صبرعباس


قد استوعب الى حد ما صبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أنقلاب حركة “حماس” وخطفها لقطاع غزة وانشاء امارتها الظلامية فالرجل – اي عباس- له موقف معلن بقداسة الدم الفلسطيني ولا يريد ان يضاف الى تاريخه الطويل انه اصدر ذات يوم أمرا بأراقة نقطة دم فلسطينية ضمن صراع فصائلي بل أبعد من ذلك فأن سقوط قطاع غزة بأيدي انقلابيي حماس كان من أحد اسبابه أن عباس لم يصدر أمرا بالقتال فيما السبب الرئيسي لذلك كان ان العقيدة القتالية لمقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية ليس من ضمنها الأقتتال الفلسطيني-الفلسطيني بينما تسلح الطرف الأخر بفتاوي تجيز ذلك صدرت عن علماء ثقات بمقاييس طائفة الأخوان المسلمين الدينية التي تنتمي لها حماس.

ويسجل لعباس وليس عليه أنه يعلن بأنتظام شديد وعلى منصات الخطابة المحلية انه ضد انتفاضة فلسطينية ثالثة او أي عودة للكفاح المسلح ضد اسرائيل ضمن رؤيته لموازين القوى وأيمانه بالحلول الدبلوماسية. وما سبق يسجل له من باب الشجاعة السياسية وليس من منطلق الأتفاق او الأختلاف مع طروحاته السياسية مقابل مراهقات سياسية تمارسها “حماس” مدعية المقاومة والممانعة على منصات الخطابة فيما تنفذ كتائبها مهام كلاب حراسة حدود اسرائيل ضمن هدن متتالية غير مباشرة عربية وغيرها.
وصبر عباس لا يشمل حماس فقط بل يمتد الى داخل منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة فهناك احتجاجات مكتومة على صرف نحو ٥٢% من موازنة السلطة على غزة الأقل سكانا من الضفة الغربية فالحكومة تدفع عدا عن رواتب الموظفين فواتير الصحة والتعليم والخدمات الأخرى وهو ما دفع البعض لأتهام الحكومة الفلسطينية بتمويل مستمر لأنقلاب حماس.
وبعيدا عن نفي او أثبات هذه التهم ومع استيعاب منطلقات صبر عباس على حماس الأ ان ما يبقى غير مستوعبا هو ترك مراهقات حركة حماس السياسية تتحكم بحياة ورغيف خبز وحركة نحو مليوني فلسطيني مرتهنين ل”ولدنات” الزهار والطفولة السياسية لأبو العبد وأرتهان مشعل للغاز القطري المسال. فحماس بمراهقة قيادتها السياسية خسرت خلال عام كل داعميها الأقليميين بما يشمل محور الممانعة ومصر وكل دول الخليج بأستثناء قطر.
والأدهى من ذلك فأن رفض حماس الأعتراف بأخطائها يجلس نحو مليوني فلسطيني في غزة على خازوق خطاياها السياسية وربما هذه هي الورقة الأخيرة بجعبة الحركة المأزومة فكأن قيادتها تقول لن نجلس وحدنا على خازوق خطايانا المدبب بل سنجلس معنا كل سكان غزة جوعا وقهرا وتعذيبا.
استعراض عضلات حماس العسكرية الأخير على ابناء غزة لم يخفي عري قيادتها لكن الصمت على خطف نحو مليوني فلسطيني هو مصدر قلق ومن هنا يفترض أن تتخذ القيادة الفلسطينية موقفا لحقن دم ورفاهية اغلبية الشعب فأحيانا تبتر الأصبع الوسطى من يد مريض السكري للحفاظ على حياته فكيف أن كانت ذات الأصبع خارجة عن عقل الجسد وتصدر عنها حركات مستفزة تستعدي اي كان على عموم الجسد .



تعليقات القراء

حاتم
وآخر خطيئات حماس هو تدخلها العسكري بالشأن المصري ومناصرتها لجماعتها من الإخوان في مصر على حساب القضية الفلسطينية مما سيجلب الضرر للغزيين وربما الصدام مع الجيش المصري
22-09-2013 01:38 PM
واضحة
الكاتب يريدها حرب فلسطينية اهلية حتى النهاية.
رد بواسطة دكتور مغترب
بالعكس الكلتب واضح في توجيه بوصلة الفشل في مسيرة المقاومة الفلسطينية نحو حماس وسياساتها .....
22-09-2013 03:45 PM
ابن قلقيلية
صحيح اننا نعيش اخر زمن
يتكلم الكاتب وكأن حركة فتح قامت بتحرير الضفة ولم يبقي الا غزة
والادهى والامر انه يصف كتائب حماس بكلاب حراسة وكانه لا يعلم ان اسرائيل تمهد لكلبها الوفى لخلافة عباس
اقول للكاتب قليلا من الحياء
رد بواسطة دكتور مغترب
و تتكلم وكأن جيوش المقاومة الحمساوية على أبواب تل أبيب والرئيس أبو مازن يفاوض لحمايتهم,,,يا عزيزي حماس تمارس دور الحماية للاحتلال الاسرائيلي وتمنع الصواريخ والعمليات من اراضي غزة,,حماس ملئت معتقلاتها بالسلفيين وابناء فتح وفصائل المقاومة ,,حماس حولت سكان غزة من طوابير من المقاومين الى طوابير من العاطلين والمتسولين....حماس ربطت نفسها بمشروع الاخوان المسلمين فسقطوا وسقطت معهم.......
22-09-2013 07:05 PM
م ر ا ق ب
هدية للكاتب
قصيدة عــبــاس للشاعر احمد مطر
22-09-2013 07:10 PM
طيراوي 8
يا جماعة.مهلا مهلا.ليس في فتح خائن وليس في حماس خائن.المفروض ان خبرة ابو مازن اجتمعت مع حماس حماس.الكل قلبه فلسطين.الظروف تقسوا لتجعل اطراف المعادلة غير قادرين على تزبيط جلستهم والتفكير مليا بالواقع.لماذا لا يجلس ابو مازن مع هنية ويوضح له اشياء ربما لا يعرفها بحكم منعه من الوصول لمحافل يستطيع ابو مازن الوصول اليها.يعني شخصيا لا افرق بين صائب عريقات ولا حتى الزهار.الشيء الوحيد الخطأ ان العدو القذر يستطيع ان يمنع نصفي الطاولة من الالتقاء.كيف نسمح لهذا العدو تحقيق ذلك.هذه هي الان قضية فلسطين.نجلس مع نتنياهو او يجلس الطرف الاخر مع روحاني ولا نجلس مع بعض؟؟؟؟معقول؟؟
23-09-2013 03:39 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات