عن أملهم، وثقتهم، وإصرارهم على العمل من أجل إطلاق سراح معتقلي الحراك الذين تم تحويلهم إلى محكمة أمن الدولة في قضايا متعلقة بإطالة اللسان، وتقويض نظام الحكم.

ختاما: قبل أشهر طالب وزير التنمية السياسية الدكتور خالد الكلالدة بمنحه مهلة للعمل.

هل انتهت المهلة التي طلبتها معالي الوزير أم لا ؟

وهل تبريرات حكومة النسور مازالت بنظرك مضللة للرأي العام أم لا؟

أترك الإجابة لك معالي الوزير.



تعليقات القراء

إلى الكاتب العزيز
كل الحب والاحترام لك اخي الكاتب خالد عياصرة.كنت قد كتبت لك انا ،وربما تتذكرني،عن مقالتك حول اللاجئين بأنه يجب ان لا نخلط الورق ونقول اللاجئئين الفلسطينيين،لان اللاجيء الفلسطيني ليس كالسوري ولا والعراقي.هناك وحدة بين الضفيتن ونزح من طرف للمملكة إلا طرف اخر هو والجيش العربي الاردني الذي صدمه تخبيصات جمال عبدالناصر.واليوم اقول لك ان الكلالدة تماما مثل رحيل الغريبة وتماما مثل بسام العموش وحتى العكور وقبلهم بزمن اغبر بعيد الراوابدةاستغلوا الاحزاب للتسلق وتعريف الدولة بهم على انهم معارضين (مدركين ان اي دولة يهمها سحب البساط من تحت اقدام معارضيها من الاحزاب بسحب بعض اعضاءها وخاصة الذين يصنفون قادة).وهذا للاسف ما حصل بالضبط في الآونة الاخيرة مع ارحيل والكلالدة.لذلك يا صديقي رجل الدولة والتاريخ يقاس بمدى قدرته على التمسك بمذاهبه وقيمه وليس بعلو المنصب الذي استلمه.والتاريخ لا يحفظ هؤلاء (حتى لو سمينا شارع هنا او زاروبة هناك بأسمه).ولذلك افضل دروس كنا نأخذها بالتاريخ الأسلامي لهؤلاء الذين ثبتوا على الاسلام وهو ضعيف (تحت التعذيب والاغراء)ولم ينقلبوا.لذلك هناك عمار ابن ياسر مثلا(بلا تشبيه طبعا.لكن والله هناك شيعوعيين في الاردن واسلاميين ثبتوا بقيمهم لهم في قلب اي عاقل كل الحب والتقدير-والأهم منا التاريخ.أعرف وقسما بربي رجال رفضوا ان يصبحوا رؤساء وزارات.ولو غيروا قيمهم ولم يفعلوا لربما طلعت صورهم بالتلفزيون والجرائد،لكنها لن تظهر عندما يكتب التاريخ الصيحي لرجالات الدول.تصفر الصحف وتضيع افلام التلفزيون ويصفر تاريخ هؤلاء ويضيع تماما كما يحدث للصحف والتلفزيون.
06-10-2013 05:49 PM
احب مصلحة بلدي
عزيزي الكاتب الاتعلم انه امام المناصب والمال كثير من الثوابت والقيم والمواقف تضعف وهذا للاسف مايميز الانسان من دول العالم الثالث عن غيرة من شعوب الدول المتقدمه وصاحبنا الذي تتحدث عنه هو واحد من هذه الشريحه
14-10-2013 10:21 AM
ابو المعاتيه
ان تعارض اكثر.... ان تحصل على هبشة اكبر

ابتسم انت في الاردن
03-11-2013 03:29 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات