رسالة وطنية الى مجلسنا النيابي


نرى ونشاهد العديد من جلسات مجالس النواب في العالم المتحضر وحتى في بعض الدول العربية التي نهلت قسطا من الديموقراطية والتي سبقتنا كثير في هذا المجال ، و نسمع اصوات تعلو وصراخات تضنها من بعيد ان الامور اصبحت خارج السيطرة في المجلس لكن حقيقة ان فحواها يدور في المصلحة العامة ومصلحة الوطن والمواطن بعيده كل البعد عن المصالح الشخصية والذاتية.
وخير مثال على النقاشات الحادة والساخنة ما تحدث في دولة لبنان الشقيق هذه الدولة التي نهلت مبكرا قسطا من الديموقراطية تختلف عن باقي دول المنطقة العربية. فالمناقشات رغم اختلاف الافكار الحزبية والايدولوجيات الفكرية تصب جميعها في مصلحة الوطن والمواطن ، وحتى الكونغرس الامريكي او مجلس الشيوخ البريطاني بل وكل البرلمانات الغربية يحدث فيها نقاشات حادة وقد تستوجب التشابك في الايدي لكن لا تصل الى حد التهديد والوعيد والشتائم المؤذية وينتهي كل شيء بانتهاء الجلسة .

ما حصل في مجلسنا دون تعميم يشكل صفعة اليمة لدولتنا الاردنية ، الدولة الفتية في تشكيل مكوناتها الديموقراطية والتي يسعى صاحب الجلالة لان تكون انموذجا مميزا بين دول المنطقة.

وهنا اتساءل اليس من الواجب الالتفاف الى القضايا الهامة التي تعصف بمنطقتنا العربية والتي اصبحت تؤثر على الاردن وعلى وضعه الاقتصادي؟ اليس من الافضل ان نرتقي بمجلسنا النيابي الذي يمثل قمة الهرم في مؤسسات الدولة التشريعية ليكون رافعة داعمة لثوابت هذا البلد في وقت تتماوج وتتقلب فيه الرياح يمنه ويسرى ؟

اليس من الاجدى ان يعكس مجلسنا النيابي تطلعات الشعب في تحقيق اهدافه وتعزيز قيم العمل النيابي كونه يعتبر اهم رافعة ديموقراطية؟

فما حدث في مجلسنا الكريم دون تعميم للحالة شيء لا يليق ابدا بمكونات النهج الديموقراطي الذي نسعى اليه، فبناء الاردن الحديث يتطلب وقفة وطنية صادقة تعنى بشؤونه العامة وتكون سدا منيعا لصد اي محاولات تستهدف مصلحتنا الوطنية ، فلنكن اوفياء الى وطننا والى قيادتنا الحكيمة بان نكون معنيين بالمحافظة على سمعة بلدنا وعلى نهجنا الديموقراطي الذي نسعى اليه ،فالأجدى ان يكون همنا مصلحة بلدنا ومصلحة ابنائه والنظرة المستقبلية لرفعة ورقي تطلعاتنا الواقعية لبناء اردن حديث متطور ، متعاضدين فيه يد بيد بعيدا عن مواضيع الموالاة لطابع الشخصنة والانانية . فالرسالة الوطنية الى مجلسنا الكريم ان نتطلع الى ما حققه العالم المتحضر ولنسير على خطاه في بناء بلدنا وتغيير ثقافتنا الى نهج حضاري يسوقنا الى التقدم والنجاح ومسايرة الركب الحضاري المتقدم لا ان نطلع العالم على نشر غسيلنا الذي يفضح كل مستور . حمى الله الاردن من كل سوء في ضل القيادة الحكيمة.



تعليقات القراء

مهند الرشدان
اوجزت بإبداع يا دكتور
16-09-2013 02:16 PM
زياد القرالة
نتمنى ان يرتقى البرلمان الى مستوى المسؤلية
18-09-2013 06:30 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات