كلنا مسؤولون عن حادثة الكلاشينكوف


جراسا -

أحمد الربابعة - كعادتنا وقت خطأ أحدنا ... نُنصب أنفسنا فلاسفة وحكماء بل وربما الملائكة نفسها، وننزل ذلك المخطئ إلى أسفل السافلين .. فهو وحده من يشبه إبليس؛ أما نحن فقد نُزع حظ الشيطان من قلوبنا !

ما حدث البارحة في البرلمان الأردني جريمة وفضيحة أوصلتنا لأعلى درجات الاشمئزاز، ومرتكبها أو مرتكبيها عليهم من الحساب ما يستحقونه. لكن بوقفة معينة مع أنفسنا وتفكيرنا بما حصل، سنجد أننا كنا جميعاً (شعباً ونظاماً ونواب) شركاء بطلقات الكلاشينكوف التي أُطلقت داخل البرلمان الأردني وأحرجت التاريخ السياسي الأردني فوق شدة حرجه.

الشخصية الأردنية مجبولة بطبائع السلاح وتوابعه، والثقافة الأردنية ثقافة مسلحة وحربية من الطراز الرفيع، قد تتفوق على محاربي إسبارطة ! تمارس طقوس السلاح وإطلاق الرصاص يومياً إن لم يكن ساعتياً في المدن والمحافظات والطرقات والمؤسسات الحكومية، ونظامنا يدعم ويساند رموز ثقافة السلاح، أو رفاق السلاح بوصف آخر، ويجعل سلطتهم فوق سلطة القضاء، هم من يعتقون القاتل، وهم من يترحمون على المقتول، وربما يدخلوه الجنة ! وبعد ذلك يقدم لهم الأنواع الفاخرة من قطع السلاح هدايا، مكافأة وتعزيزاً لهم على الاستمرار بنهج المقاومة للحضارة والمدنية اللدودة! ... أما نوابنا فهم كبار مقاتلينا الأشاوس الذين نفاخر بهم، ولا يجب أن يزول عن صدر أحدهم جناد بيت السلاح حتى لا تقل هيبة العشيرة التي أوصلته للبرلمان، وكل بيت أردني فيه سلاح أو مستخدم لسلاح أو مقتول أو قاتل بالسلاح أو مزغردة لمطلق رصاص السلاح، وطفل يجمع (الفشك) الفارغ يتفاخر بها أمام أطفال الحارة، وربما ذلك كله في عائلة واحدة ... وما يملكه الشعب الأردني من سلاح وذخيرة يكفي لتحرير الصومال من إثيوبيا.

نواب البرلمان هم مرآة الشعب وإفراز لهذا الواقع ... والنظام الأردني هو المظلة التي تحميهم، وهو من أهدى كثير منهم الأسلحة التي يحملونها ... والشعب الأردني هو كاتب النص لتلك التراجيديا، وهو من أفرز أولئك النواب ويحتفل بهم وبسلوكهم، ويوم نجاحهم أطلق لهم من الرصاص والذخيرة ربما أكثر من ذخيرة معركة الكرامة.

حادثة كلاشينكوف البرلمان الأردني كفتاة متحررة تعيش في مجتمع متحرر، وترتدتي تنورة قصيرة لا يتعدى طولها الشبر حول خصرها، فجاءت نسمة هواء لتطير تلك التنورة وتبان منطقة بكارة الفتاة، لتُثار ضجة ويصبح الكل يتهمها بالرذيلة والبغاء، بعد أن كانوا يمتدحون ويصفقون لجمال تنورتها وملائمة جسدها عليها، وبعد أن كانت كل بنات ذلك المجتمع يرتدين نفس تنورتها ... ونحن كذلك قضينا وطراً نصفق للسلاح ولحاملي السلاح وأسمينا من يمتلكه (شيخ ولا كل الشيوخ) وكان كل مطلق رصاصة يقابل بوابل من زغاريد نساءنا، ويُجلس في صدر المجلس، ونكافئ أكثر واحد من أطفالنا يجمع الفشك المفرغ من تحت باغة وطاحونة سلاح الفارس الخيال الشهم (مطلق الرصاص)، وعندما طارت تنورة احدنا لتكشف أكثر من الأفخاذ التي اعتدنا على مشاهدتها، صار هو وحده الفاعل التارك.

لماذا نظل نرقص بأقصى طاقاتنا ونستمتع بالرقص حتى النشوة، وحين يقال أن الرقص عيب وعار تصبح (فيفي عبدة) هي الراقصة الوحيدة فقط؟!




تعليقات القراء

عجلوني غيور
انت وحدك مسؤل عن الحادثة والالفاظ الواردة في المقال لا ينبغي ذكرها وتخدش بالحياء العام لذا عليك اختيار عبارات محتشمة مرة اخرى .
رد بواسطة سمير
ليس هناك خطأ في الفاظه... ولكن الخطا في طريقة تفسير مقاله.. فالمقال تشبيه مجازي لائق للوضع المصور للواقع الاردني.
12-09-2013 12:20 AM
Nabeel Alkhatib/USA
الرجل يتكلم عن الواقع المزري ولماذا ندفن رؤؤسنا في الرمال.
دوله القانون غير موجودة وهذا سبب الفلتان.
12-09-2013 02:03 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات